الصراع الأكثر دموية فى العالم عاشه سكان غزة خلال سبعة أسابيع فقط، لحظات رعب للأطفال وتدمير المبانى وافتقار لكافة أساسيات الحياة، هكذا الحال فى قطاع غزة الآن.. ومن بين أبرز الفظائع التى ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى القطاع، كان استهداف الصحفيين بشكل مباشر.. هذا ما سلطت صحيفة «الجارديان» البريطانية الضوء عليه؛ فى تحليل عن "المذبحة الجماعية للصحفيين بقطاع غزة"، مشيرة إلى ما أكدته لجنة حماية الصحفيين بأن هذا الصراع يعد الأكثر دموية للعاملين فى مجال الإعلام على الإطلاق؛ إذ تعرض ما لا يقل عن ٥٧ صحفيًا – من بينهم ٥٠ فلسطينيًا وسبعة صحفيين أجانب – للقتل العنيف، كما أصيب ١٠٠ آخرون، خلال سبعة أسابيع فقط.
وأشار أوين جونز فى تحليله إلى أنه لوضع هذه الأرقام فى نصابها الصحيح، وفقًا للاتحاد الدولى للصحفيين، قُتل ما مجموعه ٦٨ عاملًا فى مجال الإعلام على نطاق عالمى خلال عام ٢٠٢٢ بأكمله بينهم ٢٧ صحفيًا خلال تلك الفترة. قائلًا: "هنا يجب أن نتساءل أين التضامن الصحفي؟
وأضاف جونز، عندما منعت إسرائيل المراسلين الأجانب من دخول غزة، تُرك الأمر للصحفيين الفلسطينيين ليخاطروا بحياتهم ليشهدوا أمام العالم. فبدونها، لن يكون لدى أى مؤسسة إعلامية المواد اللازمة للإبلاغ بدقة عن هذه الكارثة.
وأكد كاتب التحليل أنه كما قالت منظمة مراسلون بلا حدود، فإن إسرائيل "تقترب من فرض تعتيم إعلامى شامل فى غزة". وقال: "إن رواة الحقيقة الفلسطينيين هم كل من وقف فى الطريق، وقد تم إخماد أصواتهم واحدًا تلو الآخر. أين الرسائل النارية المنددة بهذه المجزرة غير المسبوقة ضمن مجزرة؟".
ونوه أوين جونز إلى ما قاله رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلى بنيامين نتنياهو للمدنيين والجنود الإسرائيليين على حد سواء بداية هذا الشهر: "تذكروا ما فعله عماليق بكم"، مذكرًا بفقرة فى الكتاب المقدس حيث يأمر الله بنى إسرائيل بالانتقام من هجوم العماليق عن طريق "قتل الرجال والنساء والأطفال والرضع”. وقد وضعت الصواريخ الإسرائيلية هذه الوصية موضع التنفيذ مرارًا وتكرارًا.
وأضاف: "من السهل أن نستنتج ببساطة أن هذا المستوى البشع من الاستنزاف هو مؤشر على هجمة عسكرية قاتلة بشكل فريد".
وذكر تحليل «الجارديان» أنه مع إراقة الكثير من الدماء، قد يبدو من الصعب إثبات أن الصحفيين مستهدفون بشكل مباشر؛ ولكن عندما قُتل مراسل ومصور الأسبوع الماضى فى ظروف أقل فوضوية فى لبنان، خلصت مراسلون بلا حدود إلى أنهما "مستهدفتان بشكل واضح" من قبل الضربات الإسرائيلية. وأضافت الصحيفة البريطانية أنه لا عجب أن العديد من مجموعات الدفاع عن الصحفيين تعتقد أن هذا صحيح. كما نوهت إلى إدانة تيم داوسون من الاتحاد الدولى للصحفيين للمذبحة الأكثر إثارة للصدمة والأفظع التى تعرض لها الصحفيون والتى كان على علم بها، والذى أعرب عن "خوفه الحقيقى من أن هناك محاولة متعمدة لمحاولة إبعاد أعين العالم عن غزة". كما أعلنت رئيسة لجنة حماية الصحفيين، جودى جينسبيرغ، عن "قلقها العميق" إزاء المزاعم بأن الصحفيين يتم استهدافهم عمدًا.
ماذا ستستفيد إسرائيل من إسكات الصحفيين فى غزة؟
وأكد تحليل «الجارديان» أنه ليس من قبيل التآمر أن نقترح أن إسرائيل ستستفيد من إسكات الصحفيين فى غزة. فقد أفادت وسائل الإعلام الأمريكية بوليتيكو أن إدارة بايدن تخشى من "النتيجة غير المقصودة" للتوقف الحالي، وهى أن يحصل الصحفيون على "وصول أوسع إلى غزة وفرصة لتسليط الضوء بشكل أكبر على الدمار هناك وتحويل الرأى العام نحو إسرائيل".