ربما أعتقد الكثير أن “بشارة واكيم” فنان لبناني لأنه أجاد تمثيل أدوار الشوام بتمكن واضح ولكنه مصري المولد والنشأة إلا أن سر إجادته للهجة الشامية ببراعة تعود إلى سفره الدائم إلى الشام،
في مثل هذا اليوم 30 نوفمبر 1949م توفي الفنان بشارة واكيم.
ولد بشارة يواقيم وهذا هو اسمه الحقيقي في حي الفجالة بالقاهرة، ودرس في مدارس الفرير الفرنسية في باب اللوق، والتحق فيما بعد بكلية الحقوق وحاز على درجة الليسانس، كان مرشحا ﻹحدى المنح الدراسية إلى فرنسا ولكنه فضل البقاء في مصر والاتجاه إلى الفن الذي يعشقه.
بدأ مع فرقتي عبد الرحمن رشدي وجورج أبيض، ثم عمل مع الفنان يوسف وهبي في فرقته، كما عمل مع الفنانة منيرة المهدية، وقدم العديد من الأفلام خلال فترتي الثلاثينيات والأربعينيات منها: “بسلامته عاير يتجوز ، الباشمقاول، لو كنت غنيا، انتصار الشباب، العريس الخامس ولعبة الست” كان يتقن الفرنسية أيضا كما كانت لديه موهبة نظم الشعر.
ألح عليه الفنان أنور وجدي بطباعة ديوان لأشعاره لكنه رفض حيث قال إنه يكتب الشعر لنفسه فقط، وأتقن أيضا اللغة العربية وكان دائما يردد أن من يريد أن يتثقف في اللغة العربية يجب أن يحفظ القرآن الكريم ويفهم معاني آياته، وفعلا حفظ القرآن الكريم على الرغم من أنه مسيحي، كما طالع كتب التفسير وترجم العديد من الروايات الأدبية الفرنسية إلى اللغة العربية.
لم يتزوج بشارة واكيم طوال حياته لأنه كان يرى أن الزواج مقبرة الفنان والإنسان معا، كما كان يخشى من تحقق دعوة والدته عليه حين قالت: "روح إلهي يبتليك بجوازه تهد حيلك" فخشي واكيم الزواج بعدها على الرغم من أنه تقدم للزواج من الفنانة ماري منيب ورفضت، ورفض هو بعدها أن يتقدم لخطوة الزواج مرة أخرى.
وبينما كان بشارة واكيم يقرأ سيناريو مسرحية جديدة لفظ أنفاسه الأخيرة وعلي صدره نص المسرحية وكان ذلك في 30 نوفمبر عام 1949م، وتوفي بمنزل شقيقته التي كان يعيش معها ويربي أبناءها بعد وفاة زوجها، وترك أملاكه لأبنائها.