أكد الدكتور عمرو الحاج رئيس هيئة الطاقة الذرية، اليوم، أن الهيئة تدعم الندوات العلمية لإثراء المعرفة النووية وعرض المجالات الحديثة في مجالات المفاعلات النووية وغيرها من مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.
في ذات السياق قال الدكتور الدكتور شريف الجوهري المتحدث الرسمي للهيئة، إن الثوريوم معدن فضي قليل الإشعاع موجود في الصخور والرمال المعدنية الثقيلة، وسُمِّي تيمناً بإله الرعد "ثور" في الأساطير الاسكندنافية وهو أكثر وفرة من اليورانيوم في الطبيعة بما يتراوح بين ثلاث أوأربع مرات، والثوريوم-232 هو نظير الثوريوم الوحيد الموجود في الطبيعة. واضاف : عند تشعيعه، تحصل سلسلة من التفاعلات النووية التي تنتج اليورانيوم-233، وهو مادة انشطارية يمكن استخدامها كوقود في المفاعلات النووية.
واشار الى أنه في عام 2022 أعلنت أحدى الشركات السويسرية عن تطوير نوع جديد من المفاعلات النووية التي تستخدم الثوريوم بدلاً من اليورانيوم ، والتي بإمكانها انتاج الكهرباء بشكل أكثر أمانًا، وبدون توليد نفايات عالية الإشعاع، مما سيمهد الطريق أمام الانتقال إلى مجتمع خالٍ من الانبعاثات، كما تعكف الصين والهند ودول أخرى على تطوير مفاعلات الثوريوم على مستوى العالم.
جاء ذلك خلال الندوة العلمية الثالثة بهيئة الطاقه الذريه عن مفاعلات الثوريوم ذات درجات الحرارة العالية للتطبيقات الصناعية تحت رعاية الدكتور عمرو الحاج رئيس هيئة الطاقة الذرية ، وقد أفتتح الندوة الدكتور هشام فؤاد علي رئيس الجمعية المصرية للعلوم النووية ورئيس الهيئة الأسبق و الدكتور ناصف قمصان رئيس الندوة وبحضور الدكتور محمد كمال شعت أستاذ المفاعلات النووية بالهيئة ومقرر الندوة، الدكتور محمد محمود غنيم أستاذ الفلزات بالهيئة، ولفيف من العلماء والخبراء في هذا المجال.
وقال الدكتور ناصف قمصان –رئيس الندوة ، أنه يوجد نحو 450 مفاعل نووي تعمل حول العالم وجميعها تحتاج إلى الوقود وأشار الى أن معظم هذه المفاعلات تستخدم اليورانيوم-235 وقودًا لها، والدول التي تعيد تدوير الوقود جزئيًا هي فرنسا وروسيا وبعض الدول الأُخرى .
وأضاف أن بعض العلماء الأن يعتقدون أن الثوريوم هو الحل الأمثل للمستقبل، فهو عنصر قليل الإشعاع متوفر نسبيًا و يتوافر بكثرة في الهند، وتركيا، والبرازيل، والولايات المتحدة، ومصر.
تجدر الإشارة إلى أن الثوريوم ليس وقودًا للمفاعلات كما هو اليورانيوم، والفرق بينهما هو أن اليورانيوم عنصر انشطاري ينتج سلسلة من التفاعلات المستمرة عند جمع كمية كافية منه في وقت واحد ومكان واحد، أما الثوريوم فهو عنصر غير انشطاري، وأسماه العلماء العنصر الخصب. وهذا يعني أنه في حال صدم الثوريوم بالنيوترونات عند التشغيل السريع للثوريوم في مفاعل يُستخدم فيه اليورانيوم كوقود أساسي، يتحول الثوريوم إلى اليورانيوم-233 النظير الانشطاري والملائم لإنتاج الطاقة.
وأوضح أن التطبيقات الصناعية المختلفة تحتاج إلى درجات حرارة تختلف بنوع النشاط ففي تطبيقات التدفئة والتبريد وتحلية المياه نحتاج إلى درجات حرارة تتراوح بين 100 – 160 درجة مئوية، بينما نحتاج إلى درجات حرارة تتراوح بين 600 – 1600 درجة مئوية في الصناعات التي تحتاج لحرارة عالية مثل صناعة الحديد والصلب أو انتاج الهيدروجين. وتستخدم 11 دولة حوالي 79 مفاعلاً نووياً في التوليد المشترك مستخدمة الحرارة النووية في انتاج الكهرباء والعمليات الحرارية للأغراض الصناعية.
وتتمثل إحدى الفوائد الأخرى لاستخدام الثوريوم في أن المفاعلات العاملة بالثوريوم قد تكون أكثر ملاءمة للبيئة من تلك العاملة باليورانيوم. فهذه المفاعلات لا تطلق غازات الدفيئة عندما تكون قيد التشغيل، شأنها في ذلك شأن الطاقة النووية، وتنتج قدراً أقل من النفايات النووية الطويلة العمر مقارنةً بالمفاعلات التي تعمل باليورانيوم حالياً.
وطبقاً لرئيس قسم دورة الوقود النووي ومواده في الوكالة الدولية للطاقة الذرية فأن العالم يبحث عن تكنولوجيات بديلة مستدامة وموثوق بها لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتحقيق الأهداف العالمية التي تتعلق بالمناخ. وقد يصبح استخدام الثوريوم إحدى هذه التكنولوجيات. وسنواصل بحوثنا لتزويد الجهات الراغبة في استخدام الثوريوم بنتائج علمية ذات مصداقية، لذا جاء تنظيم الندوة العلمية في هذا المجال.
تشمل محاور الندوة والعروض والتي يلقيها نخبة من العلماء وهم الدكتور محمد كمال شعت ويعرض عن أجيال مفاعلات درجات الحرارة العالية، الدكتور عبد الرحمن عبد الرحمن القفص ويعرض عن المفاعلات الصغيرة المنمذجة، الدكتور محمد محمود غنيم عن الثوريوم كوقود لمفاعلات درجات الحرارة العالية، الدكتور محمد ناصف قمصان عن الحرارة النووية في العمليات الصناعية، والدكتور مصطفى عزيز وسيعرض عن اعتبارات تصميم المفاعلات وإنتاج الهيدروجين، والدكتورة لولا شومان عن استخدام الطاقة النووية لتحلية المياة، كما سيختم العروض الدكتور محمد ناصف قمصان بعرض عن نظم تخزين الطاقة.
وفي عرض الدكتور محمد شعت مقرر الندوة قام باستعراض أنواع المفاعلات النووية من الجيل الرابع ومميزاتها .
وصرح الدكتور هشام فؤاد رئيس مجلس ادارة الجمعية المصرية للعلوم النووية ورئيس الهيئة الأسبق بأن هذه الندوة تؤكد على سعي علماء الهيئة ومدرستها العلمية في مجالات المفاعلات النووية لعرض ومناقشة أهم الموضوعات في المجالات النووية ومنها مجال مفاعلات الثوريوم عالية الطاقة للأغراض الصناعية والتي تعتبر أحدى المجالات الحديثة
وقال أن مفاعلات الثوريوم يمكن أن توفر حلاً طويل الأجل لاحتياجات البشرية من الطاقة في المستقبل .
وشدد على أهمية هذه الندوة في إطار نشر الوعي والثقافة للمجتمع العلمي وشباب العلماء لمعرفة اهم المجالات الحديثة على مستوى العالم في مجال المفاعلات النووية.