أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، أن تهيئة الظروف المناسبة لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية يعد أمرا ملحا، معتبرا أنه لا احتمال للخروج من المأزق الأمني والاجتماعي والاقتصادي والمالي الذي يعاني منه في المقام الاول الشعب اللبناني من دون رئيس أو حكومة فاعلة، موضحا أن ممثله الشخصي، جان ايف لودريان، يواصل العمل في هذا الاتجاه.
وقال الرئيس الفرنسي -في رسالة وجهها إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم الثلاثاء بمناسبة عيد الاستقلال- إن فرنسا تضاعف جهودها لتعزيز استقرار لبنان وأمنه واستقلاله، وذلك نظرا للعلاقات التاريخية التي تربط البلدين.
وأضاف أن امتداد رقعة الصراع إلى لبنان سيكون له عواقب وخيمة على البلد وعلى الشعب اللبناني، مشيرا إلى أن فرنسا تدرك أن لديها مسئولية فريدة تجاه لبنان، معتبرا أن هذه المسئولية تترجم بشكل خاص من خلال الدور الذي تضطلع به فرنسا ضمن قوات حفظ السلام في الجنوب اللبناني (اليونيفيل).
وشدد على ضرورة عدم استخدام أي طرف للأراضي اللبنانية بشكل يتعارض مع مصالحه السيادية.
وتابع "علينا اليوم تجنب الأسوأ.. لذلك أحثكم على مواصلة جهودكم في هذا الاتجاه".
وأوضح ماكرون أنه سبق وأن أكد لرئيس الوزراء الاسرائيلي، في كل مرة تواصل معه، كل الاهتمام الذي توليه فرنسا للبنان معبرا عن قلقه إزاء مخاطر التصعيد وامتداد الصراع إلى لبنان، واعتبر أن هناك حاجة ملحة لتحقيق الاستقرار في المؤسسات اللبنانية، موضحا أن الشغور الرئاسي المستمر منذ أكثر من عام يلقي بثقله على قدرة البلاد على الخروج من الأزمة الحالية وتجنب التدهورالأمني المرتبط بالحرب المستمرة في غزة.
وأشار إلى أن لبنان غني بقواه الحيّة ويتمتع بكامل المقومات للنهوض مجددا، مستنداّ بذلك الى مجموعة من المواهب ورجال الاعمال والباحثين والمبدعين الذين ذاع صيتهم عالمياّ ويمكنهم بث نفس جديد في البلد.
وقال ماكرون: "آمل أن تكون اليقظة ممكنة أخيرا. وأؤكد لكم، دولة الرئيس، ان فرنسا تقف اليوم إلى جانب لبنان كما هي الحال دائمًا".