استقبل الشاعر جمال بخيت أحد أبرز الشعراء الغنائيين في مصر والشرق الأوسط، خبر صدور النسخة المترجمة إلى اللغة الإنجليزية من مسرحيته "عندريلا" بحفاوة وسعادة شديدة، والتي صدرت الجمعة الماضية عن دار كناية للنشر.
بدأ بخيت مسرحيته من حيث تنتهى قصة "سندريلا" الأصلية، لتدخل معه عالما من الفانتازيا، إلى مملكة أحلامستان، حيث أصبحت سندريلا ملكة وتعيش مع ابنتها "عندريلا".
كانت بدايته في كتابة الشعر الغنائي منذ أواخر السبعينات، فكتب عشرات اﻷغاني البارزة لنجوم الطرب الأصيل، إضافة لأغاني الأفلام، والمسلسلات، والمسرحيات، والإذاعة، إلى جانب إصدار مجموعة متنوعة من الدواوين الشعرية، والترجمات، التي نال عنها العديد من الجوائز والتكريمات.
التقت "البوابة نيوز" الشاعر جمال بخيت، للتعرف على مسرحيته المترجمة، وسبب تسميتها بهذا الاسم، والمشروع الحالي الذي يعمل عليه، وإلى نص الحوار....
* كيف استقبلت خبر صدور ترجمة مسرحية "عندريلا" إلى اللغة الإنجليزية؟
- الحقيقة أن هذه الترجمة تمثل بالنسبة لي خبر عظيم، ومنذ كتابتها وهي استكمالا للسيرة المعروفة على مستوى العالم "سندريلا"، التي لم يعرف الجميع ماذا حدث بعد زواجها من الأمير في نهاية العمل؟
فهذه المسرحية هي استكمالا للأحداث المتبعة بعد النهاية المعروفة لسندريلا، وبالتالي عندما كتب الناقد السينمائي رامي عبدالرازق كلمته على الغلاف الأخير للمسرحية، إضافة إلى قراءته النقدية للعمل ذاته في مقدمة الكتاب في طبعته العربية، وقال في كلمة الغلاف: "لو تُرجم هذا النص إلى عشر لغات مختلفة، سيفهمه كل الذين يتكلمون تلك اللغات وأكثر، وهذا ليس ممكنا فقط فيما يتعلق باللغات، بل من خلال بوابة "القصة"، تلك القصة التي يعرفها غريزيًا كل من جلس في حضن جدته، أو قرأ كتب القصص، لأن العالم كله يعرف جيدا سيرة "سيندريلا"، وسيصبح هناك نوع من التشويق فيما حدث بعد تلك النهاية.لقد انتبهت جيدا في كتابة هذه المسرحية، وذلك للتعامل مع شيء من التراث الإنساني، وهذا ما أشارت إليه كلمة الغلاف.فان الإحساس بترجمة أحد الأعمال الإبداعية إلى اللغة الإنجليزية يمثل شيء من العظمة والفخر؛ لذا أوجه الشكر لصاحب دار كناية للنشر والتوزيع المؤازر العربي في أوروبا على هذا المجهود الراقي، فقد التقيا سويا في إحدى الأمسيات الشعرية في تونس منذ 30 عاما، وحين سمع صاحب الدار قصة "عندريلا" أعجب بها وأمر بنشرها مترجمة حتى يتيح لها الفرصة في القراءة على نطاق أوسع. كما أوجه الشكر أيضا لمترجمة العمل الدكتورة زينب مبارك، ومصممة الغلاف حكمت الحاج، على هذا المجهود الرائع.
* ماذا عن الصفحة المفقودة من كل كتاب قصص مشهور؟
- إذا كانت قصة سندريلا مكونة من 100 صفحة، فإن هذا الخيال الموسيقي "عندريلا" يبدأ في الصفحة 101، وهي صفحة مفقودة من كل كتاب قصص مشهور. إنها الصفحة التي يعتقد الجميع غير ضرورية للحكاية أو ببساطة غير حقيقية. ولكن هناك دائمًا شخص ما مفتون بهذا العالم المحدد، ويحوله إلى خيال خالص.
"عندريلا" هي محاولة للنظر في تلك العبارة الجميلة والمزخرفة والغامضة "وعاشوا في سعادة دائمة".
فهذا النص الموسيقي عبارة عن كوميديا خيالية تأملية تدور حول "العيش في سعادة دائمة". إنه يطرح سؤالًا ملتويًا حول العلاقة بين السعادة والحذاء. إنه يدور حول الحياة بعد أن تتزوج شابة فقيرة من أميرها الوسيم؛ عن الأحلام، وما بعد الأمنيات".
* لماذا تم اختيار كلمة "عندريلا" عنوانا لهذه المسرحية؟
- في الواقع نعلم جميعا القصة الشهيرة والمعروفة "سندريلا" التي كانت تعيش مع والديها إلى حين توفت أمها، وبعدها عاشت مع والدها الذي كان يحبها كثيرا ويتمنى تحقيق كل أمنياتها، ويعتقد أنه إذا كان لها أم ستكون بحالة أفضل، فتزوج بإمرأة ولديها ابنتان، في البداية عاملت سندريلا بلطف، لكن بعد أن وفاة والدها ظهرت زوجة الأب على حقيقتها القاسية، وبدأت تعاملها كأنها خادمة، ولم يتبقى لسندريلا المسكينة أحد إلا بعض العصافير، والفئران الذين أصبحوا أصدقاءها فيساعدونها بأعمال البيت والتنظيف، وتتوالى الأحداث إلا أن أصبحت الأميرة زوجة الأمير، وذلك بمعاونة الساحرة الطيبة.
وقد أنجبت سندريلا بنتا تدعى "عندريلا"، هذه البنت كانت متمردة على والدتها، فهي صاحبة أفكار مميزة ومختلفة عن والدتها، وتتمسك بقيم أخرى تختلف عن السائد في مجتمعها، فعندما حققت "سندريلا" حلمها وانتقلت إلى أميرة بعد أن كانت خادمة في منزل أبيها، كما حاولت تحقيق أحلام الناس في المملكة بمعاونة الساحرة الطيبة أيضا بنفس الطريقة، لكن أعترضت أبنتها عندريلا على ذلك قائلة: هتقدري تحققي أحلام الناس المادية في المملكة من مال او قصور او مجوهرات... إلخ، إنما لم تستطيعي تحقيق الحب لهم، وعندما تحققت أحلام هؤلاء الناس المادية داخل المملكة، فصاروا لا يعملون، وبالتالي فقد أفقدنا الحب وقيمة العمل، وهما أهم قيمتين في الحياة، ونظرا لأن "عندريلا" كانت متمردة على والدتها، فالحاشية بالقصر قالوا إنها عنيدة بقوة، فصارت عندريلا بنت سندريلا، ومن هنا أخذ مقطعا من كلمة "العناد"، وآخر من كلمة "سندريلا" حتى أصبحت "عندريلا" ولهذا السبب سميت المسرحية بذلك الاسم.
* ماهي الأسس المبنية على اختيار العمل الأدبي المترجم؟
- إن فكرة روح العمل الأدبي لا بد وأن تخاطب القيم الإنسانية في المطلق، فعلى سبيل المثال أن أعمال الأديب العالمي نجيب محفوظ بالرغم من بيئتها المحلية، لكن عمقها يمس الإنسان في كل مكان وزمان، فالعمل الذي يتم ترجمته لا بد من توافر جزء من هذه الروح، والفكر، والوجدان المشترك بين الشعوب وبعضها البعض.
* كتب بخيت عددا كبيرا من الأغاني لمجموعة من المطربين والمطربات حدثنا عنهم؟
- هناك عدد كبير من المطربين والمطربات أعددت لهم مجموعة متنوعة من الأغاني، التي لاقت قبولا ونجاحا كبيرا منهم: وردة الجزائرية، وعلي الحجار، ومحمد منير، وماجدة الرومي، ولطيفة، ولطفي بوشناق، ومحمد الحلو، وغادة رجب، وراغب علامة، وأنغام، ومها البدري، وذكرى، ومحمد عبده، وأحمد الحجار، وحنان ماضي، وأسامة الشريف، وجوانا ملاح، ومليحة التونسية، وناجى سابا، وزينب توفيق، وماهر عبيد، وميسرة، وحُسنة، وعلى زعيتر، وحميد الشاعري، وعلاء عبد الخالق، ومدحت صالح، وآمال ماهر، وخالد سليم، وحنان، وخالد شمس، وعبدالله الرويشد، وماجد المهندس، وديانا كرازون، وأسماء لمنور، وشمس الكويتية، وغيرهم، إلى جانب كلمات "الليالى المحمدية" التى أنتجتها الإذاعة المصرية، وتغنى بها الفنانين: محمد قنديل، ومحرم فؤاد، ومحمد رشدي، ومحمد العزبي، ونادية مصطفى، وجنات.
* كيف ترى الأحداث الجارية بغزة؟
- نحن مهمومين بكل ما يحدث في غزة، إثر العدوان الغاشم من قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك نرى العالم كله بجميع قارات العالم ينتفض من أجل القيام بالعديد من المظاهرات في كل مكان، وذلك اعتراضا على ما يحدث بشأن قتل المدنيين بغزة سواء الأطفال، والشباب، وكبار السن، إلى جانب تدمير المستشفيات، والمدارس، ودور العبادة، وغيرها من المؤسسات الحكومية، ولن ننسى المساعى التي تقوم بها القيادة المصرية مع جميع الدول الأجنبية والعربية بشأن وقف إطلاق النار بشكل نهائي، وعدم تهجير أشقاءنا الفلسطنيين والبقاء بأرضهم، وذلك لأن الروح الإنسانية هي روح واحدة، والفكر الإنساني هو فكر واحد وهذه الروح شيء طبيعي أنها تصل للناس في لغات أخرى.
فكتبت سابقا قصيدة بعنوان "فلسطيني" مساندة للشعب الفلسطيني المحتل في قضيته أقول فيها:
رفاقى الوحدة والمنفى/ وشوق الريح/ مهاجر من زمن ضايع/ لقلب جريح/ بتهزمنى انكساراتى/ وبرفع أعلى راياتى/ حياتى فى زمن آتى/ يا أرض النور تحاوطينى/ فلسطينى.. فلسطينى/ بيسرى الأقصى فى دمى/ اسير وعنيد/ وبلدى، ووجهتى، ويومى/ فى هواها شهيد/ سلاحى قبضة معتلة/ وحتى النبضة محتلة/ لكن روحى ما تتخلى/ عن الجرح اللى يبقينى/ فلسطينى.. فلسطينى...
* ماهي القضية التي تشغلك وتريد العمل عليها خلال الفترة القادمة؟
- في الحقيقة إذا خرجنا من الأحداث الجارية بغزة في سلام، فأعكف حاليا على كتابة مسلسل جديد دون الاتفاق على جهة إنتاج معينة، ولكن لم أفصح بالحديث عن القضية الرئيسية الذي يتناولها العمل، وذلك حماية من سرقة الفكرة والعمل عليها، مثلما يحدث الآن في سرقة أفكار الأعمال الأدبية، وقد تم الاستقرار على عنوان المسلسل "الحاضن والمحضون"، وبمجرد الانتهاء من كتابته والاتفاق على جهة انتاج سيعلن عن تفاصيله وصناعه.
أعمال جمال بخيت المسرحية
قدم بخيت من تأليفه وأشعاره مسرحية "يمامة بيضا" فى عام 2007 و2008 على مسرح الحرية بالإسكندرية، ومسرح السلام بالقاهرة، ووضع ألحان المسرحية الموسيقار عمار الشريعي، وأخرجها حسام الدين صلاح، ومن بطولة الفنانين: علي الحجار، وهدى عمار، ومحمود عزب، ومحمد شرف، والتي حصلت على أوسكار أفضل عمل مسرحي غنائي فى 2007 باستفتاء إذاعة الشرق الأوسط.
وكتب أغاني العديد من المسرحيات، منها فى القطاع الخاص: "حظ نواعم"، بمسرح الهوسابير، و"باللو"، بمسرح مدينة نصر، و"اتنين استاكوزا"، بمسرح نجم، و"طراقيعو" بمسرح سميراميس.
وفي مسرح القطاع العام كتب أغانى مسرحيات: "الحكمة والسيف" على مسرح الغرفة، و"الله يا بلدنا" بمسرح السامر، و"الزواج تهذيب وإصلاح"، و"مطلوب زواجه فورًا"، و"زمبليطة فى المحطة"، و"أنت فين يا جميل"، بالمسرح العائم.
و"بكرة"، و"أم الدنيا"، بمسرح البالون، و"الشيطان يعظ"، و"الساحرة"، و"شمس النهار"، و"الست هدى"، و"الناس اللي ف التالت"، بالمسرح القومي، و"شغل أراجوزات" بمسرح وكالة الغوري.
و"صباح الخير يا وطن"، و"الطيب والشرير"، و"البين بين"، و"خيل الحكومة"، و"الأولة فى الغرام"، بمسرح السلام، و"أمير الخيال"، و"الشبكة"، و"بلد السلطان" بقاعة صلاح جاهين عام 2016.