وصل عدد السياح الوافدين إلى 11 مليون في أول تسعة أشهر من العام، وسجلت مصر عددا قياسيا للسياح الوافدين بلغ 4.2 مليون في فترة الثلاثة أشهر المنتهية في 30 سبتمبر، وزار ما يقرب من 1.5 مليون سائح البلاد في أكتوبر، بزيادة 8% على أساس سنوي، بينما ارتفع عدد السياح الوافدين خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من نوفمبر بنسبة 5-10%، حسبما قال وزير السياحة أحمد عيسى في مؤتمر صحفي أمس.
اعتقد البعض أن الأمر سيكون أسوأ بكثير في قطاع السياحة فبعد ثلاثة أسابيع فقط من اندلاع الحرب على غزة، حذرت كريستالينا جورجييفا، مديرة صندوق النقد الدولي، من أن "عدم اليقين قاتل لتدفقات السياح" وأنه في "مصر ولبنان والأردن... التأثير واضح بالفعل"، وفقًا لما جاء في تقرير لوكالة رويترز.
كما حذر مسؤولون من التأثير المحتمل للحرب على السياحة في مصر، بعد توقعات بأن يكون هذا الموسم محققا لإستهداف 15 مليون سائحا، فما هو الوضع الآن.
ما سبب ازدهار قطاع السياحة؟
بحسب ما أعلنت "انتربرايز" الشركة الرائدة في مجال علاقات المستثمرين والاتصالات الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط ، فيعود ازدهار قطاع السياحة قبل 7 أكتوبر إلى مجموعة من العوامل، تشمل:
- التعامل المباشر مع سلسلة القيمة: في مواجهة خسارة السياح الأوكرانيين والروس مع اندلاع الحرب في العام الماضي، تبنى المسؤولون استراتيجية ذكية: فبدلا من تعزيز الطلب من خلال زيادة الحوافز، ركزوا على خفض المخاطر لسلسلة القيمة على جانب العرض، الأمر الذي شجع المشغلين على تخصيص مواردهم لمنتجات السياحة المصرية.
وكان ذلك يعني من الناحية العملية تقديم المزيد من الحوافز لشركات الطيران، وحملات التسويق المشتركة، وغيرها من البرامج الموجهة لمشغلي الرحلات الجماعية العالميين، التي تشجعهم على وضع المنتج في أيدي شركات رحلات الأفراد والمجموعات الأصغر في بلدان المصدر.
2- انتعاش ما بعد الجائحة جذب الكثير من السياح أصحاب المدخرات المتراكمة من أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، والراغبين في زيارة مصر.
- تنويع أسواق السياحة في مصر لجعلها أكثر جاذبية للأسواق التي تحقق النمو على المدى الطويل مثل الصين والهند وغيرها.
- التركيز الواسع على "المبيعات المؤكدة" والتي يلتزم من خلالها المشغلين بعدد مؤكد من المقاعد والغرف الفندقية وغيرها للعملاء الذين يدفعون دفعات مقدمة.
زيادة حركة السياحة في نوفمبر
من جهته قال أحمد عيسي، وزير السياحة والآثار، إن المؤشرات والإحصائيات تشير إلى وجود زيادة في حركة السياحة الوافدة إلى مصر في شهر نوفمبر 2023 بنسبة 5٪ إلى 10٪، حيث يصبح من أفضل الشهور فى حركة السياحة بالمقارنة بالعام الماضي.
وأكد الوزير، خلال اجتماعه مع الصحفيين المعنيين بتغطية ملف السياحة والآثار بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، على أن معدل النمو السياحي في مصر أكثر من مؤشرات النمو في السياحة العالمية بمعدل 8 أضعاف.
وأشار وزير السياحة والآثار إلى أن هيئة تنشيط السياحة قامت بدور كبير لتوضيح الحالة الأمنية في مصر بعد أحداث 7 أكتوبر وأرسلت حوالي 300 جواب لشركاء المهنة الدوليين من منظمي الرحلات السياحة العالمية، لطمأنتهم. وكشف عن زيادة ميزانية الرحلات التعريفية لمنظمي السياحة العالميين وزيادة حملات السياحة الترويجية.
بالرغم من الأحداث.. أفضل موسم سياحي
قبل اندلاع الحرب في غزة توقع الدكتور محمد معيط، وزير المالية في تصريحات له مايو الماضي، أن يحقق قطاع السياحة هذا العام 2023 إيرادات قياسية تصل إلى 14 مليار دولار.
وأشار وزير السياحة إنه نتيجة ذلك كان شهري أكتوبر ونوفمبر من أعلى الشهور في الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، ولكن حتى مع تلك الزيادة في نسبة الحركة السياحية الوافدة الي مصر فشهر أكتوبر لم يحقق المستهدف منه في خطة الوزارة لجذب ١٥ مليون سائح نهاية العام الجاري.
كما أكدت غادة شلبى، نائب وزير السياحة والآثار لقطاع السياحة، إن وزارة السياحة والآثار تتابع عن كثب حركة السياحة الوافدة لمعرفة مدى تأثرها بالأحداث الحالية في المنطقة، مؤكدة أنه من المتوقع أن يكون الموسم السياحي الحالي هو الأفضل على الإطلاق مشيرة إلى المستهدف الحالي في تحقيق 15 مليون سائح بنهاية 2023 لتكون خطوة في تحقيق هدف الاستراتيجية الوطنية للوصول إلى 30 مليون سائح في 2028، وأنه لا يزال الموسم السياحي يشهد تدفقات سياحية من الأسواق الأساسية.
دور مصر السياسية في المنطقة.. مطمئن
وفسرت "غادة" أن الأحداث المنطقة قد أثرت لفترة وجيزة على قوة الطلب ولكن من خلال العلاقات السياسية الخارجية والجهود المبذولة للتأكيد على التزام المقصد المصري بتقديم الخدمات السياحية على أفضل صورة إلى جانب التعاون الوثيق بين القطاع الخاص والحكومى للعمل على توفير أفضل عوامل الأمن والأمان للسائحين علاوة على الحملات الترويجية وأنشطة هيئة تنشيط السياحة وأنشطة القطاع الخاص والمشاركة في المعارض الدولية وزيارات الوزير للأسواق السياحية الكبرى والأهم وضوح دور مصر السياسى في التعامل مع الأزمة، فإن كافة هذه العوامل تبعث برسائل طمأنة للسائحين وتشجعهم لزيارة المقصد المصري.
توقعات موسم 2024
وبالنسبة لتوقعات 2024، قدر وزير السياحة، نمو عدد السياح القادمين إلى مصر في العام المقبل 2024 إلى 18 مليون سائح، وذلك في ضوء إمكانيات السوق السياحية الحالية في مصر، بعدما سجلت مصر أعلى معدل لعدد الزوار في عام 2010 عندما بلغ 14.7 مليون سائح.
الإستراتيجية الوطنية للسياحة
وكان أحمد عيسى وزير السياحة قد أعلن في مارس الماضي عن الإستراتيجية الوطنية للسياحة، موضحا أنه تهدف إلى تحقيق نمو سريع يتراوح ما بين 25%- 30% سنويًا في صناعة السياحة في مصر، والتي يقودها القطاع الخاص، وأن يكون ذلك في إطار من الحكومة الكفء والفعالة.
وأضاف عيسى، أن محور الطيران قد شهد تحسنًا ملحوظًا في زيادة عدد مقاعد الطيران القادمة لمصر بالتعاون مع وزارة الطيران المدني، لافتًا إلى التعاون المثمر مع السيد وزير الطيران المدني بما يضمن وجود مقاعد كافية لنمو الحركة التي ستشهدها مصر خلال عام 2023 من الدول المصدرة للسياحة إليها.
وعن تطوير التجربة السياحية في مصر، أشار الوزير إلى أهم استراتيجيات العمل خلال الفترة الماضية، والتي من بينها التركيز على تمكين الشركات السياحية المصرية ومنظمي الرحلات والمرشدين المصريين وغيرهم من شركاء المهنة بما يساهم في دفع مزيد من الحركة السياحية الوافدة لمصر، وتقديم تجربة سياحية متميزة للسائح بالمقصد السياحي المصري، والذي برز خلال المشاركة في المعارض السياحية الخارجية التي تم تنظيمها خلال الفترة الماضية بكل من لندن ومدريد، وميلانو، وبرلين وغيرها.
وأضاف أن أبرز مسارات العمل أيضًا هو تطوير وبناء منتج سياحي يناسب السائح الفرد، موضحًا أن هناك 14 مسار عمل تم الاتفاق عليهم حتى الآن بالتعاون مع مختلف الوزارات والجهات المعنية وذات الصلة، وسيتم العمل عليهم خلال النصف الثاني من هذا العام بعد أن يتم الموافقة على هذه المسارات من اللجنة الوزارية للسياحة برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء.