الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

فضائيات

من قلب باريس.. مبعوث الرئيس الفرنسي للشرق الأوسط في حواره لـ"القاهرة الإخبارية": أوروبا لم تركز على خطر عدم تسوية الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل.. وما حدث في مستشفيات غزة يتعارض مع القوانين الدولية

المبعوث الرسمي للرئيس
المبعوث الرسمي للرئيس الفرنسي في الشرق الأوسط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أجرت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبد الرحيم، رئيس تحرير «البوابة نيوز»، ومساعد رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة لملف الإسلام السياسي، ومقدمة برنامج «الضفة الأخرى» على قناة القاهرة الإخبارية، لقاءً حصريًا مع برتران بيزانسنو، المبعوث الرسمي للرئيس الفرنسي في الشرق الأوسط، ضمن سلسلة حوارات حصرية من العاصمة الفرنسية، وتم تصويرها من قلب العاصمة الفرنسية باريس للحديث عن قضايا عديدة وشائكة من بينها القضية الفلسطينية.

وإلى نص الحوار..

هل هناك أفق لوجود حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لدى فرنسا؟

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أُصيب بصدمة شديدة من الهجوم الإرهابي الذي فعلته حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل، وزار الرئيس الفرنسي في اليوم الثاني تل أبيب لتقديم التعازي، وعبر عن مشاعره بقوة تجاه هذه الهجوم الإرهابي، وقدم اقتراحًا بدأ غريبًا في المنطقة عند حديثه عن إنشاء تحالف لمحاربة حماس بصورة مماثلة للتحالف ضد داعش، وهذا أعطى انطباعًا بأن الدول العربية مطالبة بضرب الفلسطينيين، وأدرك الرئيس الفرنسي بأن مبادرته لمحاربة حركة حماس أسيء فهمها، وهذا الأمر فهم من اصطفاف فرنسا مع السياسية الإسرائيلية، وهذا الأمر ليس صحيحًا.

ويعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي شديد الحساسية في باريس، وهذا يرجع إلى وجود أكبر جالية عربية ويهودية في فرنسا، وهناك عدد غير قليل من ضحايا فرنسا في هجوم السابع من أكتوبر، وما يزال هناك أسرى فرنسيين لدى حماس، وشهدت الفترة الأخيرة ارتفاعًا في معاداة السامية، ولذلك حاول الرئيس الفرنسي منع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من التأثير على الوضع الداخلي في فرنسا، وهذا قد يُفسر على أنه نوع من التردد، والرأي العام في فرنسا لديه حساسية تجاه الضحايا الفلسطينيين، مثل أي شعب في العالم.

هل ما تفعله إسرائيل الآن ضد الفلسطينيين يُعد إرهابًا؟ 

الحديث عن أن الرئيس الفرنسي لم يدين العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة أمر ليس دقيقًا، خاصة وأن الرئيس الفرنسي تحدث عن أن الرغبة في القضاء على حركة حماس لا تعني بطبيعة الحال الحق في قتل المدنيين الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار في غزة شرط مهم للتعامل مع المشاكل السياسية، ومن المهم التفكير حول ما يجب أن نفعله في المستقبل، لأن الصراع الحالي ناتج عن وجود وضع غير مقبول، وباريس دولة صديقة لإسرائيل وضامنة لأمن إسرائيل، وفي نفس الوقت تتحدث فرنسا عن ضرورة إيجاد حل عادل للفلسطينيين من خلال إنشاء دولتين تعيش جنبا إلى جنب، وهناك حزمة كاملة لإدارة الأزمة، ولكن هذا لا يمنع التفكير في حل الصراع في المستقبل، والبعض يعتقد بأن الموقف الفرنسي تغير وأصبح أقل مصداقية، ولكن هذا ليس صحيحًا، وتتحدث فرنسا عن ضرورة وجود حل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، من خلال تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي، وتطبيق مبادرة السلام العربية مع إجراء التعديلات اللازمة للخروج من هذا الوضع غير العادل للشعب الفلسطيني.

لماذا وصفت فرنسا الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة بحق الدفاع عن النفس رغم أن إسرائيل كانت تستهدف المدنيين؟

حركة حماس قامت بعملية إرهابية في السابع من أكتوبر، وبالنظر إلى حجم الأضرار والخسائر البشرية نرى ضغًطًا من الرأي العام سيُجبر إسرائيل والولايات المتحدة على وقف إطلاق النار، ولكن هذا ضد نية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسقوط هذا العدد من المدنيين في الحرب على قطاع غزة أمر ليس مقبولًا، كما أن تردي الوضع الإنساني في قطاع غزة ليس مقبولا بطبيعة الحال.

هل ترى أن امتداد الصراع في غزة قد يؤثر على مصالح فرنسا في الشرق الأوسط؟

لا يوجد وحدة بين الأوربيين بشأن التعامل مع الحرب على قطاع غزة، وألمانيا وشرق أوروبا لديهم نهج مختلف تجاه الصراع الفلسطيني وهذا يرجع إلى أسباب تاريخية معروفة، والأوروبيين هم المزود الرئيسي للمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ولا يجب أن ننسى ذلك، وهناك ضرورة لوقف إطلاق النار بصورة دائمة، ومن ثم العمل على حل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهذا يعني إعادة بناء السلطة الفلسطينية، لأن الفلسطينيين منقسمين ما بين حركة فتح وحماس، ومن الضروري الخروج إلى وضع جديد يؤدي إلى إيجاد سلطة فلسطينية ذات مصداقية قادرة على التفاوض مع إسرائيل، وحل القضية الفلسطينية لن يحدث إلا من خلال حل الدولتين، مثلما تقول الولايات المتحدة، وهناك ضرورة لحل الأزمة بهذه الرؤية من قبل الدول المهتمة بالأزمة، وهناك مشكلة حقيقية، وهي بطبيعة الحال موقف حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي ليس لديها قابلية لحل الأزمة، ولكن هذه الحكومة لن تستمر إلى الأبد، وهناك الكثير من الاحتجاجات داخل إسرائيل، ولذلك من الضروري العمل من أجل المستقبل، والإظهار للشعب الفلسطيني بأن المجتمع الدولي سيعمل على إنشاء دولة فلسطينية تعيش بسلام بجانب إسرائيل.

د

ما هو مصدر قوة اللوبي الصهيوني في أوروبا؟.. ولماذا تبنت فرنسا الرواية الإسرائيلية التي تتحدث عن أن الجهاد الإسلامي هو من قصف المستشفى المعمداني؟

فرنسا تحتوي على جالية يهودية وجالية عربية كبيرة، ومن دعاوي قلق الحكومة الفرنسية التعامل مع هذه الجاليات في ظل هذا الصراع الذي لديه حساسيات قوية في فرنسا، ويجب على السلطات الفرنسية التأكد من عدم وجود أي آثار سلبية في باريس لهذا الصراع، وفرنسا أحد المتحدثين داخل المجتمع الدولي بضرورة احترام حقوق الإنسان، كما أن فرنسا أدانت ما حدث في المستشفيات الفلسطينية من انتهاكات، لأن هذا يتعارض مع القوانين الدولية، وبالفعل هناك انتهاكات في الحرب على قطاع غزة ضد حقوق الإنسان، ويجب احترام القانون الإنساني وقوانين الحرب في الصراع.

هل توافق أن انحياز فرنسا لإسرائيل قد يؤثر على وجودها في الشرق الأوسط؟

لا أتفق مع فكرة اصطفاف فرنسا مع السياسة الإسرائيلية، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيروش كان على حق تمامًا في إدانة الهجمات التي أدت لسقوط عدد كبير من الضحايا سواء من الأطفال أو النساء أو كبار السن أو المدنيين بشكل عام، وسقوط عدد كبير من الضحايا في فلسطين أمر لا يمكن قبوله، والرأي العام في المنطقة تفاعل بقوة مع تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في البداية، وهناك مشكلة في رؤية موقف فرنسا في المنطقة. 

وأدان الرئيس الفرنسي بشكل فعال الهجمات التي استهدفت المستشفيات وطالب بوقف إطلاق النار، والعمل على حل سياسي قائم على حل الدولتين، وفرنسا ستكون حاضرة بأفكار ومواقفها في حل الأزمة الفلسطينية بشكل عادل، وهذه الأزمة رغم أنها مروعة إلا أنها طرحت القضية الفلسطينية بقوة ومنعت تهميشها، ولن تتحقق التنمية في المنطقة في ظل وجود التوترات ويجب الاستفادة من الأزمة الحالية لإيجاد حل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

هل السياسية الخارجية الفرنسية قادرة على طرح حلول واحتواء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتقديم حلول جديدة؟

أي صراع ينتهي بالمفاوضات في أي حال، ومن المهم محاولة البناء على حل القضية على أساس الشرعية والعدالة وعلى أساس قرارات مجلس الأمن، وطرح أفكار جديدة تسمح بالتعايش الشعب الفلسطيني بجانب الشعب الإسرائيلي، وأمريكا رغم دعمها لإسرائيل بقوة كبيرة أصبحت تدرك خطورة الأزمة، وعملت على منع انتشار هذه الحرب  في المنطقة، من خلال إرسال قوات إلى الشرق الأوسط، وأصبح هناك وعيًا بضرورة تجنب وجود حريق كبير في المنطقة، وهناك وعي بأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس مهمشا ولكنه محوري، ولأن الحل لن يكون إلا بإنشاء دولة فلسطينية، ولا يوجد حل فوري، وفرنسا صديقة لإسرائيل والعالم العربي، والولايات المتحدة لديها العديد من المصالح في المنطقة، وتريد استقرار هذه المنطقة وكذلك دول المنطقة.

هل ترى أن حل الصراع في منطقة الشرق الأوسط مرهون بتقديم حلول أمريكية أوروبية؟.. ولماذا ضعف التقارب الدولي تجاه إسكات آلة الحرب في غزة؟.. لماذا التمست أوروبا الأعذار لأوكرانيا ووصفت ما تفعل بالدفع عن النفس ولم تفعل نفس الشيء مع الشعب الفلسطيني؟

العدوان الروسي على الشعب الأوكراني أمر غير مقبول على الإطلاق، ومن واجب أوروبا دعم دولة أوروبية تتعرض لهجوم وحشي، وموسكو نفذت الكثير من الهجمات على المستشفيات والمدنيين في أوكرانيا، وأوكرانيا دولة مجاورة ويتوجب على أوروبا دعم أوكرانيا حتى يستطيعوا وقف هذا العدوان الظالم، ويضعون حدًا لهذا العدوان الظالم بشكل نهائي.

ويحاول الروس الاستفادة من الصراع في غزة من خلال الحديث عن أن العالم الغربي يكيل بمكيالين، فهو يدين الهجوم في أوكرانيا، ولكنه يغض الطرف عما يحدث في فلسطين، ولم تركز أوروبا على الخطر الذي قد يحدث من عدم تسوية الصراع بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل، والأزمة الفلسطينية قوية ولكنها ليست القضية الوحيدة في العالم، ويجب وضع حد للعدوان الروسي في أوكرانيا، وتسعى كلا من الولايات المتحدة وأوروبا لإيجاد حل للصراع الفلسطيني، وهذه الأزمة رغم فظاعتها إلا أن لها ميزة واحدة تتمثل في ضرورة إيجاد حل دائم ومنصف لذا الصراع، حتى يتحقق الاستقرار في المنطقة. 

لقد احتل الروس دولة مجاورة، وإسرائيل قامت برد فعل غير مناسب على هجوم السابع من أكتوبر، وهذا جزء من غياب المعيار الدولي، ويتعين علينا علاج كافة المشاكل وعدم استغلال ما يحدث مثلما يفعل الروس، في محاولة لتبرير عدوانهم على كييف.

ألا ترى أن إسرائيل مسؤولة عما حدث بسبب استهداف المدنيين المتعمد في قطاع غزة ورفضها المتعمد لتنفيذ قرارات أوسلو وغيرها من قرارات السلام، وهو ما جعل الشعب الفلسطيني يفقد أي أمل في عملية السلام؟ 

إن اتفاقيات أوسلو أعطت الكثير من الأمل للشعب الفلسطيني، وكنا نعتقد إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال تطبيق هذه الاتفاقيات، وتكمن المشكلة في أن بعض القادة في إسرائيل لديهم رؤى مختلفة، ويدركون ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، ولكن هناك قادة لا يفكرون في حل الأزمة، ومنهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي عمل على الاستمرار في الاستيطان داخل الضفة الغربية، وأضعف السلطة الفلسطينية، وعقد اتفاقيات مع حماس، لأنه يعلم بأن الحركة منافسة للسلطة الفلسطينية. 

حماس حركة متطرفة ولم تحترم الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، وكان الشعب الفلسطيني ضحية عدم احترام هذه الاتفاقيات، والولايات المتحدة الداعم الأول لإسرائيل أصبحت تدرك بأن سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن تؤدي إلى نتائج إيجابية، ويجب إنشاء دلولة فلسطينية تعيش جنبًا بجانب الدولة الفلسطينية بسلام لحل الأزمة في قطاع غزة.