الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

لندن مرة أخرى.. عشرات الآلاف فى مسيرة تأييد للفلسطينيين تدين المجازر التى يقترفها الإحتلال الصهيونى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رغم محاولات الإعلام الموالى والخاضع لسيطرة اللوبى الصهيونى، خرج اليوم عشرات الآلاف فى مسيرة تأييد للفلسطينيين، تدين المجازر التى يقترفها الإحتلال الصهيونى، تحت سمع وبصر العالم المتحضر الذى، ولعقود، إدعى أنه الحامى والمدافع عن قيم الإخاء، والحرية، والعدالة.

وبينما يستمر الصهاينة فى إعمال آلة التدمير والقتل التى أمده بها هذا العالم المتحضر، بل وفر له غطاء سياسى لينفذ سياسته فى القضاء على الوجود الفلسطينى فى فلسطين.

أكثر من مليون ونصف المليون من الفلسطينيين تم تهجيرهم قسرًا إلى جنوب غزة، الذى يسكنه حوالى المليون فلسطينى. معظم سكان قطاع غزة من أهل المخيمات الذين هُجِّروا قسرًا من أراضيهم بفعل العصابات الإرهابية الصهيونية وأصبحوا من اللاجئين.

قبل الهجوم الأخير، عانى الفلسطينيون فى قطاع غزة ظروفًا بالغة الصعوبة فى ظل كثافة سكانية تكاد تكون الأعلى فى العالم. أكثر من نصف السكان أطفال، نسبة بطالة 70%، وحصار خانق جعل سكان القطاع يعانون من ظروف معيشية غاية فى الصعوبة.

الخطر الآن يكمن فى تكديس حوالى مليونى فلسطينى، أطفال، نساء، كبار سن، فى حالة إعتماد شبه كامل على المعونات التى تأتى من خارج القطاع، يعانون صعوبة فى توافر مياه نظيفة وتوافر الكهرباء، فى ظل موسم شتاء وبرد قارس ومئات الآلاف بلا مأوى يحتاجون إلى ما يوفر لهم الدفء، والحماية من الجوع، المرض، والخوف.

فى قطاع غزة، المنظومة الصحية منهارة، وهناك نقص حاد فى الأدوية، حتى المضادات الحيوية الضرورية لإنقاذ المرضى غير متوفرة وهناك خطر داهم من إنتشار الأوبئة والأمراض المعدية والتى ربما تقتل من أطفال غزة أكثر من الذين أغتيلوا كنتيجة للقصف المباشر

إن لم يتم تدارك الموقف، بشكلٍ، أو بآخر.

هل ينبغى علينا أن نشعر بالحزن ونبكى على جرحاهم ونعزى فى موتاهم؟

أعتقد ينبغى، قبل الإنخراط فى البكاء، أن نشعر بالخطر، بل والخطر الشديد!. 

مصر الآن تستقبل الأطفال الجرحى، ومرافقيهم، تستقبل بعض الحالات المرضية، ومرافقيهم. 

إن زيادة التكدس فى جنوب غزة سيخلق بيئة مواتية لكارثة إنسانية محققة.

الصهاينة نصب أعينهم فرصة تاريخية، ربما لن تتكرر، لتحقيق هدف التوسع وإخلاء القطاع من سكانه وضمه بشكل نهائى.

فهل نذرف الدموع على الفلسطينيين الذين سيجبرون على الفرار من القطاع؟ أعتقد لا؛ فلنذرف الدموع فى وقت آخر، الآن وقت القلق والتفكير.

إلى أين سيذهب الفارون؟ ومن سيقف فى وجه فرارهم ونزوحهم؟ وما الثمن؟ بل ومن يدفع هذا الثمن وكيف؟

القيادة المصرية، بلا شك، لديها الوعى والفهم الكافى للواقع ومخاطره، ومع ذلك.. ما وقع مرور الأيام على الموقف، ماذا بعد؟

أربعة أو خمسة أيام من هدوء وتيرة حملات التدمير والقتل، ثم ماذا؟

هدنة أخرى، لأيام، لتبادل الأسرى والمحتجزين؟ ثم ماذا؟ أيام أُخر ومصر تواجه فترة الإنتخابات، وأحوال الفلسطينيين تسوء ربما إلى الحد الذى سيجعلهم بين نار الموت، إن لم يكن بنيران العدوان، فتحت وطأة الجوع وانتشار الأمراض؛ أين المفر؟

وكيف سيواجِه "المفَّر"  هذا الموقف؟ ومن سيدفع الثمن الأكبر؟

الذى سيخرج من القطاع، على الأغلب، لن يعود إليه وسيتم إحتلال القطاع وإستيطانه.

لاجئو نكبة 48 وما تلاها، أين هم الآن؟.. هل عادوا؟.