التقت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا مع نظيرها الصيني وانج يي، في بكين أمس، خلال زيارة قصيرة هيمنت عليها الحرب على قطاع غزة.
ويأتي وصول كولونا في وقت بدأت فيه للتو هدنة في القتال بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، حيث من المقرر إطلاق سراح ٥٠ أسيرًا صهيونيًا على مدى أربعة أيام.
وأعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية خلال مؤتمر صحفي: "بالنسبة لنا، يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، كلهم وليس ٥٠ فقط".
وأشار مصدر دبلوماسي في باريس إلى أن الوضع في الشرق الأوسط سيكون على جدول أعمال المناقشات بين كولونا ومحاوريها الصينيين.
وأوضح المصدر أن "الصين لاعب له وزن أكبر من أي وقت مضى في المنطقة" ويرجع ذلك على وجه الخصوص إلى علاقتها المهمة والقوية مع إيران، وأول شيء نتوقعه من الصين في هذا الصراع هو توحيد جهودها مع جهودنا لضمان تجنب أي تصعيد إقليمي، في ضوء الرسائل التي يمكن أن ترسلها إلى سلسلة كاملة من الجهات الفاعلة الإقليمية، وخاصة إيران".
وقال مصدر دبلوماسي قبل رحلة وزيرة الخارجية الفرنسية إنها ستناقش الملف أوكرانيا مرة أخرى مع وانج يي".
وأضاف المصدر نفسه أن "مشاركة الصين في البحث عن حل دبلوماسي للحرب في أوكرانيا أمر ضروري، نظرا للعلاقة الخاصة التي تربط الصين بروسيا.
وذكّرت كاثرين كولونا، التي استقبلها رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج صباح الجمعة فى قصر الشعب في قلب بكين، محاورها بأن الصين وفرنسا "عضوان دائمان في مجلس الأمن" وعليهما "مسؤوليات عالمية".
وأكدت أن البلدين تسعيان جاهدتين لإيجاد إجابات للتحديات الكبرى، ولا سيما تحديات المناخ والتنوع البيولوجي وأي شيء يمكن أن يخفف التوترات في العالم".
ومن جانبه، سلط لي تشيانج الضوء على "الاتجاه الإيجابي في التعاون الصيني الفرنسي على كافة الجبهات".
وأضاف أن "هذا التعاون الوثيق بين الصين وفرنسا ضخ أيضا الكثير من الطاقة الإيجابية وجلب المزيد من اليقين إلى عالم اليوم الغامض".
وترأست كاثرين كولونا "الحوار الفرنسي الصيني رفيع المستوى حول التبادلات البشرية" في جامعة بكين بعد ظهر الجمعة مع نظيرها وانج يي.
توقف هذا الحوار مؤقتًا أثناء الوباء، والذي بدأ في عام ٢٠١٤ ويركز على التبادلات الأكاديمية والعلمية والثقافية والرياضية والقضايا المرتبطة بالسياحة وحتى مسائل المساواة بين الجنسين.
وبمناسبة الزيارة الوزارية، أعلنت بكين أنه اعتبارا من الأول من ديسمبر، يمكن للسائحين الفرنسيين القدوم إلى الصين بدون تأشيرة لزيارة لمدة تقل عن ١٥ يوما. وأن الاتفاقية سارية حتى ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤ وصالحة أيضًا لمواطني خمس دول أخرى (ألمانيا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا وماليزيا).
وأعلن وانج يي: "الآن بعد أن تبدد ظل الوباء، نتطلع إلى رؤية المزيد من الزيارات المتبادلة والاتصالات والتبادلات بين شعبينا"، في حين أغلقت الصين أبوابها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات بسبب كوفيد-١٩.
ورحبت كاثرين كولونا قائلة: "هذا إعلان قوي سيسهل بشكل كبير التنقل بين بلدينا".
كما أطلق الوزيران المركز الفرنسي الصيني لتحييد الكربون، الذي يهدف إلى تسهيل التعاون العلمي والتكنولوجي بين البلدين وتمويل برامج البحوث المشتركة.
وأكدت كولونا قبل بدء اجتماع ثنائي رسمي مع وانج يي: "قبل أسبوع من انعقاد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، لا يمكن أن تكون هناك طريقة أفضل لتأكيد طموح بلدينا فيما يتعلق بالمناخ".
ومن المنتظر أن توقع فرنسا والصين على سلسلة من الاتفاقيات في مجالات التعليم والثقافة والتبادلات الجامعية والصحة.