ساعات قيلة مرت منذ بدء سريان الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة، والتي دخلت حيز التنفيذ في تمام الساعة السابعة من صباح اليوم الجمعة، بتوقيت غزة المحلي (5 بتوقيت غرينتش)، والتي تم التوصل إليها بجهود مصرية - قطرية وبرعاية أمريكية، ومن المنتظر أن تلتزم فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي ببنود الهدنة التي من المقرر أن تسري لمدة 4 أيام تبدأ من صباح اليوم، يرافقها وقف جميع الأعمال العسكرية بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، وينص اتفاق الهدنة على التهدئة الإنسانية وتبادل الأسرى من النساء والأطفال دون سن الــ19 عامًا.
بنود الاتفاق النهائي للهدنة في غزة
ويتضمن الاتفاق توقف الطيران الإسرائيلي عن التحليق بشكل كامل في جنوب قطاع غزة ولمدة 6 ساعات يوميًا من الساعة الـ 10 صباحًا وحتى الــ 4 مساء في مدينة غزة والشمال، وأن يتم الإفراج عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال مقابل كل أسير إسرائيلي واحد، على أن يتم خلال الــ 4 أيام الإفراج عن 50 أسيرًا إسرائيليًا من النساء والأطفال دون الــ19 عامًا، ويتم يوميًا إدخال 200 شاحنة من المواد الإغاثية والطبية لكافة مناطق قطاع غزة، وإدخال 4 شاحنات وقود وكذلك غاز الطهي لكافة مناطق قطاع غزة.
وكشف الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، عن تفاصيل الاتفاق النهائي للهدنة، والتي من أبرزها أن الاتفاق نصّ على أن يتم يوميا إدخال 130 ألف لتر سولار وأربع شاحنات من الغاز من مصر إلى قطاع غزة، موضحًا أن تدفق المساعدات الإنسانية من مصر إلى قطاع غزة بدأ فور بدء سريان الاتفاق، مؤكداً أن بلاده ستواصل استقبال مجموعات من الجرحى والأطفال المصابين من أبناء غزة، لعلاجهم.
كذلك شدد على أنه سيتم استقبال الراغبين من الأجانب ومزدوجي الجنسية المحتجزين بقطاع غزة، مع تسهيل سفرهم للدول التي يحملون جنسياتها، مؤكداً أن هذه هي المرة الأولى منذ بدء النزاع التي يتم فيها السماح من الجانب المصري ببدء دخول العالقين الفلسطينيين بالبلاد، إلى قطاع غزة بناء على رغبتهم.
تفاصيل تبادل الأسرى
ومن المنتظر أن يتم الإفراج عن دفعة أولى من الأسرى المدنيّين لدى حركة حماس بعد الظهر، بحسب مصادر قطرية، فيما أكّدت حماس مبادلة أسرى إسرائيليّين بأسرى فلسطينيّين، على أن يتم تسليم دفعة أولى من الأسرى المدنيين من قطاع غزة في تمام الرابعة مساء (14,00 ت غ) من يوم الجمعة، في حين سيكون عدد المفرج عنهم 13 هم نساء وأطفال، كما سيضم عددا من المدنيين المُفرج عنهم، ليصل الإجمالي إلى 50 على مدى 4 أيام.
كذلك سيتم من خلال أيام الهدنة جمع المعلومات حول بقية الأسرى للنظر في إمكانية أن يكون هناك أعداد أكبر يتم الإفراج عنهم وبالتالي تمديد هذه الهدنة.
وقالت وزارة الخارجية القطرية إن الهدنة ستتضمن وقفا شاملا لإطلاق النار في شمال وجنوب غزة، وذكر المتحدث باسم الوزارة ماجد الأنصاري إن مساعدات إضافية ستبدأ في التدفق على غزة وسيتم إطلاق سراح المجموعة الأولى من الرهائن، ومن بينهم نساء مسنات، الساعة الرابعة عصرا (14 بتوقيت غرينتش) وسيرتفع العدد الإجمالي إلى 50 خلال الأيام الأربعة.
وقال الأنصاري للصحفيين إن من المتوقع إطلاق سراح فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، مضيفا: "أملنا الرئيسي أن تقود هذه الهدنة الإنسانية إلى فرصة لنا جميعا لكي نبدأ في عمل أكبر في إطار تحقيق هدنة دائمة"، حسبما نقلت "رويترز".
تفاصيل اللحظات الأخيرة في اتفاق الهدنة
وقال "الأنصاري" إن الساعات الأخيرة شهدت الاتفاق على عدة بنود من أبرزها:
- تم تسليم قائمة باسم المدنيين الذين سيتم الإفراج عنهم من غزة إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي.
- سيتم الإفراج عن 50 رهينة مقسمين على 4 أيام، وفي اليوم الأول سيفرج عن 13 من النساء والأطفال.
- جرت اتصالات مكثفة في إطار الوصول إلى شكل الخطة التنفيذية لتطبيق الاتفاق، هدفها ضمان الوصول الآمن للرهائن إلى محطتهم النهائية.
- سيتم خلال مدة الأربعة أيام جمع المعلومات حول بقية الرهائن للنظر في إمكانية الإفراج عن عدد أكبر وبالتالي تمديد الهدنة.
دخول قوافل المساعدات
ووحتى كتابة هذه السطور، دخلت 200 شاحنة مساعدات إلى غزة عبر معبر رفح، كما وصل 20 مصابا من قطاع غزة إلى معبر رفح للعلاج بمصر، وشملت قوفل المساعدات دخول المحروقات وسيارتي إسعاف، وجارٍ إدخال 60 شاحنة مساعدات دفعة أولى.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، وووجه الرئيس الأمريكي الشكر للرئيس على الدور المصري في الوساطة المشتركة التي أدت إلى التوصل للهدنة الإنسانية بقطاع غزة
فيما وجه مستشار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو، الشكر لمصر قيادة وحكومة وشعبا، لدورها المميز وموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مسألة التهجير والمعبر والمساعدات الإنسانية، فضلا عن جهودها في التوصل للهدنة بالرعاية المصرية القطرية.
وأضاف " النونو" خلال مداخلة تليفزيونية أنه لم يكن هناك موعد محدد لبدء الهدنة، وكان هناك العديد من البنود بحاجة إلى نقاش، وأوضح أن مسألة بحث الوقت والزمان الذي يتم فيه تسليم الأسرى، ودخول الشاحنات وكيفية وصولها إلى الشمال، وحركة المواطنين الفلسطينيين وملف المستشفيات، إلى جانب تبادل كشوف الأسرى، كل ذلك كان بحاجة إلى استيضاح وأسس ومبادئ تتطلب حلها قبل تطبيق الهدنة.
وعن الضمانات التي اتخذت لضمان نجاح هذه الهدنة أو الاتفاق المتعلق بتبادل الأسرى، أكد أن هناك عدة عوامل تؤدي لنجاح الاتفاق، أولها قدرة مصر وقطر في الحصول على الضمانات اللازمة من إسرائيل وأمريكا، لنجاحه، بالإضافة إلى أن الاتفاق جرى بإرادة الطرفين بعد ضراوة القتال بينهما، ومن ثم وجد الاحتلال أن السبيل لإطلاق سراح المحتجزين هو الاتفاق ولا بديل عنه في هذا النطاق.
وشدد على أن هناك دورا مباشرا على الأرض لمصر وقطر والصليب الأحمر للأمم المتحدة، وبعض المؤسسات الدولية، لإنجاح الهدنة، وبالتالي كل هذه الأطراف ستشارك في تنفيذ هذه العملية المركبة وسريانها خلال الأربعة أيام المقبلة.