أعرب المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبد الله الربيعة، عن شكره إلى جمهورية مصر العربية لدعم دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ودعم جهود الشركاء الدوليين، كما أعرب عن شكره للهلال الأحمر المصري الذي لم يدخر جهدا لتيسير عمل المركز.
وأكد الربيعة أن التعاون بين المركز والهلال الأحمر المصري قائم منذ فترة كبيرة، لافتا إلى أنه تم عقد شراكة مع الهلال الأحمر المصري لتوسيع آفاق التعاون بما يمكن من التعاطي الإيجابي مع الأزمة في قطاع غزة.. مشددا على أن العلاقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية قوية وتاريخية.
جاء ذلك خلال توقيع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 4 اتفاقيات تعاون مع عدد من المنظمات الأممية بمقر السفارة السعودية بالقاهرة اليوم بقيمة 150 مليون ريال سعودي وذلك لدعم الاستجابة الإنسانية ورفع المعاناة عن الفلسطينيين في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي.
وفي هذا الإطار، وقع الدكتور عبد الله الربيعة المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة ومفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازريني اتفاقية لتمويل أنشطة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لتوفير الغذاء والمياه والإصلاح البيئي في قطاع غزة بقيمة 56 مليونا و250 ألف ريال سعودي.
كما وقع الدكتور الربيعة والمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري اتفاقية لدعم جهود منظمة الصحة العالمية في مجال الصحة وعلاج سوء التغذية في قطاع غزة بقيمة 37 مليونا و500 الف ريال سعودي.
ووقع " الربيعة " كذلك ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مصر ألفونسو فيردو بيريز اتفاقية للاستجابة العاجلة للنداء الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر ودعم جهوده لإغاثة الأشقاء بقطاع غزة بقيمة 37 مليونا و500 ألف ريال سعودي.
كما جرى توقيع اتفاقية الاستجابة الطارئة لدعم جهود برنامج الغذاء العالمي في توفير الغذاء للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة بقيمة 18 مليونا و750 ألف ريال سعودي، حيث وقعها المشرف على مركز الملك سلمان والمديرة الإقليمية لبرنامج الغذاء العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى وأوروبا الشرقية كورين فلايشر.
وقال الدكتور الربيعة - في كلمته خلال مراسم التوقيع على الاتفاقيات - إن الهدف الرئيسي لتوقيع تلك الاتفاقيات هو رفع المعاناة الإنسانية الكارثية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الجميع يعلم التحديات الإنسانية التي يمر بها الفلسطينيون وحجم الاحتياج الإنساني الكبير ونقص الغذاء والدواء والماء فضلا عن عمليات النزوح داخل القطاع.
وأضاف أنه في ظل هذا الوضع الكارثي فإن المركز يجد لزاما عليه أن يسهم في العمل على رفع تلك المعاناة الإنسانية حيث حرصت المملكة العربية السعودية على إطلاق حملة شعبية تقدمها الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بالتبرع لصالح الأشقاء في قطاع غزة لينتفض بعدهما الشعب السعودي بالتبرع لاشقائه في غزة.
وأشار إلى أنه تم توجيه مركز الملك سلمان لإطلاق حملة إغاثية سريعة للمساهمة في حلحلة الوضع الإنساني الكارثي وتم تسيير جسر جوي وصل منه حتى الأمس 15 طائرة تحمل مساعدات إنسانية فضلا عن تسيير جسر بحري وصلت منه سفينة إلى ميناء بورسعيد ويتوالى وصول سفن أخرى خلال الأيام المقبلة.
وأبرز الربيعة أن التحدي الأكبر في الوقت الحالي هو دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.. وقال: " شاهدت بنفسي التفاعل الإنساني والجهود المصرية الكبيرة عند معبر رفح لإدخال المساعدات، لكن يبقى التعنت الإسرائيلي هو العقبة الكبرى لادخال تلك المساعدات". وطالب المشرف على مركز الملك سلمان المجتمع الدولي والأممي بالضغط على إسرائيل بكل الوسائل المتاحة للسماح غير المشروط لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وجدد الربيعة في ختام كلمته تأكيده على حرص مركز الملك سلمان للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين والامميين لرفع معاناة أهل غزة وإدخال المساعدات. من جانبه.. وصف مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الوضع في قطاع غزة بـ"المخيف" وقال إنه زار مركزا تابعا للأونروا في قطاع غزة ووجد هناك أكثر من 35 ألف شخص يحتمون بالمركز بعدما تركوا منازلهم ولا يوجد لديهم أي وسائل امان وحماية. وأعرب عن شكره لدعم مركز الملك سلمان للإغاثة لوكالة الأونروا للقيام بعملها تجاه الوضع الصعب في قطاع غزة.
ورحب المفوض الأممي بالتوصل إلى هدنة إنسانية في قطاع غزة.. مؤكدا أهمية الالتزام بها واستخدامها في رفع المعاناة الإنسانية ورفع مستوى الإغاثة الإنسانية.
بدوره.. أعرب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري عن فخره بالعلاقة الطيبة مع المملكة العربية السعودية وبالأخص مركز الملك سلمان للإغاثة.
وقال المنظري أن الجميع شاهد على أن إقليم شرق المتوسط يعاني من ازمات كبيرة جراء النزاعات والحروب وعدم الاستقرار السياسي الأمر الذي يؤثر بدوره على البنى التحتية وفي القلب منها المرتبطة بالنظام الصحية.
وأشار إلى أن ما يحدث في قطاع غزة هو اختبار حقيقي للقيم الإنسانية وللقيادات في العالم كله على رغبتهم في زرع الأمن والسلام بمختلف اناء العالم.. كما أنه اختبار للمنظمات الأممية ورغبتها في خدمة البشرية.
وفي السياق.. قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مصر انه يحب العمل مع كل الشركاء الدوليين لوقف الحرب في غزة.. مشيرا إلى أن المنظمات الإقليمية والدولية تعمل دون كلل أو ملل لمعالجة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
ونوه بأن 70 في المئة من المنشآت والمرافق الصحية والإنسانية تم تدميرها بفعل الحرب هناك.. وأبرز في هذا الصدد أهمية الدعم والتمويل اللازم للمنظمات الأممية للقيام بدورها تجاه إغاثة الفلسطينيين في قطاع غزة.
بدورها.. أبرزت المديرة الإقليمية لبرنامج الغذاء العالمي أهمية توفير الغذاء لأهل غزة.. مشيرة إلى أن جميع المخابز في القطاع توقفت عن إنتاج الخبز بسبب نقص الدقيق ونفاد الوقود.
وأعربت - خلال كلمتها - عن شكرها للدعم المقدم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لعدد من المنظمات الأممية للاضطلاع بدورها تجاه الأزمة الإنسانية الراهنة في غزة.