الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

الجارديان: أكبر انفراجة دبلوماسية فى فلسطين نتنياهو يخضع لضغوط الداخل والخارج

رئيس الوزراء الإسرائيلي
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكبر انفراجة دبلوماسية يعيشها الآن أهالي قطاع غزة، بعد 45 يومًا على أسوأ أعمال عنف بالشرق الأوسط منذ عقود؛ إذ توصلت إسرائيل وحماس يوم الأربعاء الماضي، إلى اتفاق لوقف الحرب المدمرة في غزة لمدة أربعة أيام، يرافقه إطلاق سراح عشرات الأسرى الإسرائليين مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بوساطة مصرية قطرية.

جاءت هذه الانفراجة بعد ضغوط عربية ودولية كبيرة، من الداخل الإسرائيلي والخارج، ومن بين الدول العظمى التي دفعت بقوة لوقف هذه الحرب كانت روسيا والصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، رفضًا لتلك الحرب التي دمرت مساحات شاسعة من قطاع غزة وأذكت موجة من العنف في الضفة الغربية المحتلة، كما أثارت مخاوف من صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.
وذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية في تحليل نشرته الأربعاء الماضي، أن هذه الهدنة تعكس تغيرًا في مسار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تبنى موقفًا متشددًا منذ بداية أسوأ حالة أمنية في إسرائيل في ٥٠ عامًا.
وكان من بين خطوات الضغط تجاه الحرب في قطاع غزة، الاجتماع الافتراضي لـ«البريكس»، الذي ضم ١١ دولة وبمشاركة روسيا والصين، يوم الثلاثاء الماضي، أي قبل يوم من الإعلان عن الهدنة.
وذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن اجتماع «البريكس» الافتراضي، والذي دعا إليه رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، جاء في الوقت الذي قام فيه وزراء الخارجية العرب بجولة في العواصم لحشد الدعم لقرار جديد لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يلزم إسرائيل بوقف كامل لإطلاق النار وإنهاء انتهاكات القانون الدولي والقانون الإنساني التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، والذي أودى بحياة أكثر من ١٣٠٠٠ مدني، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.

وأكدت الصحيفة البريطانية إلى أنه كان لافتًا أن وزراء الخارجية العرب، اختاروا السفر أولًا إلى الصين وموسكو لحشد دعمهم. ووفقًا لـ«الجارديان» قال بوتين أمام اجتماع البريكس: «إن مقتل الآلاف من الأشخاص والنزوح الجماعي للمدنيين والكارثة الإنسانية التي تكشفت هي أمور مثيرة للقلق العميق». وشدد الرئيس الروسي ثبات موقف روسيا بشأن التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، داعيًا إلى توحيد الجهود لإنهاء الصراع. قائلًا إن هناك حاجة لحل مستدام وطويل الأمد للحرب في غزة محذرًا من جر دول أخرى إلى الصراع.

الصين تضم صوتها للدعوة إلى وقف إطلاق النار
وأضاف الرئيس الصيني شي جين بينغ صوته إلى الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال أمام القمة وفقًا لـ«الجارديان»: «يجب على جميع الأطراف في الصراعات أن توقف فورًا إطلاق النار والأعمال العدائية، وأن توقف جميع أعمال العنف والهجمات التي تستهدف المدنيين، وأن تطلق سراح المعتقلين المدنيين لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح والمعاناة».

وقال شي: «السبب الجذري للوضع الفلسطيني الإسرائيلي هو حقيقة أن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة، وحقه في الوجود، وحقه في العودة، تم تجاهله منذ فترة طويلة».

وكان البيان المشترك في نهاية المطاف معتدلًا نسبيًا ودعا إسرائيل فقط إلى الامتثال للقانون الإنساني الدولي وقبول الوصول الإنساني الكامل والفوري والآمن ودون عوائق ومستدام، كما حذر إسرائيل من مغبة محاولة تهجير الفلسطينيين من غزة.

وفي افتتاح اجتماع البريكس، اتهم رئيس جنوب إفريقيا، إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية والعقاب الجماعي. وقال رامافوزا: «إن العقاب الجماعي للمدنيين الفلسطينيين من خلال الاستخدام غير القانوني للقوة من قبل إسرائيل هو جريمة حرب». «إن الحرمان المتعمد للأدوية والوقود والغذاء والمياه لسكان غزة هو بمثابة إبادة جماعية».

وعن ضغوط الداخل، فلفت تحليل «الجارديان» إلى أن بنيامين نتنياهو وحكومته الحربية، التي تضم وزير الدفاع المتشدد يوآف غالانت، يتعرضان لضغوط شديدة لبذل المزيد من الجهد من جانب عائلات الأسرى، الذين نظموا مسيرة ضخمة استمرت خمسة أيام إلى القدس الأسبوع الماضي، ويتهم بعض الأقارب نتنياهو بالتعامل مع أحبائهم كمسألة ثانوية.

كما يعزو المعلقون الإسرائيليون التغير الواضح في موقف القيادات إلى هذا الضغط الفعال الذي يمارسه الأقارب، ولكن أيضًا إلى الإدراك المتأخر بأن قوات الدفاع الإسرائيلية والمؤسسة الأمنية تتحملان واجبًا تجاه مواطني إسرائيل يتجاوز تدمير حماس.

وأشار التحليل إلى ما كتبه كاتب العمود في صحيفة «هآرتس» عاموس هاريل، بشأن أن تغييرًا قد حدث على الجانب الإسرائيلي، وبحسب ما ورد، فإن مجلس الوزراء الحربي منقسم حول هذه القضية منذ أسابيع، مع اقتناع المتشددين، بما في ذلك نتنياهو، بأن الضغط العسكري المستمر هو أفضل وسيلة لإضعاف حماس وإقناع زعيمها في غزة، يحيى السنوار، بإطلاق سراح الأسرى.

فيما يرى آخرون أن إسرائيل يجب أن تحصل على ما تستطيع الحصول عليه الآن، مهما كان غير مرض، قبل أن تصبح الضغوط الدولية للتراجع في غزة غير قابلة للمقاومة.

وأضاف التحليل: «ربما يكون تحول نتنياهو قد تأثر بشكل حاسم بلقائه الشخصي مع عائلات الأسرى، بعد أسابيع رفض خلالها مقابلتهم؛ إذ فقد نتنياهو وحزبه الليكود ثقة معظم الناخبين، الذين يلومونهم على الهفوات والرضا عن النفس التي حدثت في ٧ أكتوبر.. كما تشير استطلاعات الرأي إلى أنهم سيخسرون الانتخابات إذا أجريت الآن».