استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بمطار القاهرة الدولي الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي أن الزعيمين عقدا جلسة مباحثات رحب خلالها الرئيس بأخيه العاهل الأردني، مؤكدًا الحرص على التنسيق المستمر بين البلدين لتوحيد المواقف في ضوء الظروف الدقيقة التي تشهدها المنطقة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن المباحثات شهدت ترحيب الزعيمين بالهدنة الإنسانية المعلنة في قطاع غزة، وتأكيد الجانبين لرؤيتهما المشتركة إزاء ضرورة استمرار العمل المكثف للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإتاحة المجال لنفاذ المساعدات الإنسانية الكافية لأهالي القطاع دون إبطاء، وذلك تجسيداً للتوافق الدولي والمتمثل في قراري مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ذوي الصلة، مع رفض سياسات التجويع والعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، وكذا تأكيد رفض الدولتين التام لأي محاولات لتهجير أهالي القطاع داخل أو خارج غزة.
هذا، وقد استعرض الزعيمان جهود البلدين للتواصل مع كافة الأطراف من أجل تقديم الدعم الكامل للأشقاء الفلسطينيين، وأكدا ضرورة تحرك المجتمع الدولي لاستغلال الهدنة الحالية لإغاثة أهالي غزة وتخفيف المأساة الإنسانية التي يتعرض لها القطاع.
كما أكد الزعيمان أن أي جهود لاستعادة الاستقرار في المنطقة يجب أن تستند إلى إطلاق عملية سياسية متكاملة بهدف الوصول إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين، وحصول الجانب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وعلى رأسها دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة إلى القمة الافتراضية لمجموعة العشرين G20 المنعقدة اليوم ٢٢ نوفمبر الجاري.
استمرار تداعيات الأزمات الاقتصادية الدولية المتعاقبة
وقال الرئيس السيسي: “أود بداية، أن أعرب عن فائق امتناني.. لفخامة رئيس وزراء الهند.. على تنظيم هذه القمة.. التي تنعقد في خضم تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية العالمية، فضلا عن استمرار تداعيات الأزمات الاقتصادية الدولية المتعاقبة..وتراجع وتيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة.. وتفاقم تحديات تغير المناخ.. بالإضافة إلى حالة الاستقطاب والانتقائية.. التي تتفاقم في النظام الدولي”.
الحرب الدائرة في الأراضي الفلسطينية
وأضاف: “لعل أسلوب تفاعل المجتمع الدولي..مع الحرب الدائرة في الأراضي الفلسطينية.. يعد تجسيدا لهذه الانتقائية التي نتحدث عنها فلا تزال آلة الحرب تحصد المزيد من الأرواح.. وتخلف الدمار والتشريد.. بالرغم من التحذيرات الدولية المتصاعدة.. بضرورة حماية المدنيين.. واحترام القانون الدولى بالإضافة إلى ضرورة حصول الشعب الفلسطيني.. على حقه المشروع في إقامة دولته.. والعيش بسلام وأمن بجانب إسرائيل”.
وتابع: “السادة رؤساء الدول والحكومات، إن ما نشهده اليوم من أزمات..وإن كانت ذات وجه سياسي وعسكري.. إنما تتماس وتتقاطع.. مع الاختلالات الاقتصادية العميقة التي يشهدها العالم.. والتي تنعكس سلبا بقوة.. على تلبية حقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية.. خاصة في الدول النامية”.
وأكمل: “لقد أصبحت الحاجة لتطوير وإصلاح النظام العالمي، بشكل شامل، أمرا لا مفر منه ويأتي على رأس ذلك: إصلاح الهيكل الاقتصادي والمالي الدولي.. بما يشمله من استحداث آليات تمويل فعالة.. وتعظيم الاستفادة من الآليات القائمة”.
وأوضح: “يضاف إلى ذلك.. إصلاح سياسات وممارسات بنوك التنمية متعددة الأطراف.. لتعزيز قدرتها على التمويل.. وفقا لأولويات الدول النامية فضلا عن ضرورة احتواء إشكالية تنامي الديون السيادية للدول النامية.. بما فيها الدول متوسطة الدخل”.
واختتم: "لم يعد الصمت خيارا، إزاء ما اندلع من أزمات.. ولم يعد الانتظار والترقب حلا.. لمواجهة السيناريوهات العالمية المحتملة، جيوسياسيا واقتصاديا ودعوني أقول لكم: "إننا لا نملك رفاهية تأجيل العمل والمواجهة.. فالتحديات تفرض نفسها.. وتمتد وتتسع وتتشابك ولا بديل عن وقفة صدق مع الذات.. نحكم فيها الضمير الإنساني.. وقيم العدل والإنصاف والموضوعية.. والمصالح المشتركة وبما يتيح لنا التغلب على الأزمات الخطيرة الراهنة..والانطلاق بجهود التنمية وتحقيق الأمن.. نحو مستقبل أفضل للإنسانية بأسرها".