تنظم هيئة الطاقة الذرية ورشة عمل دولية عن الاتجاهات الحديثة في استخدام المواد المغناطيسية في أنظمة التبريد الحديثة الصديقة للبيئة، وعرض أهم نتائج مشروع التعاون مع هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا.
جاء ذلك في إطار مشروع التعاون بين هيئة الطاقة الذرية وهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا (STDF) والذي تقوم بتنفيذه هيئة الطاقة الذرية المصرية وبتمويل من هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا وبمشاركة دولية مع المعهد المتحد للبحوث النووية بروسيا الاتحادية ، وجامعتي الملك فهد للبترول والتعدين وجيزان بالمملكة العربية السعودية، والخاص بدراسة الاتجاهات الحديثة في استخدام المواد المغناطيسية في أنظمة التبريد الحديثة الصديقة للبيئة.
أفتتح الورشة اليوم الدكتور هداية أحمد كامل نائب رئيس الهيئة للتدريب والتعاون الدولي والدكتور أيهاب عبد الطيف - الأستاذ بقسم طبيعة المفاعلات النووية بمركز البحوث النووية والباحث الرئيسي للمشروع، ولفيف من العلماء من الجامعات ومراكز البحوث المصرية بالإضافة إلى مشاركة العلماء الدوليين من الجامعات والمعاهد المشاركة بالمشروع.
وصرح الدكتور إيهاب عبد اللطيف الباحث الرئيسي للمشروع في بيان اليوم بأن مشروع التعاون يهدف إلى تطوير تقنية التبريد المغناطيسي؛ كأحد تقنيات التبريد الحديثة الآمنة والصديقة للبيئة التي تعمل على توفير استهلاك الطاقة المستخدمة في التبريد كذلك تعزيز التبادل العلمي على المستوى المحلي والدولي، كما يشمل على تطوير القدرات البشرية في مجال تطوير المواد المغناطيسية واستخداماتها بهدف تأسيس مدرسة علمية في مجال التبريد المغناطيسي.
أضاف أن اهتمام الأوساط العالمية بهذا الموضوع يأتي في إطار سعى جميع دول العالم إلى إيجاد بدائل تكنولوجية صديقة للبيئة للحفاظ على الغلاف الجوي نظيفًا وآمنًا؛ حيث إن غاز الفيريون الذي يعد أحد المكونات الرئيسة في أجهزة التبريد الذي يستخدم على نطاق واسع يعد من أخطر المصادر التى تؤدي إلى تلوث البيئة لتاثيره الضار على ثقب طبقة الأوزون الموجودة بالغلاف الجوي.
وأوضح أن نظام التبريد المغناطيسي هو إحدى التقنيات الحديثة كبديل للتبريد المعتمد على استخدام غاز الفيريون، ويعد نظاما آمنا وصديقا للبيئة، ويلبي حاجة الأنظمة المستخدمة في عمليات التبريد المختلفة.
وتعتمد عملية التبريد المغناطيسي على التأثير الحرارى المغناطيسي، وهذا التأثير باختصار هو أنه عند تطبيق مجال مغناطيسي على بعض المواد ترتفع درجة حرارتها، وعند زوال المجال تنخفض درجات الحرارة، ويسمى هذا التغير في درجة الحرارة الناتج عن التغير في المجال المغناطيسي بالإنتروبي المغناطيسي، وهو أحد الخصائص المميزة لبعض المواد وبمعرفة قيمته والتحكم فيه يمكن استخدامه في أنظمة التبريد دون أي تأثير في البيئة.
وهناك مواد مختلفة لها إنتروبي مغناطيسي، ومن هذه المواد الواعدة البروفسكيت ذو الصيغة الكيميائية وهو مكون من مواد اكاسيد سهلة التحضير وغنية بالخواص الفيزيائية وثابتة بمرور الزمن ومن أهم خصائصها انها لها انتروبي مغناطيسي كبير يجعلها احد اهم المواد التي يمكن استخدامها في التبريد.
كما ان انظمة التبريد المغناطيسي تتميز بانها صغيرة الحجم ورخيصة التكلفة وموفرة في استهلاك الطاقة. ويتضمن هذا المشروع تحضير بعض مركبات البروفسكيت بطرق مختلفة وذلك للبحث عن افضل الخواص الفيزيائية التي تساعد في استخدام تلك المواد في عملية التبريد مع تجربة المواد الواعدة كنموذج مصغر للتبريد المغناطيسي.
وتستمر الورشة على مدار يومين ويشارك بها مجموعة من العلماء المتميزين المصريين والمشاركين بالمشروع من قسم طبيعة المفاعلات النووية بهيئة الطاقة الذرية وبعض الجامعات المصرية مثل جامعة سوهاج وعين شمس وحلوان والزقازيق وكذلك المراكز البحثية المصرية وتشمل المركز القومي للبحوث ومركز بحوث وتطوير الفلزات كما يشارك بعض العلماء الدوليين من جامعتي الملك فهد لبحوث البترول والتعدين وجيزان بالمملكة العربية السعودية بالاضافة الى المعهد المتحد للبحوث النووية بروسيا الاتحادية.
وقد صرح الدكتور أيهاب عبد الطيف - الاستاذ بقسم طبيعة المفاعلات النووية بمركز البحوث النووية والباحث الرئيسي للمشروع أن المشروع في مراحله الأولية كما أظهرت النتائج المبدئية للأختبارات على تطوير بعض المواد البروفسكيتية الواعدة ذات ابعاد النانو لاستخدامها في التبريد المغناطيسي بالمشروع نتائج مبشرة وأنها تعمل بكفاءة عالية.
وشدد الدكتور هداية احمد كامل - نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية على أهمية الورشة والتي تدعم التعاون بين العلماء المصريين والعلماء المشاركين من الجهات الدولية وأن الهيئة تدعم الباحثين لديها في المشاركة في مثل هذه المشروعات من خلال التعاون الدولي لتبادل ونقل الخبرات والتعرف على المجالات التكنولوجية الحديثة.
وصرح الدكتور شريف الجوهري المتحدث الرسمي للهيئة بأن هذه الورشة الدولية تأتي في إطار عرض و مناقشة النتائج الأولية للمشروع حيث أنه مشروع للبحث والتطوير، كما أنها تأتي لعرض موقف النتائج الأولية مع العلماء المصريين والدوليين المشاركين بالمشروع وكذلك الأوساط البحثية
أضاف أن أهم ما يميز المشروع هو بناء الكوادر البشرية المصرية في هذا المجال حيث يشارك بالمشروع طلاب ماجستير من جامعة سوهاج، وكذلك طلاب دكتوراة من كلية البنات جامعة عين شمس ومن قسم طبيعة المفاعلات بمركز البحوث النووية بأنشاص، ليكونوا نواة لإنشاء مدرسة علمية مصرية من العلماء الشباب في هذا المجال الجديد والهام.