- البروفيسور شلومو ساند (أستاذ التاريخ بجامعة تل أبيب): لا وجود لـ«أرض إسرائيل» فى التوراة
- المؤرخ اليهودي إيلان بابيه: الصراع الداخلي اليهودي الإسرائيلي سيستمر.. وحماس حركة تحرر وطني
جرائم حرب متواصلة تُمارس ضد الشعب الفلسطينى الأعزل في قطاع غزة من المحتل الإسرائيلي الغاشم، والذي يتلذذ بممارسة وحشيته تجاه الأطفال والنساء، والعالم العربي والغربي ينتفض لنصرة الشعب الفلسطينى، سواء بوقفات احتجاجية أو بجمع التبرعات والمساعدات لإنقاذهم، ولا شك أن القوة الناعمة لها دور كبير فى التضامن مع أهل غزة، ومن الطبيعى أن نجد كُتابا وفنانين ومثقفين عرب أو غرب يتضامنون مع غزة، لكن ما حدث كان صادمًا، فهناك مؤرخون وكتاب إسرائيليين يؤلفون كتبًا يفضحون من خلالها إسرائيل، هذا ما قام به كل من البروفسور شلومو ساند "أستاذ التاريخ بجامعة تل أبيب"، والمؤرخ اليهودب دكتور إيلان بابيه، نرصدها لكم فى السطور التالية:
البروفسور شلومو ساند: متى وكيف تم اختراع الشعب اليهودي؟
معظم يهود أوروبا الشرقية من نسل أفراد تهودوا خلال مراحل تاريخية مختلفة
رصد المؤرخ الإسرائيلي شلومو ساند فى كتابه "متى وكيف تم اختراع الشعب اليهودي" والذى صدر منذ أربع سنوات أساطير المؤسسة الصهيونية، حيث نفى خلال صفحات الكتاب وجود شعب يهودي، وأكد أن معظم يهود أوروبا الشرقية هم من نسل مجتمعات وأفراد تهودوا خلال مراحل تاريخية.
اختراع أرض إسرائيل
سرعان ما لحق المؤرخ شلومو ساند كتابه الأول بآخر، نفى فيه وجود حق تاريخي لليهود في فلسطين، تحت عنوان «اختراع أرض إسرائيل».
معاداة السامية.. وتهديد بالقتل
لم يسلم شلومو ساند من التهديد بالقتل، بسبب هذين الكتابين، حيث تلقى مغلفا احتوى على مادة بيضاء اللون «الانتراكس الكيماوية القاتلة»، ورسالة محتواها «معاد للسامية»، و«ظالم لإسرائيل»، «لن يعيش وقتا طويلا»!.
ولكن تجاهل زملائه بجامعة تل أبيب له كان قاسيًا، فعانى ساند من الجفاء فى المعاملة.
وما أثلج صدر «ساند» هو ترجمة كتابه «متى وكيف تم اختراع الشعب اليهودي» إلى ١٦ لغة، بينها اللغة العربية، حيث صدر الكتاب بعنوان «اختراع الشعب اليهودي»، وهناك اتجاه إلى ترجمته إلى الصينية والكورية والإندونيسية والكرواتية، لم يكتف «ساند» بهذا بل تم ترجمة كتابه الجديد "اختراع أرض إسرائيل" إلى العربية.
واتهم «ساند» بالفشل من المؤرخ البريطاني المؤيد للصهيونية، سايمون شاما، حيث كتب أنه فشل في محاولة فصل العلاقة بين أرض الآباء والتجربة اليهودية، وهناك نقاد آخرون رأوى أن نيتي تقويض الحق التاريخي لليهود في وطنهم القديم، أرض إسرائيل.
فوجىء «ساند» بأن هناك نقاد يبررون إقامة دولة إسرائيل بواسطة ادعاءات مثل أرض الآباء أو حقوق تاريخية عمرها آلاف السنين.
ويُهدي «ساند» كتابه حول «اختراع أرض إسرائيل» إلى سكان «قرية الشيخ مؤنس المهجرة»، التي أقيمت على أنقاضها جامعة تل أبيب، التي يعمل فيها، وقسم من ضاحية رامات أفيف، في شمال تل أبيب، التي يسكن فيها.
ويرى أن من العدل أن تضع الجامعة على مدخلها لوحة لذكرى مهجري الشيخ مؤنس، القرية الوادعة التي اختفت وكأنها لم تكن.
المؤرخ اليهودي الدكتور إيلان بابيه: «أصدقائى الإسرائيليين.. لهذا أدعم فلسطين»
سياسات إسرائيل استعمارية وتخيف مواطنيها
كتب المؤرخ بابيه مقالا لموقع «وقائع فلسطين» (فلسطين كرونيكل) بعنوان «أصدقائي الإسرائيليين: لهذا أدعم فلسطين»، قائلا إن على المرء أن يشعر بالخوف من سياسات إسرائيل الاستعمارية ضد الفلسطينيين حتى إذا كان مواطنا يهوديا في إسرائيل.
يقول «بابيه» من خلال سطور مقاله أن عملية حماس اعتبرها الإسرائيليون- حتى الليبراليون منهم- صك غفران لجميع الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني منذ النكبة، واعتبروها أيضا تفويضا مطلقا لإكمال الإبادة الجماعية ضد سكان غزة.
كتاب «التطهير العرقي لفلسطين»
يناقش الكتاب موضوع التطهير العرقي الذي خططت له ونفذته الحركة الصهيونية على أرض فلسطين كما يقوم بإيراد إثباتات من خلال وقائع الأرشيف الوطني الإسرائيلي وأرشيف الجيش الإسرائيلي.
بالإضافة لذلك يقوم بإجراء تحليلات معينة على وقائع وأحداث ذكرت في يوميات أعضاء الحركة الصهيونية مثل بن غوريون بشكل يظهر التخطيط المسبق والتنفيذ لهذا التطهير.
يطرح «بابيه» من خلال الكتاب فكرة نقل الفلسطينيين قسرًا إلى العالم العربي، الذى كان هدفا لـلحركة الصهيونية وضرورة للشخصية المرغوبة للدولة اليهودية.
فإن نزوح الفلسطينيين عام ١٩٤٨ نتج عن تطهير عرقي مخطط لفلسطين نفذه قادة الحركة الصهيونية، وعلى رأسهم دافيد بن غوريون والعشرة أعضاء الآخرين في «مجموعته الاستشارية».
أكبر سجن على الأرض
يقدم كتاب «أكبر سجن على الأرض» الصادر في عام ٢٠١٧، سردية جديدة لتاريخ الأراضي المحتلة، يؤكد فيها من خلال وثائق جديدة، أن حرب ١٩٦٧ لم تكن نتيجة حتمية لتصاعد التوتر بين الكيان الصهيوني وبين كل من مصر وسوريا كما تتناقله السردية التاريخية المعروفة، بل نتيجة خطة مسبقة محكمة دليله عليها سرعة حسم المعركة وآلية الحكم التي وضعت مباشرة بعد القتال.
ويكتسب هذا الكتاب أهمية كبيرة لتزامن صدوره مع الحرب الدائرة في غزو الآن، والتي تأخذ منعطفا جديدا وخطيرا، وربما يأتي في توقيت شديد الأهمية لفهم الكثير مما يدور على الأرض اليوم في فلسطين المحتلة.
عشر خرافات عن إسرائيل
يتصدى بابيه في هذا الكتاب لثوابت في الخطاب الإسرائيلي، وهي في قسمين، الأول «مغالطات الماضي»، ويضم: فلسطين كانت أرضًا خالية، اليهود كانوا شعبًا بلا أرض، الصهيونية هي اليهودية، الصهيونية ليست حركة استعمارية، الفلسطينيون غادروا وطنهم طوعًا عام ١٩٤٨.
أما القسم الثاني فيضم «مغالطات الحاضر»، وهي: إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، خرافات (اتفاقية) أوسلو (بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية)، وخرافات غزة. ويرى بابيه في الكتاب، أن «حل الدولتين هو السبيل الوحيد للمضي قدمًا».
«فكرة إسرائيل».. تاريخ السلطة والمعرفة
يبحث «بابيه» فى هذا الكتاب «فكرة إسرائيل» وليس في الدولة التي يعتبر بابيه أن «تقييمها أخلاقيًا وسياسيًا ليس أمرًا ممكنًا وحسب، بل إنه قد بات أمرًا ملحًّا أكثر من أي وقت مضى».
ويرى «بابيه» أن فكرة اسرائيل باتت مدار الشك، حيث ان بعض اليهود الإسرائيليين يعلنون أنهم يحاربون من أجل بقاء النموذج المثالي للدولة.
يذكر أن المؤرخ إيلان بابيه، كان محاضرًا بارزًا في العلوم السياسية بجامعة حيفا، وتمت اقالته بسبب مواقفه الداعمة لفلسطين منذ عدة سنوات، قبل انتقاله للمملكة المتحدة بشكل نهائي.