وصفت آن كلير لوجندر، المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، أنّ ما يحدث اليوم داخل قطاع غزة يؤكد حاجتنا لمنظور سياسي يُلبي تطلعات الفلسطينيين والإسرائيليين، وموقف فرنسا واضح إذ صوّتت للقرار الأردني في الأمم المتحدة وعلينا أنّ نحقق هدنة إنسانية فورية ودائمة في غزة.
وأضافت «لوجندر» في لقاء حصري ضمن سلسلة حوارات حصرية من العاصمة الفرنسية أجرتها الاعلامية داليا عبدالرحيم، وتم تصويرها من قلب العاصمة الفرنسية باريس للحديث عن قضايا عديدة وشائكة من بينها القضية الفلسطينية، أنه يتوجب علينا تحقيق هدنة إنسانية فورية ودائمة في قطاع غزة، ويجب أن يتوقف استهداف المدنيين وقصف المستشفيات داخل القطاع.
وبشأن الجهود الفرنسية المرتبطة بالحلول، ذكرت أنه لن يكون هناك مخرج من العنف داخل القطاع إلّا بوجود منظور سياسي لتحقيق حلّ الدولتين، مشيرة إلى أنّ هناك استمرارية في السياسة الفرنسية، وباريس تدين الاستيطان وتجده عائقًا أمام حلّ الدولتين.
وأكدت متحدثة الخارجية الفرنسية، أنّ باريس دعمت الجهود البرازيلية والإماراتية للتوصل إلى قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار داخل قطاع غزة، وعدم الاستجابة للطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني يخلق إحباطًا عامًا.
ووجّهت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية الشكر إلى السلطات المصرية للتنسيق الجيد الذي تقوم به لإدخال المساعدات إلى غزة، مؤكدة أن علاقات فرنسا بمصر غنية، ومن خلال التعاون مع القاهرة استطاعت باريس تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية لغزة، وإخراج مواطنيها من هناك، واعتبرت أنّ مصر لها دور مهم في مسألة المنظور السياسي لحل الصراع.
وعن سياسة "العقاب الجماعي" التي تنفذها إسرائيل تجاه الفلسطينيين، أكدت متحدثة الخارجية الفرنسية إدانة باريس لاستهداف المستشفيات والمنازل والهجمات ضد البنية التحتية والعاملين في المجال الإنساني، مشددة على أنه يجب على تل أبيب احترام القانون الإنساني الدولي في دفاعها عن أمنها، ودعت آن كلير لوجندر إسرائيل لإنهاء الحصار حول القطاع الذي يعد مخالفًا للقانون الإنساني وتوفير الاحتياجات الضرورية لبقاء سكان غزة على قيد الحياة، موضحة أنه جرى إرسال 88 طنًا من البضائع والمعدات الطبية لدعم المساعدات المقدمة لسكان قطاع غزة، كما أتاحت بلادها جمع مليار يورو لسكان القطاع بالإضافة إلى 100 مليون ستقدمها الدولة الفرنسية.
كما اعتبرت متحدثة الخارجية الفرنسية التهجير القسري للفلسطينيين جريمة بموجب القانون الإنساني والدولي، وفرنسا تدعم حدود 1967 وترفض إخراج الفلسطينيين من أراضيهم.
بخصوص الوجود الفرنسي في الساحل الإفريقي، أكدت أنّ الدولة الفرنسية دعّمت تلك البلاد في مواجهتها التهديد الإرهابي، وجرى استدعاؤنا من قِبل مالي لمواجهة التهديدات التي حاولت إسقاط العاصمة المالية، مشيرة إلى أنه بعد رحيل فرنسا أصبحت دولة مالي لا تملك فاعلية في مواجهة الإرهاب وازداد عدد الضحايا من المدنيين، مشيرة إلى أنّ فرنسا هى الدولة الأولى في العالم في استقبال طلاب من إفريقيا جنوب الصحراء، وهناك عدد من الدول الإفريقية لا ترغب في التعاون مع فرنسا ولذلك سحبنا قواتنا من هناك.
وأكدت أنّ فرنسا قادرة على إيجاد حلول للأزمة في غزة بالتنسيق مع شركائها الإقليميين، ويمكن للمنطقة أنّ تعتمد على فرنسا وهي بالفعل متأهبة لذلك، لافتة إلى أنّ الدولة الفرنسية صديقة للفلسطينيين والإسرائيليين من أجل إيجاد مخرج يكون مناسبًا للطرفين.