الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

ننشر نص كلمة رئيس الطائفة الإنجيلية باحتفال دار الكتاب المقدس

الدكتور القس أندرية
الدكتور القس أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تنشر "البوابة نيوز "نص كلمة الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، والتي القاها مساء اليوم في احتفال دار الكتاب المقدس بمرور ١٤٠ سنة علي التأسيس ، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية وبحضور قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، و الأنبا إبراهيم اسحق بطريرك الاقباط الكاثوليك . 

وجاءت نص كلمة الدكتور القس أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر كالاتي : 

كلمة الله تفرحنا
دور كلمة الله في حياة الفرد والأسرة 
قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية،
البطريرك إبراهيم إسحاق، بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر
 المطران نيقوديموس، الوكيل البطريركي لبطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس
 Rev. Dirk Gever رئيس الاتحاد الدولي لدور الكتاب المقدس
المهندس أمير إلهامي، مدير دار الكتاب المقدس
 أصحاب الغبطة والنيافة والسيادة،السيدات والسادة الحضور، بدايةً اسمحوا لي أن أهنئ دار الكتاب المقدس بمرور 140 عامًا على بداية خدمتها بمصر، وأعرب عن تقديري الكبير للدور العظيم الذي تقوم به دار الكتاب المقدس طوال تاريخها،
* فترجمة كلمة الله ونشرها وطباعتها وتوزيعها هو عمل من شأنه أن يعرِّف الناس بوصايا الله وتعليمهم وتلمذتهم، كما أوصانا السيد المسيح. 
• لا نستطيع أن نحصر أهمية الكتاب المقدس في حياتنا في نقاط قصيرة، إذ تهتم كلمة الله بأبعاد حياتنا المختلفة اهتمامًا كبيرًا؛ فهي تعرِّفنا على الله وتعلِّمنا التواصل معه، وتعلِّمنا عن علاقتنا بأنفسنا، وتعلمنا أيضًا عن علاقتنا بالناس، فتصل بنا إلى حالة من السلام والفرح الحقيقيين.
•  وهو ما يؤكده معلمنا بولس الرسول في رسالته الثانية إلى تيموثاوس؛ إذ يقول: "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلًا، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ".
• إن العلاقة مع كلمة الله، والعيش وفقًا للحق الكتابي، قادران بلا شك على تغيير حياة الفرد والعائلة.


أولا / كلمة الله تشكل الهوية الروحية للفرد والأسرة
 تشكل كلمة الله هويتنا الروحية كأفراد وعائلات؛ فهوية الفرد نقطة مركزية في رؤيته للحياة؛ إذ تُعرَّف بأنها إدراكُ الفرد لذاتهِ. وإذا كان الكتاب يعلِّمُنا عن هويَّة الله وطبيعته وصفاته، ويرشدنا إلى كيفية عبادة الله وسماع صوته والتواصل معه، فهو بهذا يعرِّفنا على هويتنا في الله وانتمائنا إليه.

 إن كلمة الله، الحق الإلهي المطلق، هي من أسست الأسرة وشكَّلت هويتها، فإذا نظرنا إلى سفر التكوين يتبين لنا أن الله خلق الإنسان، على صورته ومثاله، بإرادة حرة، وخلقه كائنًا اجتماعيًّا لديه احتياج طبيعي للانتماء، وأول هذه الانتماءات التي رتبها الله هو انتماؤه لعائلته: وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ». 
 وهذا الانتماء يحقق في النهاية الاتحاد مع الأسرة. وعلى هذا، فكلمة الله هي ما يجب أن تشكِّل منظومة القيم لدى الفرد والأسرة. 
ثانيا / كلمة الله تحفظ استقرار الأسرة في مواجهة التحديات    
o تواجه الأسرة، في عصرنا الحالي -أكثر من أي وقت مضى- تحدياتٍ شديدة، سواء على مستوى الفكر والقيم أو على المستوى النفسي والاجتماعي، 
o فلقد ساهمت وسائل التواصل الحديثة في خلق حالة من العزلة الأسرية، مما أدى إلى انخفاض جودة التواصل بين أفراد الأسرة.

o لهذا، فإن الأسرة المبنية على أساس كلمة الله وتعاليمه، هي أسرة ناجحة، صامدة في وجه كل عوامل التفكك والانهيار، كبيتٍ مبنيٍّ ومؤسَّس على الصخر. 
o لن تغيب التحديات ولن تضعف قوتها، لكن توجُّه أفراد الأسرة هو ما سوف يختلف.  
ثالثا / كلمة الله تنمِّي التعاون والتفاهم بين أفراد الأسرة        
• إن بناء الأسرة على قيم الاحترام والتفاهم والتعاون بين أفرادها، هو أحد الأفكار الرئيسة التي يتحدث عنها الكتاب، حتى أن الله يستخدم علاقة الزواج ليشبه بها علاقته بشعبه.
• لهذا تعطينا كلمة الله إرشادًا لفكره تجاه العائلة؛ إذ تتناول مسؤوليات الرجال والنساء، ومسؤولية كلٍّ منهم تجاه الأبناء، وتضع أمامنا نماذج للأسر الناجحة والعلاقات المثمرة، وكذلك نماذج للأسر المنكسرة والعلاقات المحطَّمة.  
 وأخيرًا أيها الأحباء،
إن أردنا عائلات قوية، متعاونة، مُحبَّة، تربي أبناءها وفقًا لمشيئة الله الصالحة، فليس أمامنا إلا كلمة الله، لأنَّ "نَامُوسَ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيمًا. وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ...". فالكتاب هو مصدر إيماننا، ومرشد حياتنا، لهذا هو مصدر فرح قلوبنا. 

لهذا، نحن جميعًا كأسر مسيحية، مدعوون إلى التواصل مع كلمة الله، لنقرأ الكتاب المقدس سويًّا، وندرسه معًا، لنترك تأثيره يتعمق في كل جوانب حياتنا، سلوكياتنا، علاقاتنا، كلماتنا، لتكون هوياتنا الشخصية وهويات أُسَرِنا مبينةً على حق كلمة الله، حتى نستطيع أن نقدم لأبنائنا قدوةً ونموذجًا.