تعتبر حماية حقوق الأطفال أحد الأولويات العالمية، وتاريخ 20 نوفمبر هو اليوم العالمي للطفولة. وبينما يحتفل العالم بهذا اليوم ويُؤكد على حق الأطفال في النمو السليم والتعليم والصحة والرعاية، يواجه الأطفال في فلسطين واقعًا مختلفًا تمامًا.
ففي قطاع غزة، يعيش الأطفال تحت الاحتلال الإسرائيلي، وتتعرض حقوقهم وحياتهم اليومية للانتهاكات المستمرة. خلال الحروب والتصعيد العسكري، تتعرض المدارس والمنازل والبنية التحتية للقطاع المكتظ للقصف المتواصل، مما يؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين بينهم العديد من الأطفال الأبرياء.
وذكرت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، اليوم الاثنين، أن أكثر من 5 آلاف و500 طفل، بينهم ما يزيد على 3 آلاف طالب، استُشهدوا منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، فى السابع من أكتوبر الماضى.
وأضافت الوزارة - فى بيان صحفي بمناسبة اليوم العالمى للأطفال - أن "مشاهد قتل الأطفال وطلبة المدارس في قطاع غزة تجاوزت كل الأعراف والمواثيق، إذ تكشف هذه المشاهد المروعة، التي تتناقلها شاشات التلفزة ووسائل الإعلام عن عقلية الاحتلال، واستهدافه المتواصل للتعليم في كل مُحافظات الوطن"، مُشيرة إلى أن "هناك مشاهد أخرى تشهدها محافظات الضفة الغربية والقدس من قتل بدم بادر واقتحامات للمدارس وعرقلة وصول الطلبة والكوادر التربوية".
ودعت الوزارة، دول العالم ومؤسساته لحماية حق أطفال فلسطين وطلبة المدارس في الحياة والتعليم، والوقوف في وجه الاحتلال والمُمارسات القمعية لجيشه ومستوطنيه عبر مسلسل استهداف متواصل للأطفال، مؤكدة الحق الطبيعي للأطفال في الحياة الكريمة والتعليم الآمن والمستقر.
وطالبت الوزارة، كل المنظمات والمؤسسات المدافعة عن الطفولة والحق في التعليم بتحمل مسؤولياتها في سياق اختصاصها، ولجم الانتهاكات المتصاعدة، ووقف الجرائم التي يقترفها الاحتلال بحق الأطفال والطلبة والكوادر التربوية في المناطق كافة، والتدخل العاجل والفوري لوقف هذا العدوان.
وفي إحصائية غير نهائية، أعلن مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، الليلة الماضية، ارتفاع حصيلة الشهداء جرّاء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 13 ألف شهيد، بينهم 5500 طفل و3500 امرأة.
لا يكف الاحتلال الإسرائيلي عن انتهاك حقوق الطفل في غزة، بل يستهدفهم مباشرة بالقتل والجرح والتشويه. يُعتبر ذلك تجاوزًا صارخًا لقانون حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف الدولية. وللأسف، تظل هذه الانتهاكات تحدث بصورة مستمرة دون أي محاسبة فعلية للمتورطين.
بالإضافة إلى الحروب الدائمة، تُعوِّق الإسرائيل سياسة الحصار على قطاع غزة تنمية البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية، مما يؤثر سلبًا على صحة وتعليم الأطفال. يُعتبر هذا انتهاكًا لحقوقهم الأساسية ويضر بمستقبلهم.
تحتاج المجتمع الدولي إلى التعاون والعمل سويًا لحماية حقوق الأطفال الفلسطينيين والعمل على وضع حد لهذه الانتهاكات الجسيمة. يجب أن يوفر الأطفال حماية وتمتعهم بحقوقهم الأساسية ونموهم في بيئة آمنة ومستقرة.