قال سفير الصين لدى مصر، لياو ليتشيانج، إن تغيرات القرن تزداد عمقا واتساعا بشكل غير مسبوق، وإن التحوُّلات ترقى للاضطرابات والتغيرات، ومخاطر التكتل والتشرذم والفوضى ترتفع في العالم.
وأضاف أنه في الوقت نفسه، يزداد نداء المجتمع الدولي للسلام والتنمية، وتزداد التطلعات للعدالة والإنصاف ويشتد السعي وراء التعاون والكسب المشترك، مشددًا على تمسك الصين بالاتجاه العام والتيار العصري، والتزامها دائما بأهداف سياستها الخارجية المتمثلة في الحفاظ على سلام العالم ودفع التنمية المشتركة، وأنها تعمل على المساهمة في حل القضايا التي تواجه البشرية كلها، كما أكد أن الصين تلتزم دائما بالتعاون والتنمية.
وتابع: "قبل فترة، نجحت الصين في عقد الدورة الثالثة لمنتدى «الحزام والطريق» للتعاون الدولي، وشارك فيها ممثلون من 151 دولة و41 منظمة دولية. ألقى الرئيس شي جين بينج كلمة رئيسية في الجلسة الافتتاحية، واستعرض الإنجازات التي حققها "الحزام والطريق" في السنوات العشر الماضية، وأعلن عن الأعمال الثمانية لدعم بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية، مما حدد الاتجاه الجديد لـ"الحزام والطريق" وفتح له رؤية جديدة وضخ فيه قوة محركة جديدة".
وأردف: "على هامش المنتدى، التقى الرئيس شي جين بينج مع الدكتور مصطفى مدبولي الزائر للصين لحضور المنتدى، وتشرفت بمشاركة كامل أعمال الاستقبال واللقاءات، وأصغيت إلى التقدير العالي من قيادتي البلدين للإنجازات المثمرة التي حققها البلدان في بناء "الحزام والطريق" خلال السنوات العشر الماضية، والتوافقات المهمة بشأن التعاون بين البلدين في كافة المجالات في المستقبل... وأعتقد أنكم تعرفون جيدا إنجازات التعاون بين بلدينا في إطار "الحزام والطريق"، حيث قامت الشركات الصينية ببناء في مصر "أطول برج إفريقيا" وأول سكة حديدية مكهربة إفريقيا، وساعدت مصر في أن تصبح أول دولة إفريقية ذات القدرة على تجميع واختبار الأقمار الاصطناعية وتنجز أكبر مشروع في التاريخ لترقية الشبكة الوطنية للكهرباء وتمتلك أكبر قاعدة لإنتاج الألياف الزجاجية في القارة الإفريقية وأكبر مركز لتخزين اللقاحات وأسرع النطاق العريض الثابت وأكبر تجمع لإنتاج الإسمنت وأكثره تقنية في إفريقيا".
واستكمل: "منذ بداية هذا العام، زار مصر عشرات من كبار المسؤولين الصينيين، بمن فيهم لي شي عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية أمين لجنة فحص الانضباط المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وهو خبينج وزير الثقافة والسياحة وتانج رنجيان وزير الزراعة، في المقابل، زار الصين عديد من كبار المسؤولين المصريين، بالإضافة إلى الدكتور مصطفى مدبولي، زار الصين وزير الزراعة مرزوق القصير ووزيرة التعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، ووزير الطيران المدني الفريق محمد عباس حلمي، الأمر الذي يعزز بشكل فعال الفهم المتبادل والتعاون في كافة المجالات. في هذا السياق، نجحت مصر في إصدار "سندات الباندا" بقيمة 3.5 مليار يوان في الصين، وقدم بنك التنمية الصيني قروض بقيمة 7 مليارات يوان إلى البنك المركزي المصري، ويتقدم التعاون المالي بين البلدين بخطوات جديدة. كما أود انتهاز هذه الفرصة لتهنئة مصر بانضمامها إلى آلية بريكس للتعاون. وتحرص الصين على العمل سويا مع مصر على تطبيق مخرجات منتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي وتعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية والتقنيات الزراعية والطاقة المتجددة وغيرها، وتوسيع التواصل الشعبي، بما يدفع علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى الأمام. كما تحرص الصين على تعزيز التعاون مع مصر في الإطار الصيني العربي والإطار الصيني الإفريقي، وتعزيز التنسيق والتعاون في الأمم المتحدة ومجموعة بريكس وغيرهما من المنصات متعددة الأطراف، حفاظا على التعددية الحقيقية والعدالة والإنصاف الدوليين والمصالح المشتركة للدول النامية".
وأكد سفير بكين لدى القاهرة أن الصين دائما تلتزم بالعدالة والإنصاف، مشيرًا إلى أنه منذ يوم 7 أكتوبر، تابع المجتمع الدولي باهتمام بالغ تطورات الوضع المتوتر في فلسطين وإسرائيل، وقد أسفرت هذه الجولة من الصراع عن عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين والتدهور الحاد للأوضاع الإنسانية".
وقال: "حول القضية الفلسطينية، ظلت الصين تدعم بثبات قضية الشعب الفلسطيني العادلة لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وتقف دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني، وفي يونيو الماضي، طرح الرئيس شي جين بينج الرؤية ذات النقاط الثلاث في لقائه مع الرئيس محمود عباس".
وأضاف: "أولا، يكمن المخرج الأساسي للقضية الفلسطينية في إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وثانيا، يجب ضمان الاحتياجات الاقتصادية والمعيشية لفلسطين، ويجب على المجتمع الدولي زيادة المساعدات الإنمائية والإنسانية لفلسطين، وثالثا، يجب الالتزام بمفاوضات السلام باعتبارها الاتجاه الصحيح، كما يجب احترام الوضع الحالي للقدس، كمدينة مقدسة دينية، الذي تشكل على مر التاريخ، ونبذ الأقوال والأفعال المتطرفة والمستفزة، والدفع بعقد مؤتمر السلام الدولي الأكثر حجما وموثوقية وتأثيرا، بما يهيئ الظروف المواتية لاستئناف مفاوضات السلام ويبذل جهودا ملموسة لمساعدة فلسطين وإسرائيل في التعايش بسلام".
واستكمل: "منذ اندلاع هذه الجولة من الصراع، قد أوضحت الصين موقفها أكثر من مرة، ويمكن تلخيصه إلى النقاط الثلاث التالية: أولا، ضرورة وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، لمنع المزيد من التصعيد وحتى فقدان السيطرة؛ ثانيا، الدعوة إلى حماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية؛ ثالثا، دعم حل الدولتين، واستئناف عملية السلام في أسرع وقت ممكن، ووضع لها الجدول الزمني وخارطة الطريق المحددة. في الفترة الأخيرة، بذلت الصين الكثير من جهود الوساطة لوقف إطلاق النار، وقامت بالاتصالات المكثفة مع كافة الأطراف ذات الصلة، وعملت بكامل قوتها على إحلال السلام وتهدئة الوضع، وقدمت الأغذية والأدوية وغيرهما من المساعدات النقدية والمادية الإنسانية العاجلة لأهالي غزة"