طرحت الهجمات المتكررة على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا عدة أسئلة على المراقبين والباحثين، تتمثل في أن هذه الهجمات تأتي دعما للفصائل الفلسطينية في غزة ضد العدوان الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، فهل سيكون لهذه الهجمات التي تشنها المنظمات المسلحة، التي قيل إنها موالية لإيران، أي أثر تجاه تغيير واشنطن لسياستها في المنطقة وخاصة سياستها في دعم إسرائيل؟ أم أن هذه الاعتداءات ستدفع أمريكا لتغيير حساباتها بشأن الموقف الأمني والخطط الأمنية المتعلقة بتواجد قواتها في كلا البلدين؟ فإلام تذهب هذه الهجمات وما نتائجها؟
في هذا الصدد، علق الدكتور جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب في ألمانيا، على هذه الهجمات، قائلا: إن الهجمات التي تقوم بها الجماعات المسلحة الموالية لإيران، تحديدا في العراق، ضد المصالح الأمريكية والقوات الأمريكية من شأنها أن تجعل القوات الأمريكية تعيد حساباتها بشأن الإجراءات الأمنية لمصالحها في المنطقة، أما ما يخص تغيير سياستها ومواقفها، فهذا من المستبعد جدا، لأن أمريكا منخرطة بشدة في موضوع دعم إسرائيل، ولن يكون هناك تغييرا في السياسات والمواقف، لكن المخاوف الأمريكية قائمة بشأن الهجمات وتحتل أهمية عند الولايات المتحدة.
وأضاف "رئيس المركز الأوروبي" في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، أن تعزيز التواجد الأمريكي ظاهر وواضح، فحاملة الطائرات فورد وقوات النخبة قد وصلت إسرائيل وكذلك حاملة طائرات إضافية، ثم تعزيز تواجدها في منطقة الخليج ضمن سياستها في الردع ضد إيران.
وفيما يخص الصراع بين واشنطن وطهران؛ يرى "جاسم" أنه من المستبعد حتى الآن نشوب أي مواجهة مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، ويبدو أن كلا الطرفين بينهما قواعد اشتباك مشتركة يحترمها جميع الأطراف، بحيث تستقر درجة المواجهات غير المباشرة بينهما عند حد معين، لكنه من الواقع أن أمريكا تعزز وجودها ليس من أجل المواجهات العسكرية لكن من أجل سياسة الردع ضد إيران والجماعات الموالية لها.
ويعتقد رئيس المركز الأوروبي أن هذه الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة في العراق تؤدي إلى فوضى بصراحة.
وحول السبب الذي يدفعها لمثل هذه الهجمات؛ أشار "جاسم" إلى أن هذه الجماعات تطرح نفسها بأنها "محور مقاومة" لذا يتطلب منها إجراء عمليات لدعم غزة لذلك فهي تجد في القواعد الأمريكية أهدافا لتعزيز فكرة "المقاومة" لديها. أي أن هذه الجماعات ربما تشعر بالحرج نتيجة ما يحدث في غزة أمام الرأي العام العربي بينما هي تطلق على نفسها تنظيمات "مقاومة". فهذه الفكرة تحديدا تدفعها لممارسة عدة هجمات ضد المصالح الأمريكية.
يشار إلى أن قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من قوات التحالف الدولي، أعلنت أن الجيش الأمريكي يعمل على تعزيز قدراته القتالية في ظل تنامي المخاوف الدولية من حرب إقليمية أوسع، كما يعمل على إيصال سريع لأسلحة تتضمن دفاعات جوية. كشفت عن نية الجيش الأمريكي وفقا لخططه المطروحة إنشاء قواعد أمريكية جديدة في سوريا وخاصة في الحسكة ودير الزور ومناطق قريبة.