قال الدكتور عاصم حجازي الأستاذ التربوي بكلية الدراسات العليا بجامعة القاهرة والخبير التربوي، إن قضية الأمية من أخطر القضايا التي تواجه أي مجتمع وذلك لأن الأمية تعوق قدرة الفرد على التعلم المستمر والتعلم مدى الحياة وتحد من قدرته على مواكبة التطورات التي تشهدها مسيرة التنمية في قطاعات مختلفة ومجالات متعددة من مجالات الحياة.
وأضاف “عاصم حجازي” لـ"البوابة نيوز": الجهود المبذولة لمكافحة الأمية على الرغم من أهميتها إلا أنها تفتقر إلى المزيد من لمسات التطوير والتي يمكن أن تحدث فيها تحولا جذريا، وهناك بعض المقترحات التي يمكن أن تسهم في تطوير العمل في هذا المجال.
أولا: يجب أن يتم تدشين حملة قومية لمكافحة الأمية ودعم القرائية تشترك فيها العديد من الجهات والمؤسسات الدينية والإعلامية والثقافية إلى جانب وزارة التربية والتعليم.
ثانيا: دعم وتشجيع المتعلمين من خلال منحهم قروض بدون فوائد مثلا أو تقديم أي دعم مناسب لمن استطاعوا تجاوز الأمية.
ثالثا: الاهتمام بالكشف المبكر عن مشكلات القراءة والكتابة لدى التلاميذ ووضع البرامج المناسبة لعلاجهم وتقديم التشجيع والدعم لهم.
رابعا: الاهتمام بالقرائية متعددة المستويات وليس القرائية ذات المستوى الواحد والذي يركز فقط على القدرة على القراءة وإنما يجب السعي لتطوير قدرات الأفراد على الفهم بمستوياته المتعددة والتي تبدأ من الفهم الحرفي مرورا بالفهم الاستنتاجي والنقدي وانتهاء بالفهم النقدي والابتكاري فالقدرة على القراءة وحدها لا تنتج إنسانا واعيا قادرا على المشاركة بفعالية في بناء المجتمع وإنما الفهم والوعي هو الهدف الأساسي والنهائي ويتسق هذا المقترح مع توجهات وزارة التربية والتعليم بدعم التعلم المستمر والتعلم مدى الحياة.
خامسا: الاهتمام بعنصر الخبرة سواء في عمليات التخطيط والتنفيذ لمشروعات محو الأمية ودعم القرائية أو في عملية تقويم البرامج المقدمة أو تقويم المتعلمين.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني اليوم الجمعة، عن انطلاق حوارا مجتمعيا مع الأطراف الفاعلة في مختلف محافظات الجمهورية، وذلك تمهيدًا لإطلاق المبادرة الوطنية لتعزيز القرائية والتعلم مدى الحياة ٢٠٢٣ – ٢٠٣٠، خلال شهر يناير المقبل، بالتعاون مع معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة ومكتب اليونيسكو بالقاهرة.
وتنطلق المبادرة الوطنية لتعزيز القرائية والتعلم مدى الحياة ٢٠٢٣ – ٢٠٣٠، في إطار توجيهات القيادة السياسية والتوجهات الدولية المتمثلة في توصية 2015 لتعليم الكبار والقمة العالمية للتعليم التحويلي 2022 وإطار عمل مراكش 2022.