يحتقل العالم في 17 نوفمبر من كل عام باليوم الدولي للطلاب، وعلى الرغم من الأحداث التاريخية المأسوية التي حدثت في ذات اليوم إلا أن الاحتفال تحول إلى فعالية عالمي لتسليط الضوء على أبرز إنجازات قطاع التعليم في كل بلدان العالم، ورفع الوعي بحقوق الطلاب واحتياجاتهم من خلال أنشطة مختلفة، تهدف إلى تحسين التعليم بما ينعكس على المجتمع.
يوم الطلاب العالمي.. خلفية تاريخية
وجاء الاحتفال بيوم الطلاب العالمي تخليدًا لذكرى اقتحام القوات النازية للجامعات التشيكية في عام 1939، حيث راح ضحية هذه الأحداث العديد من الطلاب، فيما تم اعتقال عدد كبير من الطلاب وتم إرسالهم إلى معسكرات الاعتقال، كما تعد الاحتفالية الثانوية بالطلاب فعالية للتركيز عن أبرز التحديات التي تواجه الطلاب حول العالم، بالإضافة إلى الاهتمام بالتعددية الثقافية للطلاب.
ومنذ أكثر من 80 عامًا، ظل يوم 17 نوفمبر بمثابة ذكرى لإحياء ضحايا الغزو النازي للجامعات التشيكية، حيث بدأت الأحداث في عام 1933، وصل أدولف هتلر إلى السلطة في ألمانيا، وفي عام 1938، قام هتلر بضم النمسا، موطنه الأصلي، وبعد فترة وجيزة، اضطرت تشيكوسلوفاكيا إلى التخلي عن أجزاء من أراضيها، مما أعطى الرايخ الثالث السيطرة على المناطق التشيكية، مع اضطرار سلوفاكيا إلى التقسيم ومعاملتها على أنها "دولة تابعة". حدث كل هذا قبل أن يبدأ الرايخ الثالث حربه ضد بولندا في سبتمبر 1939، والتي انتهت باستسلام بولندا في أوائل أكتوبر 1939.
الانتفاضة الطلابية في براغ عام 1939
وفي 28 أكتوبر 1939، نظم طلاب جامعة تشارلز في براغ مظاهرة لإحياء الذكرى الحادية والعشرين لاستقلال جمهورية تشيكوسلوفاكيا، إلا أن القوات النازية قمعت هذه المظاهرة بوحشية، وأصيب 15 طالبا بجروح خطيرة، وتوفي أحدهم وهو الطالب جان أوبليتال، متأثرا بجراحه بعد أسبوعين.
في اليوم السابق لجنازته، 15 نوفمبر 1939، طلب زملاؤه الطلاب المكلومون الإذن بموكب جنازة عبر مدينة براغ الداخلية، وهو ما حصل - بشكل مفاجئ - على موافقة حكومة المحمية، واجتذب الموكب آلاف الطلاب وأصبح بمثابة مظاهرة ضد القوات النازية، وكان رد فعلهم مرة أخرى قاسيا ووحشيا، ويشير مؤرخون إلى أن القوات النازية قررت السماح بالموكب لأنها توقعت نتائج عنيفة، وأرادت استخدام ذلك كذريعة لإغلاق جميع الجامعات التشيكية، وبالتالي إضعاف النشطاء الأكاديميين المتمردين.
ولم تكتفي القوات النازية بإغلاق الجامعات فحسب، بل قاموا أيضًا باعتقال أكثر من 1200 طالب وترحيلهم إلى معسكر اعتقال زاكسينهاوزن، في 17 نوفمبر 1939، كما تم إعدام تسعة من المتظاهرين - ثمانية طلاب وأستاذ واحد - دون محاكمة، ومن بين 1200 طالب تم ترحيلهم، لم ينج ما لا يقل عن 20 منهم من سجنهم.
وظلت الجامعات التشيكية مغلقة حتى نهاية الحرب، باستثناء الجامعة الألمانية في براغ، وظلت التظاهرتان في أكتوبر ونوفمبر 1939 هما الانتفاضة الوحيدة الأكبر لسكان تشيكوسلوفاكيا ضد القوات النازية.
إعلان اليوم العالمي للطلاب
وفي عام 1941، بعد مرور عامين على الأحداث، انعقد مجلس الطلاب الدوليين في لندن بالمملكة المتحدة، وضم عددًا من الطلاب اللاجئين، وتقرر في المجلس إعلان اليوم العالمي للطلاب في 17 نوفمبر، تاريخ تنفيذ الإعدامات، تخليدًا لهذه المناسبة، وفي السنوات اللاحقة بعد الحرب العالمية الثانية، تمت مراعاة هذا التقليد من قبل الاتحاد الدولي للطلاب ومجموعة من المنظمات الأخرى.
أحداث 17 نوفمبر 1989.. الثورة المخملية
في 17 نوفمبر 1989، أثارت المظاهرات والاحتجاجات المتعلقة باليوم الدولي للطلاب سلسلة من الأحداث التي أدت في النهاية إلى وإصلاح تشيكوسلوفاكيا الاشتراكية آنذاك وتحويلها إلى نظام ديمقراطي في غضون أسابيع. أُطلق على الثورة اسم "المخملية" بسبب انتقالها السلمي وغير العنيف للسلطة.
الاحتفال باليوم الدولي للطلاب
وحتى يومنا هذا تعد جمهورية التشيك وسلوفاكيا الدولتين الوحيدتين اللتين تحتفلن بيوم الطلاب الدوليين رسميًا وتمنح مواطنيها عطلة رسمية، باعتباره “يوم النضال من أجل الحرية والديمقراطية”.
ومع ذلك، فإن هذا اليوم له أهمية في بلدان أخرى أيضًا. بتاريخ 17 نوفمبر، بتاريخه المحزن إلى حد ما، هو في الغالب يوم لإحياء الذكرى ووسيلة للنشاط الطلابي، وفي هذا السياق، فإن المنظمة الأبرز هي المكتب المنظم لاتحادات طلاب المدارس الأوروبية (OBESSU) في كل عام، يقومون برفع الوعي بحقوق الطلاب واحتياجاتهم من خلال أنشطة مختلفة، دائمًا بهدف تحسين التعليم العالي للطلاب والمجتمع على نطاق أوسع.
انجازات التعليم في مصر
وقبل أسابيع قليلة نشرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أبرز إنجازات مشروعات وبرامج التعليم في مصر، خلال الفترة من 2014 حتى 30 يونيو 2023، والتي كان من أبرزها:
- «التعليم والتدريب للجميع بجودة عالية دون تمييز»، رؤية مصر الاستراتيجية للتعليم 2030.
- تحسين جودة النظام التعليمي ليتوافق مع النظم العالمية.. وإتاحة التعليم للجميع دون تمييز، وتحسين تنافسية نظم ومخرجات التعليم المصري محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.
- تجهيز «27439» فصل مطور في «3260» مدرسة، وتجهيز البنية التكنولوجية لـ«2474» مدرسة ثانوي عام جديدة.
- تجهيز 2530 مدرسة الكترونيا، وتوفير قنوات ومنصات تعليمية ومنصات لتدريب المعلمين ومحتوى رقمي على منصة الوزارة.
- توفير «37» ألف شاشة تفاعلية لمدارس التعليم الثانوي بنسبة إنجاز 100%، وتوفير «3.317883» جهاز تابلت لجميع طلاب المرحلة الثانوية.
- الانتهاء من إنشاء «1131» مشروعًا بإجمالي عدد «15334» فصلًا بالتعاون مع المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» وإجمالي «1301» مدرسة ضمن مشروعات التطوير ورفع الكفاءة.
- 51 مدرسة مصرية يابانية في 26 محافظة، و19 مدرسة للمتفوقين في العلوم والتكنلوجيا في 18 محافظة.
- 20 مدرسة رسمية دولية «IPS» ذات جودة عالية تلبي احتياج الأسر ذات الدخل المتوسط.
- مدارس النيل تطبق شهادة النيل الدولية المصممة طبقًا للمعايير الدولية بالشراكة مع هيئة كامبريدج الدولية.
- تطبيق نظام الجودة بمدارس التعليم الفني، وتطوير المناهج باستخدام منهجية الجدارات.
- مبادرة رئاسية لتعيين 150 ألف معلم على مدار 5 سنوات بواقع 30 ألف معلم سنويا.
- تنفيذ 7630 مشروعا و117591 فصلا تم إضافتهم منذ 2014 حتى 30 يونيو 2023.
- تطوير المناهج والكتاب المدرسي ونظم التقويم، وتأهيل المدارس للحصول على الاعتماد والجودة.
- 10 مدارس تعليم فني دولية، واعتماد جودة التعليم الفني من خلال هيئة ضمان الجودة «إتقان»، وأكاديمية خاصة لمعلمي التعليم الفني.
- تفعيل الأنشطة المدرسية الرياضية والفنية والثقافية بالتعاون مع وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة لاكتشاف المواهب وتنميتها، وإطلاق مبادرة «إحياء المسرح المدرسي».
- إطلاق مجموعات الدعم المدرسي في كافة محافظات الجمهورية لتحسين مستوى الطلاب الدراسي بمقابل مادي مناسب.
إنجازات التعليم العالي والبحث العلمي في مصر
وعلى صعيد التعليم العالي والبحث العلمي، حققت الجامعات المصرية إنجازات متلاحقة على مدار 9 سنوات من 2014- 2023،واتضح ذلك في النجاحات التي حققتها الجامعات المصرية من تقدم بارز في التصنيفات العالمية، فيما تم إطلاق الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى في مارس 2023 وتوقيع أربعة تحالفات بين المؤسسات التعليمية والإنتاجية وارتفاع عدد الجامعات إلى 92 جامعة وزيادة المستشفيات الجامعية 32 مستشفى وتوقيع اتفاقية إنشاء مقر وكالة الفضاء الإفريقية وتطوير منظومة الدارسين الوافدين وفوز مصر ببطولة كأس العالم للإسكواش للجامعات 2022 وغيرها من بطولات مشرفة.
وزادت موازنة التعليم العالى والبحث العلمى للعام المالى 2022/2023 لتصل إلى 85.7 مليار جنيه، بدلًا من 24.5 مليار جنيه عام 2014.
وترتكز الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي على ثلاثة محاور، هى: رؤية مصر 2030 والتحول لجامعات الجيل الرابع وربط التعليم العالى بخطة التنمية الشاملة للدولة.
زيادة الجامعات المصرية بالتصنيفات العالمية
وفي إطار اهتمام الوزارة بتحسين ترتيب الجامعات المصرية في أنظمة تصنيف الجامعات العالمية المختلفة، ضمن بنود الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي: ارتفع عدد الجامعات المصرية المدرجة في تصنيف التايمز البريطاني من (3) جامعات عام 2016 إلى (23) جامعة عام 2022، كما زاد عدد الجامعات المصرية المدرجة بتصنيف التايمز لتأثير الجامعات وفقًا لتحقيقها أهداف التنمية المُستدامة من (16) جامعة عام 2019 إلى (37) جامعة عام 2023، بالإضافة إلى ظهور أربع جامعات مصرية فى التصنيف لأول مرة خلال العام 2023.
و زاد عدد الجامعات المدرجة في تصنيف QS البريطاني من (5) جامعات عام 2018 إلى (15) جامعة عام 2024 بزيادة جامعة عن عام 2023، ولا تزال مصر الأعلى تمثيلًا بين الدول الإفريقية في هذا التصنيف، حيث حافظت مصر على مكانتها الرائدة إفريقيًا بأعلى تمثيل في إفريقيا بـ 14 جامعة من بين 32 جامعة إفريقية جرى تصنيفها خلال عام 2023.
كما تم إدراج 13 جامعة مصرية في تصنيف QS للتخصصات العلمية لعام 2023، وشهد هذا التصنيف ظهور الجامعات المصرية في 33 تخصصًا من بين 54 تخصص فرعي، وإدراج (31) جامعة مصرية في تصنيف QS للجامعات العربية خلال عام 2022.
وشهد عام 2022 إدراج (17) جامعة مصرية مقارنة بـ (16) جامعة عام 2021 في تصنيف US News الأمريكي.
و في عام 2022، تم إدراج (42) جامعة مصرية في تصنيف SCImago الإسباني مقارنة بـ (35) جامعة عام 2021.
وولأول مرة، تم إدراج (4) مراكز بحثية مصرية ضمن المراكز العشرة الأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤشر سيماجو العالمي (SCImago).
كما أظهر تصنيف (ليدن ) الهولندي لعام 2023، إدراج 13 جامعة مصرية من إجمالي 1411 في التصنيف لهذا العام.
وتصدرت جامعة القاهرة قائمة الجامعات المصرية والإفريقية المدرجة في التصنيف حيث جاءت في المرتبة (279)عالميا، وتلتها جامعة عين شمس بالمركز الثاني محليا والمرتبة (537) عالميا، في حين حصلت جامعة المنصورة على المركز الثالث محليا والمرتبة (572) عالميا، يليها جامعة الإسكندرية بالمركز الرابع محليا والمرتبة (617) عالميا، يليها جامعة الزقازيق بالمرتبة الخامسة محليًا والمركز (637) عالميا.
كما حصلت جامعة أسيوط على المرتبة (832) عالميا، يليها جامعة طنطا بالمرتبة (907) عالميًا، ثم جاءت جامعة الأزهر في الترتيب (925) عالميا، يليها جامعة المنوفية بالترتيب (1062) عالميا، ثم جامعة بني سويف بالترتيب (1145) عالميا، يليها جامعة بنها بالترتيب (1232) عالميا، ثم جامعة المنيا بالترتيب (1311) عالميا، وجاءت جامعة كفر الشيخ بالمرتبة (1380) عالميا.
وفى مجال النشر الدولى، أشار تقرير هيئة سيماجو (SCImago) العالمية الصادرعام 2022 إلى حصول مصر على المرتبة 24 عالميًا فى مجال النشر الدولى من بين 233 دولة بعدد 44219 بحثا دوليا، و388 لمعامل h- index، وبلغ عدد الاستشهادات 42493 استشهادا، فقد تقدمت مصر مركزين مقارنة بعام 2021 والذى احتلت فيه المرتبة 26 عالميًا، في حين بلغ إنتاج مصر 1.13% من إجمالي الناتج العالمي من المنشورات الدولية.
كما تم إدراج 55 مجلة ضمن 61 دورية علمية مصرية تم إصدارها خلال الفترة من (2018- 2022) من الجامعات المصرية والمراكز البحثية المصرية فى تصنيف كلاريفيت أناليتكس لتصنيف الدوريات العلمية على مستوى العالم للعام 2022.
كما حققت مصر المرتبة الأولى إفريقيًا للمرة الثالثة على التوالي منذ عام 2020 من بين 58 دولة إفريقية، يليها جنوب إفريقيا في المرتبة الثانية، يليها نيجيريا فى المرتبة الثالثة، حيث بلغ إنتاج مصر 27% من إجمالي الناتج الإفريقي من المنشورات الدولية.
ووقعت وزارة التعليم العالي العديد من الشراكات للارتقاء بالتعليم العالي والبحث العلمي في مصر، يوضحها الإنفوجرافيك الآتي: