أبرزت الكرة العالمية فى الفترة الأخيرة، أكثر من اسم على مستوى المدربين الواعدين حول العالم، ولفت كل مدرب الأنظار إليه بشدة خلال الموسمين الماضى والحالي، بالرغم أن جميعهم لم يتخطى الـ45 عامًا وسط عمالقة التدريب مثل، الإسباني بيب جوارديولا المدير الفنى لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي، والإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد الإسباني، والألمانى يورجن كلوب المدير الفنى لفريق ليفربول الإنجليزي.
تشابي ألونسو
وجاء الإسبانى تشابي ألونسو على رأس المدربين الواعدين على الساحة العالمية، وتصدر المشهد بأرقامه القياسية مع باير ليفركوزن، الذى يقدم مستويات رائعة أثناء تولى صاحب الـ41 عامًا المهمة الفنية للفريق الألمانى فى جميع البطولات، حيث يتصدر مع السود والحمر قمة ترتيب الدوري الألماني بفارق نقطتين عن بايرن ميونخ المسيطر على اللقب فى الأونة الأخيرة.
كما قاد ألونسو الفريق إلى دور الـ16 من بطولة الدورى الأوروبي، بجانب تأهله إلى دور الستة عشر أيضًا من كأس ألمانيا، محققًا أفضل بداية فى تاريخ النادى فى البوندسليجا، كما أصبح أول مدرب فى تاريخ النادى يحقق الفوز فى 12 مباراة متتالية فى جميع المسابقات، وذلك بدون أى هزيمة حتى الآن فى كل البطولات، كما أن الفريق تحت قيادته أكثر من سجل فى كأس ألمانيا، وأكثر من أحرز أهدافًا وأقل من استقبلت شباكه أهدافًا فى اليوروباليج، وثانى أكثر من سجل فى الدورى الألماني، وثانى أقل من استقبل أهدافًا فى البوندسليجا، التى قد تعرف بطلًا جديدًا هذا الموسم بعيدًا عن بايرن ميونخ، الفريق الذى تعثر أمامه رجال تشابى ألونسو بالموسم الحالى بالتعادل فقط من بين انتصارات عديدة.
أنطونيو دي زيربي
ونال المدرب الإيطالى أنطونيو دي زيربي، إشادات واسعة من جميع مدربى العالم فى الفترة الأخيرة، بعدما قاد فريق برايتون أند هوف ألبيون الإنجليزى للتأهل إلى بطولة الدورى الأوروبى لأول مرة فى تاريخ النادي، بعد احتلال المركز السادس بجدول ترتيب البريميرليج بالموسم الماضي، ولم يكتف دى زيربى بذلك بل يقدم مستوى جيدًا مع طيور النورس فى الموسم الحالي، ليستمر فى نجاحاته مع برايتون، الذى أصبح مرعبًا لكبار البريميرليج.
وقاد صاحب الـ44 عامًا الفريق للفوز على نيوكاسل يونايتد بثلاثية مقابل هدف، وبنفس النتيجة على مانشستر يونايتد، والتعادل مع ليفربول بهدفين لمثلهما، والتفوق على أياكس أمستردام الهولندى فى الدورى الأوروبى ذهابًا وإيابًا بثنائية دون رد، ويقترب من التأهل لدور الـ16 من اليوروباليج رفقة مارسيليا الفرنسي.
تلميذا جوارديولا
وظهر فى الآونة الأخيرة، اثنان من المدربين الواعدين، هما الإسبانى مايكل أرتيتا مدرب أرسنال، والبلجيكى فينسنت كومباني مدرب بيرنلي، وهما تلميذان للفيلسوف جوارديولا، الذى أحدث طفرة فى عالم التدريب حول العالم خلال العصر الحالي، بأفكاره المختلفة وطريقته غير المعتادة فى قيادته وإدارته للمباريات.
أرتيتا
وكاد التلميذ أن يتفوق على أستاذه بالموسم الماضي، حينما نافس أرتيتا، جوارديولا، بمنافسة أرسنال الوصيف على لقب البريميرليج أمام مانشستر سيتى البطل، وذلك حتى الجولات الأخيرة من المسابقة، وبالتالى عاد الجانرز إلى بطولة دورى أبطال أوروبا من جديد بعد فترة غياب طويلة، شهدت تراجعا فى نتائج الفريق اللندنى وأبعدته عن المنافسة فى مواسم عدة.
أرتيتا، الذى يبلغ من العمر 41 سنة، كون فريقًا مميزًا من العناصر الشابة، ونافس بهم على البطولات سواء فى الدورى الإنجليزي، أو ببطولة دورى أبطال أوروبا، التى يتصدر بها الجانرز ترتيب المجموعة الثانية، متفوقًا على أندية أيندهوفن الهولندي، إشبيلية الإسباني، ولانس الفرنسي، كما دخل فى غمار المنافسة هذا الموسم فى البريميرليج، ويحتل المركز الثالث خلف مانشستر سيتى وليفربول، بفارق نقطة وحيدة عن المتصدر السيتي.
كومباني
أما عن كومباني، فهو صاحب إنجاز تاريخي، حيث قاد بيرنلى لتحقيق لقب بطولة الدورى الإنجليزى بدرجته الأولى والصعود إلى مسابقة البريميرليج لموسم 2023-2024 الحالي، وذلك منذ سبعة أشهر، حينما فاز الكلاريت على ميدلسبره وتوج بلقب البطولة، برصيد 101 نقطة وهو رابع أفضل رصيد مشترك فى تاريخ الدرجة الثانية، ليعيد بيرنلي إلى الدورى الأقوى فى العالم بعد أقل من عام على هبوطه للدرجة الأدنى.
وبالرغم أن الأجواء لا تسير على هوى صاحب الـ37 عامًا، إلا أن عمله مع بيرنلي فى رحلة الصعود كان واضحًا، إذ يعتبر الفريق أقوى خط هجوم برصيد 76 هدفًا، كما أنه أقوى خط دفاع، حيث استقبل الفريق 30 هدفًا فقط فى 39 مباراة، ويمتلك فريق قائد مانشستر سيتى السابق، 19 لاعبًا مختلفًا سجلوا فى البطولة، ويعتبر ناثان تيلا هو هداف الفريق بـ17 هدفًا، وأصبح بيرنلي أول فريق يتأهل إلى الدورى الإنجليزى الممتاز منذ 2004 قبل 7 جولات على النهاية.
فرانشيسكو فاريولي
وإلى مدرب إيطالى آخر، وهو فرانشيسكو فاريولي، المدير الفنى لفريق نيس الفرنسي، الذى يبلغ عمر 34 عامًا فقط، ويقود نسور الجمنازيوم إلى منافسة باريس سان جيرمان على لقب الدورى الفرنسي، الذى يهيمن عليه البى إس جى منذ سنوات، وذلك بفضل قرار شجاع اتخذته إدارة نادى نيس فى الصيف الماضي، بتعيين الإيطالى فاريولى مدربًا للفريق لإعادة الأمور لنصابها الصحيح عقب حلول الفريق بالمرتبة التاسعة فى الموسم الماضي، ولكن الكثيرون تعجبوا من تعيين شاب بالرابعة والثلاثين يملك تجربتين فقط مع فرق الوسط بالدورى التركى لتلك المهمة.
ولكن بالرغم أن هناك لاعبين بالفريق أكبر سنًا من المدرب فاريولي، إلا أنه جعل للفريق شخصية كبيرة، وأصبح نيس مميزًا فى شجاعته ضد الكبار باستخدامه أسلوب الضغط العالى فى جميع أنحاء الملعب، لينجح فاريولى فى قهر الكبار على أرضية الميدان، أبرزها، التعادل سلبيًا مع أولمبيك ليون، والفوز على باريس سان جيرمان بثلاثية مقابل هدفين، والتغلب على موناكو بهدف للا شيء، والانتصار على مارسيليا بنفس النتيجة، ليحتل نيس وصافة ترتيب الدوري الفرنسي بفارق نقطة وحيدة عن المتصدر.
تشافي هيرنانديز
ومن المدربين الواعدين على الساحة العالمية، تشافي هيرنانديز (43 عامًا)، الذى أعاد لبرشلونة هيبته أوروبيًا، باستعادة لقب الدورى الإسبانى فى الموسم الماضي، بعدما غاب عن خزانته لمدة 3 سنوات، ليعود أيضًا إلى بطولة دوري أبطال أوروبا من جديد.