الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة.. القواعد العسكرية الأمريكية تتعرض لهجمات متكررة بسوريا والعراق.. واشنطن تنفذ ضربات جوية ضد التنظيمات المتورطة في الهجمات.. وتبحث زيادة قواعدها بسوريا

.
.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


 جاسم محمد: الهجمات على القوات الأمريكية تسبب فوضى في المنطقة ولن تثني الولايات المتحدة عن انخراطها في دعم إسرائيل


 قوات سوريا الديمقراطية: واشنطن تدرس تعزيز تواجدها الأمني في المنطقة وإنشاء قواعد جديدة لها في الحسكة ودير الزور

 

وضع العدوان الإسرائيلي على غزة، المستمر على مدار أكثر من 40 يومًا، القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وخاصة في العراق وسوريا في مأزق كبير، حيث تعرضت قواعدها العسكرية لهجمات صاروخية مكثفة وأخرى بطائرات مسيرة، وباتت قواتها وقواعدها محل استهداف من الجماعات والتنظيمات المسلحة في كلا البلدين، تصدت لبعضها الدفاعات الجوية، وفي حديث لمسئولين أمريكيين فإن الهجمات تجاوزت 55 هجوما في شهر، وكانت واشنطن قد حذرت من هذا التصعيد ضد قواتها بشكل واضح.
وردت القوات الأمريكية بتنفيذ ضربات محددة ضد هذه التنظيمات المسلحة، التي تقول إنها موالية لإيران، وعلق وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، خلال مؤتمر صحفي، الاثنين الماضي، قائلا: "هذه الهجمات يجب أن تتوقف، وإذا لم تتوقف، فلن نتردد في القيام بكل ما يلزم، مرة أخرى، لحماية القوات". 

وأكد وزير الدفاع الأمريكي أن الضربات الأمريكية في شرق سوريا هدفها إضعاف الجماعات المسؤولة عن الهجمات ضد القوات الأمريكية.


سياسة واشنطن في المنطقة.. هل تتغير؟


طرحت مثل هذه الهجمات المتكررة على القوات الأمريكية في العراق وسوريا عدة أسئلة على المراقبين والباحثين، تتمثل في أن الهجمات تأتي دعما للفصائل الفلسطينية في غزة ضد العدوان الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، فهل سيكون لهذه الهجمات التي تشنها المنظمات المسلحة أي أثر تجاه تغيير واشنطن لسياستها في المنطقة وخاصة سياستها في دعم إسرائيل؟ أم أن هذه الاعتداءات ستدفع أمريكا لتغيير حساباتها بشأن الموقف الأمني والخطط الأمنية المتعلقة بتواجد قواتها في كلا البلدين؟ فإلام تذهب هذه الهجمات وما نتائجها؟
وعلق الدكتور جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب في ألمانيا، على هذه الهجمات، قائلا: الهجمات التي تقوم بها الجماعات المسلحة الموالية لإيران، تحديدا في العراق، ضد المصالح الأمريكية والقوات الأمريكية من شأنها أن تجعل القوات الأمريكية تعيد حساباتها بشأن الإجراءات الأمنية لمصالحها في المنطقة، أما ما يخص تغيير سياستها  ومواقفها، فهذا من المستبعد جدا، لأن أمريكا منخرطة بشدة في موضوع دعم إسرائيل، ولن يكون هناك تغييرا في السياسيات والمواقف، لكن المخاوف الأمريكية قائمة بشأن الهجمات وتحتل أهمية عند الولايات المتحدة.
وأضاف رئيس المركز الأوروبي في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن تعزيز التواجد الأمريكي ظاهر وواضح، فحاملة الطائرات فورد وقوات النخبة قد وصلت إسرائيل وكذلك حاملة طائرات إضافية، ثم تعزيز تواجدها في منطقة الخليج ضمن سياستها في الردع ضد إيران.
وفيما يخص الصراع بين واشنطن وطهران، رأى "جاسم" أنه من المستبعد حتى الآن نشوب أي مواجهة مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، ويبدو أن كلا الطرفين بينهما قواعد اشتباك مشتركة يحترمها جميع الأطراف، بحيث تستقر درجة المواجهات غير المباشرة بينهما عند حد معين، لكنه من الواقع أن أمريكا تعزز وجودها ليس من أجل المواجهات العسكرية لكن من أجل سياسة الردع ضد إيران والجماعات الموالية لها.
يعتقد رئيس المركز الأوروبي أن هذه الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة في العراق تؤدي إلى فوضى بصراحة. وحول السبب الذي يدفعها لمثل هذه الهجمات أشار "جاسم" إلى أن هذه الجماعات تطرح نفسها بأنها "محور مقاومة" لذا يتطلب منها إجراء عمليات لدعم غزة لذلك فهي تجد في القواعد الأمريكية أهدافا لتعزيز فكرة "المقاومة" لديها. أي أن هذه الجماعات ربما تشعر بالحرج نتيجة ما يحدث في غزة أمام الرأي العام العربي بينما هي تطلق على نفسها تنظيمات "مقاومة". فهذه الفكرة تحديدا تدفعها لممارسة عدة هجمات ضد المصالح الأمريكية. 


قواعد "التحالف الدولي" تحت القصف


في سوريا، فإن القواعد الأمريكية وقواعد التحالف الدولي باتت تتعرض لهجمات بكثافة دون الإعلان عن خسائر مؤثرة، بينما تم الإعلان عن إسقاط مسيرات وصد صواريخ أطلقت من تنظيمات مسلحة، ما دفع الولايات المتحدة للانخراط في تشديدات أمنية وتدريبات مكثفة لقواتها ولحلفائها المحليين المدعومين منها مثل قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها واشنطن لضمان تحقيق الاستقرار في شمال وشرق سوريا، ولضمان عدم عودة تنظيم داعش الإرهابي.
ووفقا لشبكة الأخبار العسكرية، التابعة لقوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، المدعومة من قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، فإن قواعد التحالف الدولي شهدت نشاطا تدريبيا مشددا، شاركت فيه قوات سوريا الديمقراطية، بالذخيرة الحية والأسلحة النوعية، في إطار تكثيف الجهود والتعزيزات الأمنـية لحماية مناطق وقواعد العسكرية الخاصة بالتحالف في المنطقة من أي محاولات هجومية.
وقالت شبكة الأخبار العسكرية، نقلا عن القيادة المركزية الأمريكية، أن الأخيرة تتوعد برد قاس على مصدر الهجمات الموجهة لقواعدها في شمال شرق سوريا، بالإضافة لفرض عقوبات اقتصادية ضد أي دولة تدعم الهجمات.
ويشير مثل هذا البيان إلى التهديد المبطن من القوات الأمريكية لإيران ولحلفائها في المنطقة، كي تتمكن من إبعادهم عن توسيع نطاق الحرب التي اشتعلت في غزة. حيث يأتي ذلك التصعيد ضد قواعد القوات الأمريكية في العراق وسوريا ضمن التهديدات المستمرة من التنظيمات المسلحة انتقاما مما يحدث من عدوان على غزة مدعوما من الإدارة الأمريكية.
ونقلا عن المكتب الإعلامي لـ"قسد"، فإن الجيش الأمريكي يعمل على تعزيز قدراته القتالية في ظل تنامي المخاوف الدولية من حرب إقليمية أوسع، كما يعمل على إيصال سريع لأسلحة تتضمن دفاعات جوية. كشفت عن نية الجيش الأمريكي وفقا لخططه المطروحة إنشاء قواعد أمريكية جديدة في سوريا وخاصة في الحسكة ودير الزور ومناطق قريبة.   
في الوقت نفسه، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تعرض قاعدة أمريكية في منطقة رميلان بريف الحسكة، لهجوم جديد خلال الساعات الماضية، عبر طائرتين مسيرتين أطلقتا من قبل المقاومة الإسلامية، من داخل الأراضي العراقية، والتي تبنتها في بيان رسمي لها، ضمن إطار الانتقام لغزة، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية.
وأشار المرصد السوري، إلى أن الأراضي السورية تشهد جزءا كبيرا من الصراع الأمريكي الإيراني والموالين لهما داخل الأراضي السورية خاصة منذ بدء الحرب في غزة، ووفقا لمدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن، فإن الأراضي السورية تشهد تصعيدا بين القوات الأمريكية والمجموعات الموالية لإيران، خاصة وأنه جرى استهداف القواعد العسكرية بهجمات مكثفة، بينما لم تردع الغارات الأمريكية المليشيات المسلحة.  
ووثق المرصد السوري، منذ تاريخ 19 أكتوبر الماضي، نحو 37 استهدافا لقواعد "التحالف الدولي"، توزعت على النحو التالي: 6 على قاعدة التنف، و9 على قاعدة حقل العمر النفطي، و6 على قاعدة حقل كونيكو للغاز، و1 على القاعدة الأميركية في روباربا بريف مدينة المالكية، 7 على قاعدة خراب الجير برميلان، و6 على قاعدة الشدادي، و1 على قاعدة تل بيدر، 1 على قاعدة قسرك.

وردا على هذه الهجمات، قال الجنرال مايكل اريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، قبل أيام، إنه ردا على الاستفزازات المستمرة من قبل الحرس الثوري الإيراني والجماعات المرتبطة به في العراق وسوريا، نفذت القيادة المركزية الأمريكية ضربات جوية ضد منشآت بالقرب من مدينتي البوكمال والميادين". وأضاف الجنرال كوريلا أن "الولايات المتحدة ستواصل الدفاع عن نفسها وأفرادها ومصالحها".