الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى تكريس كنيسة العذراء بـ قسقام

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بذكرى تكريس كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية بدير المحرق بجبل قسقام، وفقا لما جاء في السنكسار وهو كتاب تدوين سير الشهداء والأعياد في الكنيسة القبطية، وهو اليوم الموافق 6 هاتور حسب التقويم القبطي".

تُعيِّد الكنيسة بتذكار تكريس كنيسة القديسة العذراء الأثرية بدير المحرق العامر بجبل قسقام. وهي الكنيسة التي باركها المسيح وهو صبي مع والدته عند هروبه من وجه هيرودس، وسكنت فيها العائلة المقدسة مدة ستة أشهر وعدة أيام، ومذبحها هو حَجر المغارة الذي جلس عليه الرب يسوع.

وقد بنى هذا الدير أبناء القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة، في النصف الثاني من القرن الرابع، واختاروا هذه البقعة لتكون ديرًا يحيط بتلك الكنيسة الأثرية ذات التاريخ المقدس.

 وقد جاء البابا ثاؤفيلوس البطريرك الثالث والعشرون لزيارة ذلك المكان المقدس وأراد أن يكرس الكنيسة، فظهرت له القديسة العذراء ليلة التكريس ( ميمر البابا ثاؤفيلوس البطريرك الثالث والعشرين)، وقالت له: " كيف تُكرس هذا المكان الذي كرَّسَه ابني ". فاكتفي بإقامة القداس الإلهي. وأثناء الصلاة تراءى له الرب يسوع المسيح ومعه أمه العذراء مريم وملائكته القديسون وباركوا البيعة ومَنْ فيها وتتمتع كنيسة العذراء الأثرية بميزة فريدة، فهى الكنيسة الوحيدة في مصر، بل في العالم كله، التي دشنها المسيح بنفسه، ورش في أركانها الماء المبارك بيديه الطاهرتين

جدير بالذكر أن دير المحرق من أهم الأديرة المسيحية على أرض مصر والتي تباركت بزيارة العائلة المقدسة بها، حيث مكثت السيدة العذراء والسيد المسيح بتلك المنطقة، حتي سمي باسم دير السيدة، العذراء بالمحرق واشتهر الدير أيضا بـ«المحرق»، لأنه كان متاخما لمنطقة تنمو فيها الحشائش والتى كان يتم التخلص منها عن طريق حرقها ولذا أطلق على المكان المحيط بالدير بالمحرق أو المنطقة المحروقة أو المحترقة، ومع مرور الوقت استقر لقب دير المحرق عليه.

كما عرف بدير قسقام أو دير جبل قسقام وذلك لأن الدير يقع على سطح جبل أطلق عليه قديما كلمة قسقام وهى كلمة فرعونية وتتكون من مقطعين «قُس» وتعني اسم مدينة اندثرت كانت عاصمة الولاية الـ14 من الولايات الـ 22 التى كان مقسما بها صعيد مصر، والكلمة الثانية «قام» وهى تختص بالمنطقة التى تقع غرب الولاية الـ14 ومعناها اللانهاية إلى الأبد ولقرب قام من قُسْ اشتهرت المنطقة والجبل المجاور بـ«قسقام».

ويضم الدير عدد من الكنائس أهمهم كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية، وهى البيت المهجور الذى عاشت فيه العائلة المقدسة وبقى على مساحته حتى القرن 19، بعدها تحول فى العصر المسيحى إلى كنيسة، وأنشئت حجرتين على جانبي الهيكل، وأهم فى الهيكل المذبح الحجري وهو الحجر الذى جلس عليه السيد المسيح وهو طفل.

وأيضا كنيسة الملاك ميخائيل، ويرجع تاريخ الحصن الأثري إلى القرنين السادس أو السابع الميلادي، وهو من أصغر الحصون الموجودة فى الأديرة العامرة حاليا والحصون عموما، حيث بنيت لحماية الرهبان، وبداخل حصن الدير كنيسة واحدة فقط أطلق عليها اسم الملاك ميخائيل وكنيسة السيدة العذراء الجديدة والتي تم تأسيس هذه الكنيسة فى عام 1940، فى رئاسة المتنيح الأنبا أغابيوس مطران ديروط وصنبو وقسقام وقد تم بناؤها فى رئاسة القمص قزمان بشاى فى عام 1964 كاملة بمنارتها؛ وقد أنشئ فيها معمودية بعدما كانوا يعمدون فى كنيسة مارجرجس، مما يضطر لدخول النساء والزوار الكثيرين الذين يردون إلى الدير لعماد أطفالهم إلى كنيسة مارجرجس مما كان يسبب قلقًا وإزعاجًا للرهبان.

وفى عهد قداسة البابا شنودة الثالث، أنشئت الكلية الإكليريكية بدير المحرق، وفى عام 1982 تحول القسم المتوسط إلى القسم العالى أى بقبول الحاصلين على الثانوية العامة، وما يعادلها من الدبلومات الأخرى، حيث يدرس الطالب لمدة 4 سنوات، وبعدها يحصل على بكالوريوس فى العلوم اللاهوتية والكنسية، ويضم الدير أيضا معهد ديديموس للعرفاء والمرتلين أو الذي أنشئ فى أواخر السبعينات لتخريج مرتلى الكنيسة.

ويذكر الأنبا غريغوريوس في كتابه عن دير المحرق؛ أنه يوجد نقش أثري مكتوب عليه "لا تنقطع الذبيحة من فوق مذبحي " ويروي بعض شيوخ الدير؛ أن ولي عهد أسبانيا وكان يصحبه في نفس الزيارة مرقس باشا سميكة كانا في زيارة الدير المحرق عام 1928 أيضا يوجد تقليد متوارث عن الآباء الرهبان أن الصلاة في هذا المذبح بالذات يجب أن تتلي بالكامل باللغة القبطية، احتراما لحروم الآباء السابقين الذي منعوا أن يتلي القداس في هذه الكنيسة بغير اللغة القبطية.