أكد وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، أن المأساة الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة خصوصا في قطاع غزة المحاصر "هي بمثابة تذكير مروع بالضرورة الملحة إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية وفقا لحل الدولتين الذي وافق عليه المجتمع الدولي منذ عقود خلت".
جاء ذلك خلال مشاركته في لقاء تشاوري حول مجلس الأمن الدولي بمؤسسة "ويلتون بارك"، اليوم الأربعاء بلندن، في إطار الزيارة التي يقوم بها إلى المملكة المتحدة.
وحدد عطاف، الأولويات التي ستعكف الجزائر على التركيز عليها خلال عهدتها المقبلة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وبالخصوص القضايا المتعلقة بالعالم العربي والقارة الإفريقية.
وأضاف وزير الخارجية الجزائري أنه أصبح من الواضح أن الاختلافات والانقسامات الجيوسياسية المتنامية بين الأعضاء الدائمين طغت على كل مداولات مجلس الأمن وكبحت قدرة عمله، مشيرا إلى أن هذا الوضع أعاد التذكير بمطالبات دولية بإصلاح شامل قصد مساعدة مجلس الأمن في تجاوز صعوباته الداخلية وتقديم رد مناسب للتحديات الحالية.
وعدد الوزير الجزائري أولويات الجزائر في هذا الصدد والتي "تكمن قبل كل شيء في العمل على إحياء اهتمام والتزام مجلس الأمن بحل النزاعات والأزمات المشتعلة في المنطقتين الأفريقية والعربية بالتنسيق الوثيق مع الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية".
وأضاف أن منطقة الساحل أصبحت موطنا لأكبر تمركز في العالم لبؤر الصراعات المسلحة الساخنة والأزمات متعددة الأبعاد التي تمتد على شكل "قوس النار" من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي.
كما ذكر وزير الخارجية الجزائري بأنه "في ظرف سنوات قليلة فقط، أصبحت هذه المنطقة مركزا عالميا للإرهاب وللجريمة المنظمة العابرة للأوطان في سياق يتميز بعدم الاستقرار السياسي المتزايد الناجم عن عودة التغييرات غير الدستورية للحكومات مؤخرا.
ونوه إلى الجزائر ستدعو بقوة إلى ضرورة تجاوز نهج الوضع الراهن ومعالجة الأسباب العميقة للصراعات والأزمات وإيلاء المزيد من الاهتمام لدور النساء في مسار السلام ولمصير الأطفال في الصراعات المسلحة، وكذلك إلى اقتراح نموذج جديد لعمليات السلام يكون مكيفا أكثر مع السياق الحالي، فضلا عن العمل جنبا إلى جنب مع المنظمات الإقليمية، لاسيما الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.