تمتلك فلسطين تراثًا غنيًا يعود عمره لآلاف السنين، ويتضمن هذا التراث تقاليد الزواج التي تعكس العادات والتقاليد الخاصة بالشعب الفلسطيني.
على الرغم من المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني من سنوات طويلة بسبب الاحتلال والحصار وسرقة الأرض والخيرات، إلا أنه يحاول إيجاد الفرحة والصمود من خلال إقامة الأفراح والأغاني والرقص.
وتأتي العادات والتقاليد الخاصة بمراسم الزواج التقليدي في فلسطين، كالتالي:
تبدأ مراسم الزواج التقليدي في فلسطين بمرحلة البحث عن العروس المناسبة للشاب إذ عادة ما تكون أم الشاب هي المسئولة عن تلك العملية البحثية عن العروس المناسبة للزواج من ابنها، ويكون ذلك من خلال سؤال الناس عن الفتيات الذين في عمر الزواج وعند إتمام الأم معرفة كافة التفاصيل الخاصة بالفتاة فإنها تقوم بالاتصال بوالدة الفتاة بهدف الحصول على موعدًا مناسبًا لزيارتهم في منزلهم، ورؤية الفتاة، فإن حدث في تلك الزيارة مناسبة المواصفات الخاصة بالشاب لأهل الفتاة فإن الأم تطلب من والدة العروس موعدًا أخر للقاء.
وتذهب الأم فى المرة الثانية بصحبة إحدى أخوات الشاب لرؤية الفتاة المرشحة والتعرف عليها بشكل أعمق ويكون ذلك من خلال الحديث معها وتقوم الفتاة بتقديم القهوة لهم، حيث تعد تلك العادة من إحدى العادات الأساسية الفلسطينية، وعقب انتهاء اللقاء وبعد أن تجد أم العريس أن الفتاة هي العروس المناسبة لابنها فإنها تتصل بأم الفتاة أو العروس مرة أخرى من أجل أن تحصل على موعدًا أخر للقاء بالمنزل.
يقوم الشاب أي العريس هذه المرة بالحضور مع أهله من أجل الجلوس والتعرف على العروس المرشحة له إذ يتم الحديث بينهما في العديد من الأمور والتي يتمكنون من خلالها من التعرف على وجهات النظر الخاصة بكل منهما وإن وجد العروسين (الشاب، والفتاة) أنه بالفعل يوجد بينهما انسجامًا وقبولًا فيكون معنى ذلك أن يحضر العريس إلى منزل العروس بصحبة أهله ولكن هذه المرة يحضر ليطلب يد الفتاة للزواج ويتم قراءة الفاتحة بشكل مبدئي في هذه الزيارة وبعد الحصول على موافقة أهل العروس والاتفاق على كل التفاصيل الخاصة بالزواج بين أهل العريس وأهل العروس فإنه يتم بناءا على هذا الموافقة على تحديد الموعد الخاص بالخطوبة والذي يكون بالطبع مناسبًا لكل من أهل العروس والعريس.
وتكون الخطوبة الفلسطينية في منزل العروس حيث يأتي أهل العريس إلى منزل أهل العروس ويطلبون العروس للزواج من خلال كبار رجال العائلتان حيث لابد أن يقوم بطلب يد الفتاة كبير عائلة العريس ومن تقاليد الخطبة وبعدها في الغالب تكون قصيرة يقوم بلقاء كبير عائلة العريس على مسامع أهل العروس تتم حفلة الخطوبة والتي يكون من أهم طقوسها لبس الدبل وإحضار العريس ما قد تم الاتفاق عليه من ذهب أو ما يعرف بالمهر، وفي خلال تلك الفترة الخاصة بالخطوبة يجب على أهل العريس أن يقوموا بتعداد وليمة كبيرة لأهل العريس.
وإذ يجرى إقامة هذه الوليمة بهدف زيادة التعارف بشكل أكبر بين العائلتان ويوجد عددًا من أنواع الأطعمة أو المأكولات الشعبية الفلسطينية التي يتم إعدادها من جانب أهل العروس غالبًا في هذه الوليمة وفي المقابل يجب على أهل العريس أن يقوموا فيما بعد بدعوة أهل العروس إلى وليمة في منزلهم حيث يحضر أهل العروس لزيارة أهل العريس ويقدمون له الهدايا من أجل المباركة له.
خلال فترة الخطبة يتم التحضير للزواج حيث من المتعارف عليه أن يقيم أهل العريس حفلة وذلك تحديدًا قبل يوم العرس إذ يطلق على هذه الحفلة مسمى (حفل الشمع) والذي تكون طقوسه هي حضور أهل العروس إلى منزل أهل العريس ومعهم الشمع علاوة على الشوكلاتة، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الهدايا التي ستقدم إلى أهل العريس إذ يشتهر أهل منطقة الخليل تحديدًا بتلك العادة أما بقية المناطق الفلسطينية فهي غالبا ما تسمى تلك الحفلة لديهم بمسمى (يوم الحناء) والذي تكون طقوسه مختلفة إذ يكون الحفل في المنزل الخاص بالعروس ويأتي أهل العريس إلى منزل أهل العروس من أجل تهنئتها وحضور المراسم الخاصة بتحنية العروس بالحناء.
ومن تقاليد يوم الزواج أن يكون في داخل صالة كبيرة إذ يدعون كل من أهل العريس والعروس أقاربهم، وأصدقائهم، ومعارفهم، ويرقصون، ويغنون، ويزفون العريس ويقومون بالرقص معه، والتقاط الصور التذكارية، وفي خلال نفس يوم الزواج ظهرًا يقوم أهل العريس بدعوة المعازيم لتناول وجبة الغذاء على شرف العرس ويقوم المعازيم بتقديم المال إلى العريس والذي يطلق عليه مسمى (النقوط).
وبعد يوم الزواج وتحديدًا في صبيحة اليوم التالي له يحضر أهل العروس إلى منزل الزوجان من أجل تهنئتهما والاطمئنان عليهما وبعد الزواج وفي خلال ما مدته (3) أيام في العادة يذهب أقارب العروسان وأصدقائهما للمباركة وتقديم التهاني والهدايا إلى العروسين في منزل الزوجية.