رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

«الأدب العبري المعاصر» شاهد على تزييف الإسرائيليين للتاريخ

..
..
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أصدر الكاتب أحمد فؤاد أنور كتابه "الأدب العبري المعاصر”  الصادر عن الهيئة العامة للكتاب قدم خلاله مقارنة بين مضمون مقرر المواطنة والقيم اليهودية، وكشف من خلاله عن كذب اليهود وتزويرهم للتاريخ فالتاريخ يعتبر مرجعًا لمختلف العلوم التجريبية منها أو النظرية، كما لا تقتصر دراسة التاريخ على دراسة السجلات والوثائق القومية، بل امتدت لتشمل كل ما أبدعه الإنسان من تصورات ورؤى، بل وتشمل كل ما حلم به.

يقول الكاتب أحمد فؤاد أنور، إن الصهيونية حرصت على تصوير مختلف المجتمعات اليهودية في صورة المجتمعات الخاملة التي لا تختلط إلا فيما ندر بالمجتمعات المحيطة بها، وكان تصوير المجتمعات على هذا النحو يهدف إلى الإيحاء بأن أنشطة هذه المجتمعات كانت تتمركز حول الحفاظ على خصوصيتها وتفردها من جهة، وحول حالة الحنين الغيبي إلى أرض الميعاد من جهة أخرى.

وأضاف أن كتب المواطنة الإسرائيلية تحرص على تثبيت هذه الرؤية الصهيونية في أذهان طلابها في كتبهم التعليمية، وتعمل على رعاية هذه الرؤية والترويج لها ومنها أنهم حذفوا من المقرر ما أشار فيه تقرير المبعوث الخاص للأمم المتحدة "جولدستون"، الذي  رأى ما جرى في عملية “الرصاص المصبوب” ضد غزة "جرائم حرب"، إلى جانب تحريف ما جرى في فترة زمنية سابقة.

يتجاهل المقرر الدراسي الحقائق التاريخية فلفظة "حلف" المقترنة بالأمم المتحدة ترجع إلى عام 1942 حيث تأسس تحالف يضم 26 دولة ضد ألمانيا والفاشية، وبالطبع لم تكن إسرائيل عضوًا في هذا التحالف والإعلان لأنها ببساطة لم تكن تأسست بعد في محاولة لإضفاء عمق تاريخي لعضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، وهذا يعد تناقضًا عن النص السابق مع حقيقة أن الأمم المتحدة لم تضم دولة إسرائيل سوى في عام 1949 أي بعد تأسيس المنظمة بأربع سنوات لتصبح الدولة رقم 59 في الأمم المتحدة وهي العضوية التي تمت بمناورة وخديعة دبرتها السلطات الإسرائيلية بمعاونة أمريكا وصلت إلى حد التهديد والوعيد وذلك من أجل تغيير موقف مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة إلى أن وافقت الأغلبية مقابل تعهد إسرائيل بتنفيذ قراري تقسيم فلسطين الصادر عام 1947 وقرار إعادة اللاجئين والتعويض عليهم 1948، وهو ما لم تلتزم به إسرائيل ويستوجب عقوبات ضدها تصل إلى حد الطرد من عضوية المنظمة الدولية، وهذا بجانب أن المنظمة لا تضم شعوبا بل تضم دولا أعضاء.

يذكر الكاتب أيضًا أنه بعد عام من حرب “الرصاص المصبوب” التي قتلت فيها إسرائيل ما يقرب من 1400 شخص كثيرون منهم مدنيون، ترسخ تل أبيب وتديم وضع الهدم والمعاناة فالمقرر يعترف بمسئولية إسرائيل عن مقتل عدد كبير من المدنيين واستمرارها في نفي السياسات العدائية تجاه الأراضي المحتلة وحصار واعتداءات مستمرة وكذلك يقر بالحق الفلسطيني والثوابت التاريخية ولم يذكر أن عدد القتلى الفلسطينيين في هذه الأحداث برصاص البريطانيين والعصابات الصهيونية أكبر من عدد قتلى الصهاينة وفي هذا تلوين للحقائق وتخفيف من حدتها.

يبين الكاتب أن التعليم الإسرائيلي يسعى لغرس قيم محددة تتحقق من خلالها أهداف مرجوة فيبرز مواضع وأفكارا بعينها ويتجاهل أخرى حتى لو تعارضت مع قيم وردت في فقرات العهد القديم، والمواطنة والمواطن مأخوذة في العربية من الوطن، المنزل تقيم به وهو موطن الإنسان ومحله، أما في العبرية مواطنة من مواطن وإذا كانت وردت في أسفار التوراة بمعنى فرد في جماعة بني إسرائيل نقي النسب، فهي في الوقت نفسه اسم نبات ذو جذور ممتدة في الأرض والمقصود الشخص المقيم بشكل دائم وليس ذلك العابر في الأرض أي أن ليست قديمة في اللغة العبرية مقارنة بكلمة وطن في العبرية، وهذا يعني أن العبرية لم تعرف مفهوم المواطنة بينما في العربية الاشتقاق قديم ومباشر من “وطن” حيث وردت في التنزيل الكريم لقد نصركم الله في مواطن كثيرة، وهي مرادف لكلمة دار ومعها ديار أو موضع أو مواضع.