المسجد الأقصى الموجود بفلسطين المحتلة أحد أهم المساجد، فهو من أكبر مساجد المسلمين في العالم وثالث المساجد الهامة التي تهم المسلمين في العالم، يقع بمدينة القدس وهي عاصمة فلسطين المحتلة، وسمي بالأقصى بمعنى البعيد، كان المسجد الأقصى قبل الإسراء والمعراج يسمى بيت المقدس ومعناه المطهر، وكانت الوفود تأتي إليه من كل مكان للصلاه وخصوصًا بلاد الشام، وهو مسجد عريق ومهيأ لاستقبال ألأعداد الكبيرة التي تزورهن غير أن الاحتلال الإسرائيلي يتحكم الآن بأعداد المصلين، وعلى مر التاريخ يهتم المسلمين بالمسجد الأقصى، نظرًا لمكانته العظيمة، حيث أسرى الله عز وجل برسولنا صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومساحة المسجد الأقصى كبيرة جدًا لذلك له عدد كبير من الأبواب، خمسة عشر باب ولكن يوجد خمسة أبواب مغلقة حاليًا، بينما عدد الأبواب المفتوحة يبلغ عشرة أبواب، ومن أهمية المسجد الأقصى للمسلمين أن له أهمية دينية كبيرة حيث أسري بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المسجد الأقصى، خلال رحلة الإسراء والمعراج، وقد تم فرض الصلاة خلال رحلة الإسراء والمعراج، وقد كان المسجد الأقصى هو قبلة المسلمين حتى أمر الله تعالى أن تكون الكعبة هي القبلة في الصلاة، ومن فضل المسجد الأقصى أن الصلاة فيه تعادل مائتين وخمسون صلاة عن غيره، ويقدس اليهود المسجد الأقصى، ويطلقون اسم جبل الهيكل على الجبل الذي تم بناء المسجد عليه، ويزعم اليهود أن هيكل سليمان عليه السلام، كان موجود مكان المسجد الأقصى، ويقومون بعمليات حفر حديثه ليتم العثور على الهيكل المزعوم.
اختلفت ألآراء حول ما تعادله الصلاة في المسجد الأقصى عن ما سواه فقد ذكر البعض 250 صلاة والبعض يقول 500 صلاة واليكم الأحاديث والله تعالى أعلى وأعلم رزقنا الله جميعا صلاة في المسجد الأقصى، واختلفت الأحاديث في فضل الصلاة في المسجد الأقصى فمنها ما يجعل الصلاة فيه بخمسمائة صلاة، كحديث أبي الدرداء الذي ذكرناه في الفتوى التي أشار إليها السائل حفظه الله وله شاهد عند ابن عدي من حديث جابر رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، ومنها ما يجعل الصلاة فيه تعدل مائتين وخمسين صلاة، وهو ما رواه الحاكم والدار قطني في العلل، عن أبي ذرٍ رضي الله عنه مرفوعًا صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات في بيت المقدس.
والمسجد الأقصى، هو أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، كما أنه من أعظم وأهم المقدسات بحياة المسلمين، كما انه قبلة جميع الأنبياء، وهو القبلة الأولى للمسلمين، وقد عرج بالرسول صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى إلى السماء، وأول من بنى المسجد الأقصى آدم عليه السلام هو أول من قام بوضع أساسات الكعبة ويوجد أربعين عام فرق بين بناء الكعبة وبناء المسجد الأقصى كما جاء في الحديث وهذا يدل أن آدم هو من بنى أساسات الكعبة وهو من بنى المسجد الأقصى ( والله تعالى أعلم ).
ومن الحديث النبوي الشريف عن ما بني المسجد الاقصى عن أبي ذر الغفاري – رضي الله تعالى عنه – قال: قلت: ( يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلَ ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، قَالَ: قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ: أرْبَعُونَ سَنَةً، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ( صحيح البخاري )،
المسجد الحرام والمسجد الأقصى قد تم بناؤهما أكثر من مرة، والباني الأول الذي أوجد أساسات المسجد وحدد حدوده جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أبا ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: “المسجد الحرام”، قال: قلت: ثم أي؟ قال: “المسجد الأقصى”، قال: كم كان بينهما؟ قال: “أربعون سنة ثم أينما أدركت الصلاة بعد فصله، فإنّ الفضل فيه” أخرجه البخاري في صحيحه.
و من المرجح أن بناء المسجد الأقصى أول من بناه هو آدم عليه السلام، وهناك بعض الأقوال أنه إبراهيم علية السلام ولكن هذا غير صحيح والدليل أن سيدنا إبراهيم قام برفع القواعد للمسجد الحرام التي وضعها سيدنا آدم من قبل، وليس هو من قام ببناء المسجد الحرام لذلك فإنه ليس هم من بنى المسجد الأقصى وقد كان الزمن بين بناء المسجد الحرام والمسجد الأقصى أربعين سنه كما ذكرنا لذلك فإن أرجح الأقوال أن سيدنا آدم هو من قام ببناء المسجد الأقصى، والبعض يقول أن أول من بنى المسجد الأقصى هو عبد الملك بن مروان، ولكن هذه الأقوال خاطئة حيث أن عبد الملك بن مروان هو من قام ببناء قبة الصخرة وليس بناء المسجد الأقصى.
و من المعالم الشهيرة في المسجد الأقصى المسجد الذي قبته ذهبية ويسمى مسجد الصخرة والذي بنى مسجد الصخرة هو عبد الملك بن مروان وقد جاء بعده ابنه الوليد بن عبد الملك حتى يكمل بناء مسجد القبة الرصاصية ويطلق علية مسجد الجمعة أو الجامع الكبير، الفرق بين قبة الصخرة والمسجد الأقصى حيث يختلط الأمر على البعض حيث يعتقد أن مسجد قبة الصخرة هو المسجد الأقصى، ولكن هذا غير صحيح حيث أن المسجد الأقصى هو أولى القبلتين ويغطي المسجد الأقصى قبة صغيرة الحجم مقارنة بمسجد الصخرة ولونها فضي كما أن ساحة المسجد الأقصى واسعة جدًا بينما مسجد قبة الصخرة يقع قريب من المسجد الأقصى وهو بيت من بيوت الله وقبته لونها ذهبي اللون ويقع مسجد قبة الصخرة داخل السور الذي يحيط بالمسجد الأقصى.