تعرف فلسطين المحتلة والتي يعود تاريخها لآلاف السنين أنها من أهم الحضارات القديمة وهي الحضارة الكنعانية، حيث تعتبر كنعان من أهم المناطق التي قامت عليها واحدة من اهم الحضارات القديمة وهي الحضارة الكنعانية، وتقع أرض كنعان في فلسطين والأجزاء الغربية من الأردن ولبنان، وقد أطلق عليها أسم كنعان في العصر البرونزي وبعد أن أستطاعت الإمبراطورية الرومانية السيطرة على أرض كنعان أطلق عليها أسم سوريا.
وترجع هذه التسمية إلى كلمة “كنع”، وهي كلمة مشتقه من اللغة السامية وتعني بحسب اللغة السامية “منخفض” وقد تم تسميتهم بهذا الاسم لأن الكنعانيون سكنوا في أرض منخفضة بحسب ما جاء في التوراة، وينتمي الكنعانيون إلى الشعوب السامية، واستقروا في جنوب سوريا وفلسطين وسيطروا على هذه المنطقة وأطلقوا عليها اسم أرض كنعان أو بلاد كنعان، وهناك اختلاف حول أصل الكنعانيون، فبعض الأراء تقول أن الكنعانيون كانوا في البداية يعيشون في شبه الجزيرة العربية وانتقلوا فيما بعد إلى مدينة كنعان.
وأكدت الأبحاث والاكتشافات أن مدينة كنعان أقدم من شبه الجزيرة العربية مما يدل على خطى هذا الرأي وهناك رأي أخر بأن أصل الكنعانيون من سواحل الخليج وذلك لاكتشاف مدن في هذه السواحل تتقارب أسماها كثيرا مع أسماء المدن الكنعانية في الشام وقد أكد أصحاب هذا الرأى بأن منطقه الخليج العربي أقدم من مدينة كنعان، وقد رأى ابن تيمية أن الكنعانيون هم سكان حران وأن ملوكهم هم النماردة، وتؤكد الدراسات والأبحاث أن الكنعانيون هم أول الشعوب السامية التي استقرت في الشرق الأوسط وذلك بعد وصولهم الى أفريقيا عبر مصر واستقروا في فلسطين بعد أن سقطت الحضارة الغسولينية بهذه المنطقة في 3300 ق.م.
بعد أن أنتقل الكنعانيون لأرض كنعان نجحوا في الاستقرار وممارسه العديد من المهن، مثل الزراعة فقد كانوا يزرعون أنواع متعددة من النباتات كالشعير والقمح والعنب والزيتون والفواكه بمختلف أنواعها كما نجحوا في تربيه المواشي والطيور بأنواعها، مارس الكنعانيون أيضا الصناعة فصنعوا ملابسهم من جلود وفراء الحيوانات ، وصنعوا أسلحة بمختلف الأشكال والأنواع وصنعت من البرونز والحديد، واستعملوا الأخشاب في بناء المنازل وقطع الأثاث، وقد أستطعوا بناء الأبنية الضخمة وتشيد القصور، كما أستخدموا الدواب والماشية كوسائل مواصلات، وبذلك فقد نجح الكنعانيون في بناء حضارة مستقله وحققوا أكتفاء ذاتي في كافه النواحي.
كان الكنعانيون يعبدون قوى الطبيعة المختلفة كالشمس والقمر والبرق والمطر والرياح والعواصف وغيرها من الظواهر الطبيعية، وكان الكنعانيون يقدمون القرابين إلى هذه القوى من وقت لأخر فكانت تقدم الحيوانات كقرابين في الأوقات العاديه، أما في الأوقات الصعبة فكانت القرابين عبارة عن ضحايا بشرية، وكانت القرابين سواء حيوانات أو بشر يتم حرقها لاعتقادهم بأن الدخان الذي يخرج من حرق القربان يرضي الأله ويجعلها تحقق لهم ما يريدون، كما عبدوا الأله “بعل” وهو المسئول عن إنتاج الخيرات فهو المسيطر على الأمطار والعواصف والبرق والرعد.
ومن الطقوس الدينية الاغتسال والتطهير فكان الاغتسال من الأمور الهامة عند الكنعانيون وكانوا يغتسلون بواسطه أربع أشياء وهي، الماء الذي كان يستخدم في الاغتسال يوميا وبعد الحروب كان يجب الاغتسال بعد الحروب لان الحروب والقتل في عقيدتهم تعتبر ذنب يجب الأغتسال منه، الزيت وعادة ما كان يستخدم الملوك أنواع مختلفه من الزيوت للاغتسال وكان الملوك يغتسلون بالزيت عند توليهم الحكم، النار وكانت النار تستخدم في تطهير الذبائح، الصلاة فكانوا يصلون لقوى الطبيعة التي عبدوها.
ومن ضمنها صهر التماثيل ودق الطبول وكانوا يقومون بدق الطبول لاعتقادهم بأن دق الطبول يبعد الأرواح الشريرة من المكان كما كانوا يصهرون التماثيل بغرض التطهير حيث أن الصهر كان يتم بواسطه النار وهي أحد وسائل التطهير لديهم، والقرابين وكان يتم تقديم القرابين للآله وكان في معظم الأحيان تقدم الحيوانات كقرابين وكانت هناك أوعيه خاصة بتقديم القرابين.
والألواح الجنائزية وكانت توضع هذه الألواح أمام القبور وكانت تصنع من الطين وتمثل وجه الميت أو تكون مثلثة الشكل، والأعياد وكان الكنعانيون يحتفلون بعدة أعياد منها عيد الهفريس، أعياد ملكارت، أعياد ياشمون، الأدونيات واللغة التي كان يتحدثها الكنعانيون واللغة الكنعانية هي أحد اللغات السامية.