بعد مرور 40 يومًا من القصف المتواصل على قطاع غزة من قبل القوات الإسرائيلية، يظهر بوضوح أن إسرائيل في ظل حكومة نتنياهو لم تتمكن من تحقيق أي نجاحات قابلة للذكر. على العكس من ذلك، تستمر الخسائر البشرية والمادية الفادحة في زيادة، ولا تزال المقاومة الفلسطينية تؤكد قدرتها على صد الهجمات وردع القوات الإسرائيلية.
أحد أبرز الأحداث التي تبرز فشل إسرائيل هو استهدافها لمستشفى المعمداني واقتحامها لمستشفى الشفاء، وهذه الأعمال العدائية أظهرت استهتارًا بقوانين الحرب وانتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان. بدلاً من حماية وتقديم الرعاية الصحية للمدنيين الجرحى، حيث قامت بتدمير تلك المرافق الطبية الحيوية، مما أدى إلى خسائر بشرية لا يمكن تبريرها.
اقتحام مستشفي الشفاء
وسط حالة من الهلع بين المرضى والطواقم الطبية، اقتحمت قوات الاحتلال مجمع الشفاء في قطاع غزة، وأطلقت النار بشكل عشوائي.
وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال الإسرائيلية حوّلت مجمع الشفاء الطبي بقطاع غزة إلى ثكنة عسكرية.
وأضاف شهود العيان، في تصريحات صحفية، أن الدبابات في مفترقي السرايا والوحدة طوقت المجمع من بوابته الغربية.
وتابع شاهد العيان: "دبابات الاحتلال حاصرت المجمع من جميع الجهات قبل اقتحامه"
وأشار إلى أن عشرات الجثامين لا تزال في الشوارع المحيطة بالمجمع، مؤكدا أن الاحتلال قصف كل شيء يحيط بالمستشفى.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، مجمع الشفاء الطبي، غرب مدينة غزة، بعد حصاره لليوم السـادس على التوالي.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية وفا المحاصر داخل مجمع الشفاء، بأن دبابات الاحتلال اقتحمت ساحة مجمع الشفاء الطبي من الجهة الغربية، وسط اطلاق نار كثيف، كما انتشر القناصة في محيط المجمع.
قصف المستشفي المعمداني
أودى قصف مستشفى الأهلي العربي المعروف بـ"المعمداني" في حي الزيتون بمدينة غزة، بحياة 500 فلسطيني على الأقل وإصابة مئات آخرين، إذ كان المستشفى مركزاً لإيواء عدد من النازحين على إثر الغارات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
القصف أثار ردود فعل عربية ودولية واسعة، بينما خرجت مظاهرات احتجاجية للتنديد بقصف المستشفى، بينما دعا مسؤولون غربيون ومنظمات دولية إلى التحقيق فيما حدث.
وقالت حكومة قطاع غزة، إن الجيش الإسرائيلي قصف ساحة المستشفى وسط مدينة غزة، ما أسفر عن سقوط مئات الضحايا والجرحى، إذ ذكر سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن "المستشفى كان يضم مئات المرضى والجرحى والنازحين من منازلهم قسرياً بسبب الغارات".
خسائر الجيش الإسرائيلي
في ظل الاشتباكات الدائرة في قطاع غزة، تعرض جنود الاحتلال الإسرائيلي لخسائر فادحة على يد المقاومة الفلسطينية. وفي سابقة هي الأولى من نوعها، قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي الاعتراف بتلك الخسائر وأعلن عن مقتل عدد كبير من جنوده في عدد من الأماكن في غزة، بالإضافة إلى حدوث خسائر في المعدات العسكرية.
وتُظهر المقاومة الفلسطينية يومًا بعد يوم قدرتها في مواجهة جيش الاحتلال، وتوثق ذلك من خلال نشر فيديوهات تُظهر استهداف المركبات العسكرية والجنود. هذه المقاومة التي تجمع بين الشجاعة والتضحية، تُعبر عن صمود الشعب الفلسطيني وإصراره في مواجهة القوى العسكرية الضخمة التي تستخدمها إسرائيل.
علاوة على ذلك، فإن القصف المتواصل على المواقع السكنية والبنية التحتية في قطاع غزة لم يحقق أي هدف استراتيجي يبرر تلك الهجمات العنيفة. بالعكس، فقد تسببت تلك الهجمات في مزيد من الدمار والمعاناة للمدنيين الأبرياء، وزادت من معاناة الشعب الفلسطيني.