قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، إن ما يتعرض له مستشفى الشفاء في غزة إنما هي عينة عما يحدث في غزة كلها من تدمير وامتهان للكرامة الانسانية واستهداف للمدنيين لا سيما شريحة الاطفال.
وأضاف عبر صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، أن أمام هذا الكم الهائل من الدمار والخراب والدماء والشهداء نتسائل اين هو العالم الحر الذي يدعي الديمقراطية والحرص على حقوق الإنسان مما يحدث عندنا؟، وما هي نتيجة اجتماع القمة العربية والإسلامية التي صدرت عنها بيانات ولكن لم تغير شيئا من الواقع المأساوي الذي يعيشه اهلنا في غزة؟.
و تابع لقد دمرت نصف غزة ناهيك عن الكم الهائل من الشهداء امام مشهد الاطفال فهو وصمة عار في جبين الانسانية التي لم تتحرك لوقف هذه الهمجية وهذه العدوانية
وقال إن ما يحدث في غزة اليوم قد كشف الوجه الحقيقي لما يسمى الحريات والديمقراطيات في العالم وكشف زيف الادعاءات بهذه المنظومة التي تدعي الحرص على حقوق الإنسان، لا بل وعلى حقوق الحيوان فأين هم من الانتهاكات الخطيرة التي تحدث في غزة.
واستكمل، أوليس أولئك الذين يقتلون في غزة بشر خلقهم الله!!! كما خلق كل إنسان ولماذا ينظر إليهم باستخفاف وكأنهم من طينة وجبلة مختلفة في حين أن البشر جميعا ينتمون الى أسرة بشرية واحدة خلقها الله، وأهلنا في غزة هم بشر كما هو كل انسان في هذا العالم، فلماذا يعاملون بهذه القسوة وتستباح حياتهم وتدمر منازلهم ويعتدى على دور عباداتهم ومستشفياتهم وغيرها من المؤسسات في غزة
وتسأل هل يظن أولئك الذين يقتلون في غزة ان ما يقومون به هو بطولة؟ فقتل الابرياء ليس بطولة بل هي جريمة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني ونرفض استهداف المدنيين كل المدنيين ونرفض استهداف الأبرياء كل الأبرياء بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية او العرقية فنحن نؤمن باحترام الكرامة الإنسانية ، والإنسان هو اغلى ما نملك، ولذلك فإننا نرفض ثقافة الحروب والعنف والقتل والإرهاب واستهداف المدنيين وأن ما يحدث في غزة اليوم انما هي جريمة العصر اذ يستهدف الأبرياء والفقراء الذين عانوا من الحروب والفقر المطقع ولسنوات طويلة واليوم تنهمر عليهم الصواريخ والقذائف مخلفة المآسي الانسانية والتي لا يمكن وصفها بالكلمات
وطالب بوقف هذه الحرب والتي يدفع فاتورتها المدنيين والأطفال، فالحروب ليست حلا بل هي شر مطلق وفي الحروب الكل خاسرون ناهيك عما تولده الحروب من أحقاد وكراهية وثقافة للانتقام والعنف، مختتما قائلا "أوقفوا آلة الموت في غزة فأهلنا هناك لا يستحقون أن يعاملوا بهذه القسوة "