قال المحلل السياسى الفلسطيني، الدكتور جهاد أبولحية، إن اسرائيل ترتكب فى غزة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم ابادة جماعية، وذلك وفق وصف نظام روما الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية لسنة 1998.
وأضاف «أبولحية» فى حوار خاص مع «البوابة نيوز»، أن هذه الجرائم من المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية أن يوجه الاتهام المباشر لقادة مجلس الحرب الإسرائيليين لارتكابهم هذه الجرائم المعاقب عليها دوليًا، ومزيد من التفاصيل فى نص الحوار التالي:
■ لا يكف الاحتلال الإسرائيلى عن ممارسة كل أنواع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.. كيف ترى المشهد؟
- إسرائيل ترتكب محرقة حقيقية منذ السابع من أكتوبر ضد الشعب الفلسطيني حيث لم يسلم شيء فى قطاع غزة من هذه المحرقة، لقد أودت هذه المحرقة حتى اللحظة أكثر من ١٢ ألف شهيد فلسطينى أكثر من نصفهم من الأطفال و٣٥٠٠ مفقود، وأصيب أكثر من ٣٠ ألف جريح، وتم تدمير أكثر من ٤٠ ألف وحدة سكنية بشكل كلي، و١٨٠ ألف وحدة سكنية بشكل جزئي، وأكثر من مليون فلسطينى نازح.
وهذه الأرقام تعبر بشكل حقيقى عن هذه المحرقة التى استهدفت البيوت المدنية والمستشفيات والمدارس ومراكز الايواء والمساجد والكنائس، وذلك بمخالفة لكل المواثيق والقوانين الدولية التى توفر الحماية للأحياء المدنية.
ولم تستطع القوانين والقرارات والمواثيق والعهود الدولية الخاصة بحقوق الإنسان وحماية المدنيين وقت الحروب من إيقاف هذه المحرقة التى مرعليها حتى الآن ٣٦ يومًا، حتى موظفى الأمم المتحدة الذين يرتدون علامات خاصة بهم لم يسلموا من إجرام إسرائيل وراح ضحية هذه المحرقة أكثر من ١٠٠ موظف تابع للأونروا.
إسرائيل ترتكب فى غزة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية وذلك وفق وصف نظام روما الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية لسنة ١٩٩٨، وهذه الجرائم تتطلب من المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية أن يوجه الاتهام المباشر لقادة مجلس الحرب الإسرائيلي لارتكابهم هذه الجرائم المعاقب عليها دوليًا.
■ كيف ترى الدور المصرى فى مساندة القضية الفلسطينية؟
- الدور المصرى المساند والداعم لشعبنا الفلسطينى ولقضيتنا العادلة هوموقف ليس بالجديد على مصر؛ حيث كانت وما زالت مصر هى صمام أمان حقيقى لشعبنا الفلسطيني، فى هذه الحرب نثمن موقف مصر عل ى كل المستويات التى كانت متقدمة، ابتداءً من الموقف الرسمى المصرىالذى عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى كلمة له فى حفل بالكلية الحربية، صرح فيه برفضه لمخطط التهجير لأهل غزة إلى سيناء، وتصفية القضية الفلسطينية.
وحشد لهذا الموقف دعمًا دوليًا غربيًا وعربيًا يؤيد رؤيته، وأيضا عقد قمة السلام فى العاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك الموقف الدبلوماسى المشارك للدبلوماسية الفلسطينية فى كل المحافل الدولية، والموقف الشعبى المصري، الذى عبر فى شوارع مصر، عن وقوفه مع شعبنا الفلسطيني.
فضلًا عن الموقف الأهلى من المؤسسات المصرية التى مدت الشعب الفلسطينى فى غزة بقوافل مساعدات كبيرة حيث وصل أكثر من نصف ما وصل إلى غزة من مساعدات هى من مصر، إذن نتحدث عن مواقف مصرية محترمة سباقة لا مثيل لها ولذلك نحن كفلسطينيين نحترم ونقدر ونثمن هذه المواقف المصرية.
■ وهل يمكن أن تُطيح القرارات التى يتخذها رئيس الوزراء الإسرائيلىبه؟
- «نتنياهو» انتهى سياسيًا، ومعه كل قيادات الجيش الإسرائيلى فى كل تشكيلاته الموجودة حاليًا، والتى فشلت فى توفير الحماية للإسرائيليين في السابع من أكتوبر المُنصرم.
■ وما الإجراءات التى يمكن اتخاذها تجاه هذا العدوان الغاشم؟
- الإجراء الأول، يجب وقف هذه المحرقة فورًا، وثانيًا محاكمة المجرمين الإسرائيليين على كل هذه الجرائم التى ارتكبتها فى غزة، وثالثًا العمل على إعادة تعمير قطاع غزة فورًا، ورابعًا الذهاب نحو مسار سياسى فى جدول زمنى قصير يوصل إلى الدولة المستقلة.
■ هل يمكن التوصل إلى تسوية بشأن القضية الفلسطينية وما التسويات المقترحة؟
- لا مفر إلا أن يحصل الشعب الفلسطينى على دولة مستقلة، عاصمتها القدس، والدول المعنية باتت مقتنعة بذلك، حيث رأت أن ترك هذا الموضوع للوقت من أجل نسيانه لم يُجد نفعًا، وبالتالى فإن الحل السياسى المؤدىالى الدولة الفلسطينية هو الحل الذى نقبل به كفلسطينيين، وذلك تطبيقً الكل القرارات الدولية التي صدرت من الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، الذى يؤكد على حق الشعب الفلسطينى فى الدولة المستقلة.