اكتشفت دراسة جديدة أن تناول كميات أقل من الملح من الممكن أن يخفض ضغط الدم بشكل كبير، حتى بالنسبة للأفراد، الذين يستخدمون حاليا أدوية لعلاج ضغط الدم.
وتوصلت الدراسة المنشورة في مجلة "جاما" الطبية، التي أجراها المركز الطبي في جامعة فاندربيلت، بالتعاون مع جامعة نورث وسترن ميديسن وجامعة ألاباما في برمنغهام، أن المشاركين بها، والذين كانوا في منتصف العمر إلى الأكبر سنا، قللوا من تناولهم للملح بمقدار ملعقة صغيرة، ما نتج عنه انخفاض في ضغط الدم الانقباضي بنحو 6 ملليمترات من الزئبق، وهو انخفاض مماثل لذلك الذي توفره أدوية ارتفاع ضغط الدم من الدرجة الأولى.
وفي الدراسة، تم تخصيص نظام غذائي عالي أو منخفض الصوديوم، لمدة أسبوع واحد، لـ213 شخصا، وبعد أن اتبعوا هذا النظام الغذائي، لمدة 7 أيام، انتقل كل فرد منهم بعد ذلك إلى النظام الغذائي البديل.
وفي خلال الأسبوع، الذي يحتوي على نسبة عالية من الملح، تناول الناس نظامهم الغذائي الطبيعي إلى جانب علبتين من المرق، تحتوي كل منهما على 1100 ملليغرام من الصوديوم.
بينما في الأسبوع قليل الملح، تناول الناس الأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من الصوديوم، والتي تم شراؤها وإعطاؤها لهم من قبل اختصاصيي التغذية، وكان الهدف هو 500 ملليغرام فقط من الملح يوميا.
وكان نحو 25% من المشاركين لديهم ضغط دم طبيعي، بينما كان 25% آخرون يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير المعالج، ومن بين المجموعة المتبقية، كان ضغط الدم تحت السيطرة لدى 20%، بينما لم يكن كذلك عند 31%.
وتوازي ملعقة صغيرة من الملح 2300 ملليجرام، وهو الحد اليومي الأعلى للأشخاص، الذين تزيد أعمارهم عن 14 عام، والذي أوصت به الإرشادات الغذائية الأمريكية.
ورغم ذلك، فإن جمعية القلب الأمريكية توصي باتباع نظام غذائي أقل من 1500 ملليغرام من الصوديوم يوميا.
وتؤكد أستاذة الطب الوقائي في كلية فاينبرج للطب في جامعة نورث وسترن، نورينا ألين، أن "هذه هي الدراسة الأولى من نوعها، التي تظهر أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية ضغط الدم بالفعل، يمكنهم خفض ضغط الدم لديهم بشكل أكبر، عن طريق الحد من الصوديوم".
وتابعت أنه "بغض النظر عن الدواء، فقد وجدنا في الدراسة أن 70% إلى 75% من الناس من المحتمل أن يشهدوا انخفاضا في ضغط الدم لديهم إذا قاموا بتخفيض الصوديوم في نظامهم الغذائي".
ويطلق على ارتفاع ضغط الدم في كثير من الأحيان اسم "القاتل الصامت"، لأنه لا توجد أعراض واضحة له، ويؤثر ارتفاع ضغط الدم على واحد من كل 3 بالغين في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يؤدي إلى نوبة قلبية وفشل القلب وتلف الكلى والسكتة الدماغية، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، عام 2023.