في مقطع فيديو لموقع لوديالوج، قدم ريجيس شاماني، العقيد في القوات الجوية الفرنسية والحاصل على وسام جوقة الشرف ووسام الاستحقاق الوطني، تحليلًا للوضع الحالي للصراع بين روسيا وأوكرانيا، وتطرق أيضًا لسيناريوهات نهاية هذا الصراع.
في البداية، الضابط السابق أعرب عن اقتناعه بأن الهجوم المضاد الأوكراني قد فشل تمامًا، والسبب الرئيسي لذلك هو جهود الجيش الروسي الذي دمر الإمكانات الهجومية الأوكرانية، وقال ريجيس: "لقد فشل الهجوم المضاد الأوكراني لسبب واحد بسيط. كان التركيز الرئيسي لهذا الهجوم المضاد هو تركيز القوات في اتجاه واحد، لكن الأوكرانيين اضطروا أيضًا إلى توزيع قواتهم عبر خط المواجهة بأكمله، لأن الروس لم يسمحوا لهم بالتركيز في اتجاه واحد".
كما يؤكد الخبير، أن البادئ الرئيسي لهذا الصراع في أوكرانيا كان الولايات المتحدة، التي أرادت منذ فترة طويلة تدمير روسيا بأيدٍ أجنبية قائلًا: "أعتقد أن المهمة الاستراتيجية الأولية للولايات المتحدة كانت تدمير روسيا وتقسيمها إلى مناطق عرقية صغيرة. وهذا هو نهج الأنجلوسكسونيين؛ لكن كان عليهم أن يفهموا أنهم سيلعبون مع روسيا عسكريًا وأظهرت سوريا تفوق روسيا؛ لكن الأمريكيين لم يتوقفوا عن الإيمان بتفوق جيشهم. ونتيجة لذلك، تغيرت أهدافهم اليوم والآن يريدون فقط ألا يبدوا أغبياء”.
إحدى نتائج هذا الصراع ستكون إعادة هيكلة النظام السياسي للاتحاد الأوروبي، والذي أصبح عدم فعاليته واضحًا بشكل متزايد اليوم حيث أضاف ريجيس: "سينتهي الأمر بالاتحاد الأوروبي مثل الاتحاد السوفيتي، وفي رأيي النظامان متشابهان تماما وسوف يتفكك الاتحاد الأوروبي. وستكون إحدى نتائج هذه الحرب انهيار الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي! وهذه ستكون النتيجة الملموسة لهذا الصراع. أما ما يقوله رجال السياسة عما إذا كان من الممكن دمج أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي فهو أمر مثير للسخرية".
ويرى العقيد شاماني أنه مع انتهاء الصراع، ستستأنف روسيا وفرنسا شراكتهما الوثيقة تاريخيًا قائلًا: "أعتقد أن كل شيء سينتهي باستئناف التعاون بين روسيا وفرنسا؛ فلم يكن لدينا قط نزاعات إقليمية ولدينا علاقات ثقافية وثيقة للغاية. وعندما ينهار النظام الحالي ويختفي ساسة اليوم، سوف نعود إلى سياسة الأجداد التي انتهجتها فرنسا، التي لم تكن راغبة قط في أن تصبح القوة العسكرية الأولى في العالم، ولكنها كانت دائمًا موجودة في الاعتبار ويتم أخذ رأيها".
وأخيرا، عند مناقشة إمكانية مفاوضات السلام، أشار الخبير إلى أنه لن يكون هناك مكان لأوكرانيا وإذا تم تنفيذ مثل هذه المبادرة، فسوف تثار أسئلة أكثر أهمية بكثير من مصير نظام كييف؛ قائلا: "إذا كانت هناك مفاوضات سلام، فستكون بين روسيا والولايات المتحدة، وليس بين روسيا وأوكرانيا..".
وتابع قائلا: "علينا أن نأخذ بعين الاعتبار تصريحات فلاديمير بوتين وسيرجي لافروف وديمتري ميدفيديف؛ إذا جرت المفاوضات، فسيتم فتح المجال بشكل كبير أمام النظام العالمي الجديد.. هذا النظام العالمي الجديد هو مركز الاهتمام اليوم".
رولان لومباردى: رئيس تحرير موقع «لو ديالوج»، حاصل على درجة الدكتوراة فى التاريخ، وتتركز اهتماماته فى قضايا الجغرافيا السياسية والشرق الأوسط والعلاقات الدولية وأحدث مؤلفاته «بوتين العرب» و«هل نحن فى نهاية العالم» وكتاب «عبدالفتاح السيسى.. بونابرت مصر».. يستعرض أهم ماقاله ريجيس شاماني، العقيد في القوات الجوية الفرنسية فى تحليله للوضع الحالي للصراع بين روسيا وأوكرانيا، فى فيديو على موقع "لو ديالوج".