الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

أطفال غزة.. رحيل قبل أن يبدأ العمر

..
..
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"ما لنا إلا الله" جملة تكررت على أهل غزة في المحنة التي يواجهها الآن من القصف المتواصل عليهم من كل مكان من قبل جيش الاحتلال الغاشم، فنرى سيدة فلسطينية تصيح بأعلى صوتها “أين أولادي؟ أولادي ما أكلوا إحنا غلابة"، وأخرى تقول: أولادي كلهم راحوا  وأطفال لا حديث ينطقونه الا البكاء الذي كان كفيلا أن يفصح عن ما بداخلهم من حسرة 
 

انتهت حياة الرفاهية كبرنا فجأة خطواتي أصبحت بطيئة في دنيا لا أعلم كيف سأعيشها منذ هذه الساعة فأين أنا وإلى أين أذهب ومتى سأصل إلى بر الأمان كلها أسئلة تجول في خاطري لا إجابة لها أتدرون لا  أشعر بما احمله فوق عاتقي فلن يكون أثقل من الأيام القادمة 

أنا لا حديث لي الا البكاء عجز لساني عن النطق، قلبي فقط ينطق، لا فرحة بعد اليوم بين ليلة وضحاها تحول حالي من أن أكون طفلة ألعب وأمرح مثل باقي الأطفال، إلى حال آخر لا اعلمه لا أعرفه أضاع طفولتي أضاع ابتسامتي، لم يتبقَ من أهلي إلا أخي ضاع العمر يا من تروني فابكوا على حالي. 

 

أنا البراءة التي تتحدثون عنها انظروا كيف تحولت، لن تروا مني بعد هذه اللحظة إلا البكاء، أخبروني فيما نحن ولماذا يحدث الكل تركني؟! لماذا لم يأخذوني معهم؟! سأشكو ربي! وما الذي يتشبث بيدي، ما كنت أبكي إلا على لعبة قد فقدتها والآن عيناي لا تبكي لكنها تصرخ انقذوني فلم تضيع لعبتي بل ضاع عمري.

 

نامي على كتفي أختي، فلن تجدي راحتك إلا هنا وأنا سأظل متيقظا لن أنام ، واعذريني فلم أجد إلا العلم لأغطيك من البرد القارس وأنسى ما نحن فيه ، الذي أنا لا أعلمه ، سنجلس هنا فربما نجد من يحن علينا ، أو ربما يأتي أهلنا ،ماذا لو صرخنا هل سيأتي أحد من أهلنا يا ربي أين نحن؟ ،قالوا لي مات أبويكم لكنهم نسي أن يقولوا لي ماتت طفولتكم وها أن أخبركم بها إنها ماتت اليوم .

 

ذهبوا من هنا، انظروا هناك فعيني لا تراهم وأخبروني فقد أنهكني البكاء أجلسوني هنا، أين ألعابي بل أين أهلي تركوني من أخذهم مني؟ من يجيب علي؟ ألا يكفيكم صراخي هذا، ربااااه أنا أبكي على أهلي، فمن سيبكي على حالي، يا من تراني انظر فقد ضاع عمري.

 

أنا لن تذهب ضحكتي فما زلت في طفولتي ولن اتنازل عن ألعابي التي تروها ، إلى اللقاء من دنيتكم الغريبة التي ليس بها إلا البكاء أما أنا فسأذهب إلى دنيتي الأخرى أنا لا أعرفها لكنها ستكون جميلة راح كل شيء وأولهم طفولتي