مراكز البحوث الأمريكية المهتمة بخلق الشرق الأوسط الجديد توصلت إلى أن حجر الزاوية فى قيام هذا الشرق الأوسط الجديد هو تفتيت دول المنطقة ثم تفتيت المفتت عدا اسرائيل التى ستكون رأس الحربة فى تنفيذ المخطط وأنها الوحيدة التى سيتحقق حلمها فى إقامة إسرائيل الكبرى، وأن أكبر عقبة تقف فى وجه التنفيذ الدول ذات الجيوش القوية، ومن ثم يجب إغراقها فى الأزمات الاقتصادية والفتن الطائفية وجرها لحروب ومواقف تفرض عليها الدخول فى مواجهات إرهابية، ومن هنا تبرز أهمية مصر بجيشها القوى ذات الترتيب العالمى رقم ١٤ عام ٢٠٢٣ ومحاولة جرها لقبول تهجير أهالى غزة إلى سيناء وفى حالة فشل ذلك جرها لإدارة غزة أو القيام بدور أمنى فيها للدخول فى مواجهات مع الإرهابيين وفى نفس الوقت مع المقاومة الفلسطينية، وهو ما رفضته مصر جملةً وتفصيلًا.. ومن هنا يظهر أن هناك تعمد لإغراقنا فى أزمتنا الاقتصادية ووضع العراقيل أمام تحول مصر للاقتصاد الإنتاجى، فقد دعا ولازال عبدالفتاح السيسى لتوطين الصناعة فى مصر ولا نرى على أرض الواقع مايؤشر إلى ذلك وعدم اقبال رجال الأعمال لتحقيق ذلك بالجدية المطلوبة ومن ثم يصبح نجاحنا فى الخروج من أزماتنا الاقتصادية معول هدم لهذا المخطط، وقد سبق أن أفشلنا هذا المخطط فى ٢٥ يناير ٢٠١١ و٣٠ يونيو 2013 ومن ثم يستهدفون جيشنا الوطنى وهناك قوى داخلية وخارجية تلتقى معهم فى تنفيذ المخطط.. كما أن مواقف السيسى بشأن الحرب فى غزة ورفض تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، تسبب قلقًا لأمريكا، ولذا فإن توحد الشعب والجيش والقيادة المصرية معًا وحل أزمتنا الاقتصادية والتوجه للاقتصاد الانتاجى والابتعاد عن صندوق النقد والبنك الدوليين وتحسين مستوى معيشة المصريين وزيادة مساحة الحريات والديموقراطية عوامل الصمود والنجاح الرئيسية إضافة إلى افشال المخطط الاسرائيلى فى غزة وفى فلسطين عمومًا وانتصار الإرادة الفلسطينية وتفعيل عضويتنا بالبريكس وتمتين علاقتنا بالصين وروسيا وزيادة قدرة قناة السويس التنافسية.. كل ذلك أمور مهمة للغاية فى إفشال مخطط الأمريكى الذى يحاول باستماتة إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد، وهو ما سيؤول إلى الفشل بفضل يقظتنا العربية ووطنية القيادة المصرية وإدراكها لكل ما يحاك للمنطقة.
آراء حرة
أمريكا ومخطط تفتيت المنطقة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق