تمتلك القارة الأفريقية ما يقارب من نصف الاحتياطي العالمي للذهب في العالم، وتتصدر دول السودان وغانا وزاميا ومصر وجنوب أفريقيا وزيمبابوي القارة في امتلاكها للمعدن النفيس.
وحسبما قال جوشوا مورتوتي، رئيس غرفة شركات التعدين في غانا، إن بلاده شهدت زيادة في إنتاجها للذهب تخطى 30% مقارنة بالعام الماضي، وهي زيادة كبرى بعد انخفاض إنتاجها في الفترة الماضية، ليبلغ إنتاج غانا 3.7 مليون أونصة من الذهب في آخر الإحصائيات.
واستحوذت القارة على حصة بلغت 27.4% من الإنتاج العالمي هذا العام، بعدما زادت عمليات التنقيب لتحسين الوضع الاقتصادي للدول الأفريقية ومواجهة أزامات الديون التي تراكمت على العديد من الدول، وساهم منجم «لولو» في دولة الكونغو الديمقراطية و«كيبالي» في غينيا الجديدة في زيادة إنتاج الذهب بنسبة بلغت 2.2% تقريبًا كزيادة عن العام الماضي 2022.
وساهم هذا الأمر في تعزيز العلاقات بين الدول الأفريقية وعدد من الشركات الأجنبية للتنقيب عن الذهب، ووفقا لما ذكره موقع إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية، بمدينة أبوظبي، فتعتبر أفريقيا ثاني أكبر الدول عالميا إنتاجا للذهب بعد جمهورية الصين.
الدول الأفريقية الأكثر إنتاجًا للذهب
تتصدر غانا الدول الأفريقية المنتجة للذهب، كما تأتي في المركز السادس عالميًا بحجم إنتاج بلغ 129، بعد الولايات المتحدة الأمريكية التي تنتج 187 طنًا، حسب ما ذكره مركز المعلومات واتخاذ القرارات التابع لمجلس الوزراء المصري، كما يُشكل الإنتاج الغاني من الذهب 90% من إجمالي صادرات دول غرب أفريقيا.
وتمتلك جنوب أفريقيا 86 منجمًا للذهب، كما لديها أهم المناطق العالمية كموارد للحصول على الذهب في حوض «ويتووتر سراند»، كما تمتلك أعمق منجم في العالم «مبوننج» وأكبر المناجم التي تحتوي على احتياطي للذهب في العالم وهو منجم «ساوث ديب جولد».
وتحتل جنوب أفريقيا المركز الثاني في القارة من حيث الدول الأكثر إنتاجًا للمعدن الأصفر، بعدما كانت تتصدر دول القارة من حيث الإنتاج ولكن انخفاض البحث عن المعدن الأصفر جعلها تتراجع للمركز الثاني، وفي بداية العام بدأت كيب تاون في بذل جهود أكثر لزيادة الإنتاج، وخاصةً أنها تمتلك 6 آلاف طن من الذهب في باطن الأرض ما يجعلها تحتل المركز الثاني من حيث الاحتياطي العالمي.
وتشهد السودان صراعات داخلية من أسبابها الصراع على ممالك الذهب، فلم تحسن دولة السودان استغلال مواردها المعدنية رغم أن نتاجها المحلي يعتمد على التعدين، ومع ذلك تتصدر السودان الدول الأعلى إنتاجا في القارة في المرتبة الثالثة بـ93 طنًا.
ويعتمد أكثر من مليون مواطن في مالي على مناجم الذهب كمصدر للدخل، حيث تضم أكثر من 300 موقف للتعدين، وبلغ إنتاج مالي 63 طنًا من الذهب، مما جعلها في المركز الرابع ضمن دول القارة، وهي ثاني الدول إنتاجًا في منطقة غرب أفريقيا بعد غانا، وتعتمد مالي على الذهب كمصدر للتصدير وأهم مصادر الناتج المحلي. ويجلب الذهب 400 مليون يورو سنويا لمالي، ما يجعله يمثل 75% من الصادرات.
وتحتل المرتبة الخامسة، بعدما بذلت العديد من الجهود لزيادة الإنتاج من الذهب، ويحتل التعدين في بوركينا فاسو أكثر من 50% من عائدات التصدير، ويوفر الآلف من فرص العمل للمواطنين بشكل مباشر.
كيف حولت مناجم الذهب القارة السمراء لمنطقة للنزاعات؟
تُعد القارة الأفريقية من أكثر المناطق التي تشهد صراعات ونزاعات بين دولها لا تتوقف، واتخذ الصراع عن الذهب في القارة شكلا مستتراً، وخاصة في منطقة الساحل الأفريقية، حيث تشعبت الصراعات بين جماعات إرهابية والعديد من الشركات الأجنبية للحصول على الذهب من المناجم.
وحسبما ذكرته منظمة الأزمات الدولية، أن الجماعات المسلحة استطاعة أن تحصل على العديد من المناجم التي تعمل في التنقيب على الذهب بسبب غياب دور الدولة في حماية المناجم نظراً لضعف أجهزة الدولة في مواجهة الجماعات الإرهابية، وهو أحد الصراعات التي لا تتوقف في شرق القارة والذي، يُعرف بالوريد الصحراوي.
ولم يتوقف الصراع من قبل الجماعات المتطرفة على السيطرة على مناجم إنتاج الذهب، بل الأمر تعدى هذا الأمر ليحدث هجمات على المدنيين مثلما حدث في مالي، وزيادة الصراع في بوركينا فاسو، لتكون مالي وبوركينا فاسو البلدان الأكثر جذبا للإرهاب في القارة، فنجحت الجماعات الإرهابية في السيطرة على منجم «إنتاكا» بعدما فشلت الحكومة في السيطرة على المنجم.
كما يُمثل التنافس بين الشركات العالمية للحصول على الذهب في القارة الأفريقية أحد أهم الأسباب التي تُشعل الصراعات داخل القارة.