أعلنت الدول المشاركة في المؤتمر الإنساني حول غزة الذي نظم الخميس بباريس، عن التزامات بتقديم مساعدات تتجاوز قيمتها مليار يورو إلى القطاع الذي يشهد حربا مدمرة يشنها الاحتلال الصهيوني، في ظل دعوات إلى وقف إطلاق النار، إلا أن المنظمات الإنسانية نددت باستحالة تقديم هذه المساعدات طالما استمر القصف على غزة.
وبعد فشلها في تحقيق أي تقدم، شكلت المبادرة على الأقل أول جهد للتشاور الدولي في محاولة لمساعدة المدنيين الفلسطينيين المحاصرين بسبب الحرب في قطاع غزة، وبينما لا يزال القتال محتدما في القطاع، جمع إيمانويل ماكرون، في قصر الإليزيه، عشرات الدول العربية والغربية والناشئة، فضلاً عن العديد من المنظمات الدولية من أجل الاستجابة للتحديات المتعددة التي تفرضها الأوضاع الإنسانية.
في افتتاح المناقشات، غيّر الرئيس الفرنسي خطابه، وكأنه يرسل إشارة إلى العديد من الضيوف الحاضرين الحريصين على المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار من أجل حماية المدنيين على أفضل وجه، في حين تسبب القتال بالفعل في مقتل أكثر من ١٠٨٠٠ شخص بحسب السلطات الصحية في قطاع غزة.
وبعد دعوته إلى "هدنة إنسانية في أسرع وقت ممكن"، دعا إيمانويل ماكرون، للمرة الأولى، إلى "العمل على وقف إطلاق النار"، وهو منظور لا تزال إسرائيل ترفضه حتى يومنا هذا، لـ"مواصلة مطاردة مقاتلي حماس بشكل أفضل".
التحول الطفيف في الخطاب الرئاسي لم يمنع مختلف المتحدثين من الإصرار على مسئولية السلطات الإسرائيلية، وأن مقتل الآلاف من الأشخاص ليس أضرارًا جانبية. يبدو أن هذا عقاب جماعي، حسبما استنكر فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
ووفقاً لوزير الخارجية سامح شكري، فإن "المساعدات التي دخلت غزة بالفعل لا تكفي لتلبية احتياجات السكان بالكامل، والتعقيدات التي فرضتها إسرائيل عمداً على هذه المساعدات يؤدي إلى مزيد من تدهور الوضع"، وتساءل: "كم عدد الفلسطينيين الذين يجب أن يُقتلوا قبل أن تنتهي الحرب؟".
وقال رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد أشتية إن "ما تقوم به إسرائيل ليس حرباً ضد حماس، بل حرباً ضد الشعب الفلسطيني برمته".
وفي مواجهة صرخات التحذير، قد تبدو النتائج متواضعة، وبعيدًا عن الأرقام، تم أيضًا فحص عدة طرق لمحاولة تقديم المساعدات الإنسانية على أفضل وجه، والتي هي في حد ذاتها رهينة للقتال والتوترات التي أثارتها الحرب، حيث تفرض إسرائيل الحصار على المنطقة، برا وبحرًا، في حين أن مصر، التي تخشى حدوث نزوح هائل، تدفق اللاجئين الفلسطينيين، لا تنوي فتح أبواب معبر رفح على مصراعيها.