"لم يكن الالتحاق بالأزهر والدراسة فيه مُجرد حُلم يُراودني منذ صغري؛ بل كانت أمنية كبيرة يصعب تحقيقها إلا بعد مسيرة طويلة من الكد وسهر الليالي لتحصيل العلم والتفوق".. تلك أولى الكلمات التي تحدث بها الشاب التنزاني الشافعي أنديل مع "البوابة نيوز" راويًا رحلة الكفاح والعلم انطلاقًا من منزله في دار السلام بتنزانيا وصولًا إلى الحي السابع في مدينة نصر حيث جامعة الأزهر الشريف.
يقول "أنديل" الذي وصل إلى مصر عام 2021 للالتحاق بالمنحة الدراسية في الأزهر: كانت فرحتي لا توصف؛ بوصولي لأرض الكنانة؛ مصر صاحبة العراقة والأصالة بلد العلم والعلماء؛ فقد سعيت نحو 20 عامًا على التوالي منذ صغري للوصول إلى مصر والتعلم في أزهرها؛ حتى منحني الله تلك الفرصة العظيمة والتحقت بكلية الدراسات الاسلامية والعربية.
ويضيف في حديثه لـ"البوابة نيوز": التحقت بالتعليم الأساسي في دار السلام بتنزانيا لـ 5 سنوات؛ ومن ثم بالمركز الإسلامي المصري تحت إشراف وزارة الأوقاف لمدة 6 سنوات إعدادي وثانوي؛ حتى حصلت على شهادة المعادلة؛ ومن ثم التحقت بجامعة الأزهر في القاهرة، مُشيرًا إلى أنه ليس كل الدارسين يدرسون على نفقة الأزهر فمنهم من يدرس على نفقته الخاصة.
وحول بلاده تنزانيا الاتحادية البلد والواقعة في شرق القارة السمراء؛ يقول ، إن الحياة في تنزانيا لها طابع خاص فاللغة الأساسية تعرف بـ"السواحلية" أما اللغة الإنجليزية فهي أساسية في للالتحاق بالعمل؛ ولكن ما يُميز الشعب التنزاني هو الكرم والديمقراطية واحترام الثقافات والأفكار والمُعتقدات؛ "كلٍ في شأنه" لا علاقة بالآخر؛ فالمساجد ترفع الآذان وأيضًا الكنائس تندق الأجراس والمجوس يقيمون طقوسهم دون التعرض لهم؛ في الأخير كل طائفة تقيم شعائرها بكل أريحية دون التعرض للطائفة الأخرى مع الاحترام الكامل للمعتقدات فلا يوجد في تنزانيا أي تعصب ديني أو عرقي؛ بخلاف دول أفريقية أخرى.
وأوضح أن الدين الإسلامي والمسيحي أكثر الأديان انتشارًا في بلاده؛ ولكن الحكومة في تنزانيا ترخص لـ المسلمين آليات ذبح البهائم والأنعام؛ لا يمكن أن يقوم أي شخص غير مسلم بذبح الأنعام وتقطيع اللحوم فهي تذبح على الطريقة الشرعية؛ ولا يمكن أن تباع هذه اللحوم إذا لم يكن القائم على الذبح مسلم؛ مُشيرًا إلى أن الحكومة التنزانية تعرف بكل الطقوس الدينية لمواطنيها مثل مولد النبوي وغيره.
وحول العادات والتقاليد اليومية للشعب التنزاني، أوضح الشاب الأفريقي أن "الشاي بالزنجبيل" أحد طقوس الإفطار الأولي والأساسي ويُتناول مع بعض "الفطير أو العلكة" صباحًا؛ أما وجبة الإفطار فتكون في الأغلب بطاطس وتصنع بأشكال مُختلفة ومتعددة بالإضافة إلى الخبز وهي وجبة أساسية في كل موائد الإفطار على طاولات تنزانيا؛ ولكن لا يوجد في تنزانيا "الفول ولا العدس" أما الفاصوليا والأرز فموجودان في تنزانيا وضمن الوجبات الأساسية اليومية. أما وجبة العشاء فتكون إما دجاجا وأوزا وخضروات وإما وجبة السمك بالأرز.
وحول عادات وتقاليد الزواج؛ تحدث اعن بعض عادات الزواج في بلاده؛ والتي تختلف شكلًا ومضمونًا من قبيلة لأخرى؛ حيث يوجد في تنزانيا أكثر من 100 قبيلة ولكن في الأخير الزواج في تنزانيا سهل جدًا فيمكن لشاب أن يتزوج بقيمة 2000 جنيه، فالقبائل الموجودة في الريف يقدمون الدين على على المال؛ وفي قبائل بتقدم بتقدم المال على الدين ولكن الزواج في تنزانيا سهل جدًا.
وقال إن من أغرب عادات الزواج في بلاده؛ إذا قام شاب بمُغازلة فتاة رغبة منه في الزواج منها ورفضت الفتاة هذا الشاب؛ وبعد مُدة من الزمن تمت خطبتها على شاب آخر؛ فإن الشاب الأول الذي تم رفضه يقف على باب العروسة يوم الزواج ويمنع العريس من الدخول على العروسة حتى يدفع العريس للعريس المرفوض جزءًا من النقود؛ "وهذا نوع من الغيرة والعصبية المحترمة على الفتاة والمُتعارف عليها بين الشعب التنزاني"، مشيرًا إلى أن العروسة لا يمكن أن تذهب لـ "الكوافير" يوم زفافها إلا برضا أسرتها وقبيلتها؛ ويحق للعريس رؤية وجه زوجته 3 مرات فقط قبل الزواج.
وعن حفلات الزفاف في تنزانيا، قال "أنديل": إن ضرب الدفوف أبرز طقوس الأفراح ثم يجتمع المدعوين على الحفل في قاعة الزفاف؛ ومن ثم يُلقي الشيخ المُحاضرة الدينية يتحدث عن الزواج وأهميته ثم يأتي الطعام ويكون عبارة عن الأرز والدجاج ولحوم الأبقار وأحيانًا السمك.
وفي ختام حدثه، أكد الشاب الأفريقي أن أكثر ما يُميز الشعب التنزاني هو الاحترام وتنوع الثقافات وكرم الضيافة؛ وقد نشأنا منذ الصغر على ذلك حتى أن بعض الأجانب في تنزانيا لا يودون مغادرتها ويحبون البقاء فيها لـ كرم أهلها.
وعن مصر قال: أعيش في أرض الكنانة منذ 3 سنوات لم أرى فيها سوى الخير فمصر بلد العلماء وأرض الكنانة ليس لها مثيل ليس في أفريقيا فقط بل العالم كله".