تتجه أسعار الذهب إلى ختام تداولات الأسبوع على انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي، وذلك بعد سلسلة من تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي أظهرت تمسك البنك بسياسة التشديد النقدي واستعداده لرفع جديد في الفائدة ليعيد التضخم إلى مستوياته المستهدفة.
وانخفضت أسعار الذهب الفوري خلال تداولات اليوم الجمعة بنسبة 0.1% ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 1953 دولار للأونصة، وذلك بعد أن استطاع الذهب أن يغلق جلسة الأمس على ارتفاع بنسبة 0.4% لينهي سلسلة هبوط استمرت 3 أيام متتالية على الرغم من ارتفاع سعر الذهب يوم أمس إلا أنه قد سجل أدنى مستوى في 3 أسابيع عند 1944 دولار للأونصة.
وارتفاع أسعار الذهب أمس كان بسبب استغلال الأسبوع للهبوط الحالي في سعر الذهب وتتداول أسفل مستوى الدعم 1950 دولار للأونصة، مما حفز بعض عمليات الشراء لتدفع سعر الذهب إلى الارتفاع ويغلق الجلسة على مكاسب.
ووفق تقرير جولد بيليون فقد عاد الذهب اليوم إلى الهبوط وذلك بعد حديث رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول يوم أمس الذي أظهر تمسك البنك بسياسة التشديد النقدي، وأن البنك لا يرى أن السياسة النقدية قد وصلت إلى مستوى يكفي لعودة التضخم إلى مستهدف البنك عند 2%.
وأشار باول أن التضخم قد انخفض بالفعل ولكنه لا يزال بعيد عن مستهدف البنك، وبالتالي سيكون الفيدرالي على أتم الاستعداد للتدخل برفع جديد للفائدة لضمان تراجع التضخم، ولكنه أشار أن البنك سيتحرك بعناية في اتخاذ قرارات السياسة النقدية القادمة، الأمر الذي خلق توازن في تصريحات رئيس الفيدرالي.
ساعد خطاب باول بالإضافة إلى تصريحات العديد من أعضاء البنك الفيدرالي منذ بداية الأسبوع على دفع الدولار الأمريكي إلى الارتفاع بنسبة 0.8% هذا الأسبوع وهو الأمر الذي ساعد على دفع الذهب إلى التراجع.
يذكر أن الذهب قد فقد الدعم من الطلب على الملاذ الآمن في عدم توسع رقعة الحرب في الشرق الأوسط الأمر الذي دفع الأسواق إلى التركيز على السياسة النقدية الأمريكية وتوقعات أسعار الفائدة.
من جهة أخرى ارتفع العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات من أدنى مستوى منذ أكثر من شهر، وذلك بعد احياء البنك الفيدرالي لتوقعات رفع الفائدة، بالإضافة إلى مزاد سندات الخزانة المخيب للآمال في الولايات المتحدة الذي تسبب في زيادة بيع السندات وبالتالي ارتفاع العائد عليها.
ارتفاع العائد على السندات الحكومية الأمريكية من شأنه أن يحد من فرص الذهب على التعافي بسبب تكلفة الفرصة البديلة من كون الذهب لا يقدم عائد لحائزيه.
وقامت الأسواق أيضاً بتعديل الرهانات على أول خفض محتمل لسعر الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى يونيو من العام المقبل مقارنة برهاناتهم السابقة على شهر مايو. وهو لا يعد أخبار إيجابية بالنسبة للذهب الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع رفع أسعار الفائدة الأمريكية كونها تسحب الاستثمارات من سوق الذهب لصالح السندات.
الذهب لا يزال أمامه فرصة جديدة للتعافي مع اقتراب اغلاق حكومي جديد في الولايات المتحدة الأمريكية في 17 نوفمبر القادم، حيث لم يتوصل الكونجرس الأمريكي حتى الآن إلى اتفاق بتمويل الحكومة ومن شأن هذا أن يعيد التوترات وعدم اليقين إلى الأسواق المالية وبالتالي يعود الطلب على الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين.