اعتاد على بدء المؤتمرات الصحفية بعبارة «جود إيبينينج» أو «Good Ebening» مصحوبة بابتسامة فى مؤتمراته بسبب نطقه المهتز لـ«مساء الخير» (Good Evening)، ليعود إلى المدرب الإسباني أوناي إيمري إلى الدوري الإنجليزي الممتاز من جديد، بعد نحو 3 أعوام من رحيله عن أرسنال، ولكن هذه المرة من بوابة أستون فيلا، ليستمر فى قيادة الأندية التى يتولى مهمتها الفنية من الهاوية إلى قمة المجد سواء فى الدوري المحلي أو فى البطولات الأوروبية.
ولد إيمري فى 3 نوفمبر 1971 أى يبلغ من العمر 52 عامًا، فى هونداريبيا، وهى بلدة تقع فى مقاطعة جيبوثكوا التابعة لمنطقة إقليم الباسك شمال إسبانيا، بدأ مسيرته الكروية وهو فى سن التاسعة عشرة من عمره عندما انضم لفريق الرديف لنادى ريال سوسيداد، لينشأ فى دمه حب كرة القدم بالرغم أنه لم يرتد قميص أى من الأندية الكبرى حول العالم، لكنه على مستوى التدريب قاد العديد من عمالقة أوروبا ولم يكتف بذلك، بل حقق معهم الإنجازات وكتب اسمه فى سجلات التاريخ.
إيمري يتولى فى الوقت الحالي، القيادة الفنية لفريق أستون فيلا، وذلك منذ يوم 24 أكتوبر 2022، حينما أعلن النادى الإنجليزى تعاقده مع المدرب الإسباني، خلفًا لأسطورة نادى ليفربول، ستيفن جيرارد الذي أقيل لسوء النتائج، بعدما أصبح ترتيب الفريق فى جدول ترتيب البريميرليج بالمركز الـ16، وبدأ مع الفيلانز رحلة تصحيح المسار إلى أن جاء يوم 28 مايو 2023، إذ أنهى أستون فيلا موسمه الماضى فى الدورى الإنجليزى فى المركز الـ7 متقدمًا على تشيلسى وتوتنهام فى الترتيب، لينجح إيمرى فى الوصول بالفريق إلى بطولة دورى المؤتمر الأوروبى بالموسم الحالي، وعاد أستون فيلا للبطولات الأوروبية بعد غياب 11 عامًا منذ المشاركة فى الدورى الأوروبى موسم 2011-2012، وخلال الموسم الماضى نجح فى تحقيق نتائج إيجابية أمام كبار البريميرليج، حيث انتصر على أرضه توتنهام هوتسبير ونيوكاسل يونايتد ومانشستر يونايتد وبرايتون بقيادة مدربه الإيطالى أنطونيو دى زيربي، كما تعادل خارج أرضية ميدان الفيلانز مه ليفربول وفاز على توتنهام وتشيلسي.
بدأت رحلة الصعود بـ أستون فيلا من الهاوية إلى القمة، وذلك بعدما قرر النادى إقالة جيرارد فى 21 أكتوبر 2022 بسبب تراجع النتائج، حيث حقق الفيلانز فوزين فقط مقابل 3 تعادلات و6 هزائم فى أول 11 مباراة بالبريميرليج ليحتل أستون فيلا الترتيب السادس عشر ويصبح قريبًا من مناطق الهبوط، ليأتى إيمري فى مهمة إنقاذ للفيلانز، بعدما أعاد أستون فيلا، المدرب الإسبانى إلى البريميرليج مجددًا، بدفع النادى الإنجليزى الشرط الجزائى للمدرب مع نادى فياريال المقدر بـ6 ملايين يورو، فى أحد أفضل القرارات الإدارية خلال موسم 2022-2023 فى الدوريات الكبرى، حيث أصبح حينها أفضل مدرب تم تغييره بالدوري الإنجليزي.
المدرب الإسباني يعيد أستون فيلا وإشبيلية وفياريال إلى الأمجاد الأوروبية
وكانت رحلة إيمري مع أستون فيلا هى آخر المحطات المليئة بالإنجازات، حيث سبق له قيادة فريق إشبيلية الإسبانى إلى التربع على عرش القارة العجوز، بتحقيقه 3 ألقاب على التوالى من بطولة الدوري الأوروبي، ليصبح الفريق الأندلسى من وقتها ملكًا لليوروباليج، وفى البطولة ذاتها حقق أوناي إيمري مع فياريال فى موسم 2020-2021 لقب البطولة الأولى القارية الأولى فى تاريخ الغواصات الصفراء بعد التغلب على مانشستر يونايتد الإنجليزى فى النهائى بركلات الترجيح، ليكتب أوناى إيمري اسمه بحروف من ذهب فى سجلات تاريخ كرة القدم، بعد التتويج بالدورى الأوروبى مع فياريـال، حيث أصبح أول مدرب يفوز بـ4 ألقاب من البطولة؛ لتتويجه باللقب مع إشبيلية فى 3 مواسم متتالية، 2014، 2015، و2016، كما بات أول مدرب يصل لنهائى اليوروباليج 5 مرات، حصل فيها على اللقب 4 مرات وخسر نهائى وحيد مع أرسنال الإنجليزى فى 2018-2019، ليصبح أكثر مدرب يحقق البطولة مع تحقيقه لإنجاز الحصول على اللقب فى 3 نسخ على التوالى وذلك مع إشبيلية، وخسر نهائى موسم 2018-2019 مع أرسنال أمام تشيلسى الإنجليزي، ثم كلل نجاحه مع فياريال بالتأهل لبطولة دورى أبطال أوروبا فى الموسم الذى تلاه، رغم ابتعاده عن المراكز المؤهلة للبطولة، باحتلاله المركز السابع فى جدول ترتيب الدورى الإسباني، ومن ثم قاد الفريق إلى نصف نهائى التشامبيونزليج.
ومن ضمن إنجازات إيمري أنه قاد أرسنال إلى نهائى الدورى الأوروبى فى عام 2019، بالرغم أنه شغل هذا المنصب لمدة 18 شهرًا فقط، قبل إقالته بعد سلسلة من النتائج المخيبة للآمال لجماهير الجانرز، ولكنه اعتاد على تحقيق الألقاب مع الأندية، حيث يملك فى جعبته 7 ألقاب فى موسمين مع باريس سان جيرمان الفرنسي، كما إنه أسهم فى صعود ألميريا الإسبانى إلى الليجا خلال موسمه الأول مع الفريق، واستمر فى التألق فى الدورى الإسباني، وقاد ألميريا إلى المركز الثامن ليجذب انتباه نادى فالنسيا، ليستطيه بعدها خلال أربعة مواسم فى قلعة ميستايا، التواجد مع فالنسيا فى المركز الثالث والتواجد فى دورى أبطال أوروبا للمرة الأولى على الرغم من اضطراره لبيع اثنين من أبرز النجوم، ديفيد فيا وديفيد سيلفا، بسبب مشاكل النادى المالية.
