الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أكثر من شهر على العدوان الإسرائيلى على غزة!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مر أكثر من  شهر على أحداث غزة ومعاناة الشعب الفلسطينى تحت القصف والحصار الإسرائيلى والمفروض على قطاع غزة بفلسطين، والقنابل والصواريخ التى يتم إطلاقها على البيوت والمدارس والمستشفيات وليس على الأماكن العسكرية فحسب، والتى نتج عنها حوالى ١٠ آلاف شهيد، منهم أكتر من ٤ آلاف طفل قتيل وشهيد، وأكثر من ٢٥ ألف مصاب وجريح فى حالة صعبة جدا، فضلًا عن تدمير البنية التحتية والمنازل والبيوت والجوامع والمستشفيات والمدارس، وقطع الكهرباء والانترنت ووسائل التواصل بين الأفراد، علاوة على نقص الوقود، وعدم السماح بتوصيله إلى غزة، واطلاق مرسوم بمنع عودة كل العاملين الفلسطينيين من غزة للعمل فى المصانع والشركات الإسرائيلية بعد الانتهاء من العدوان، وهو ما زاد من بطالة الشباب والرجال فى غزة، وهو ما زاد الأحوال طينا وسوءا، وكل هذا مع نقص المساعدات اللازمة من الأدوية والأغذية والدعم المادى، وهو ما دفع مصر إلى فتح معبر رفح لدخول عدد من الحالات المصابة والخطيرة إلى العلاج فى مستشفيات العريش وسيناء، وعودتهم مجددًا إلى غزة، فضلًا عن تقديم مصر لأكبر المساعدات الإنسانية والاجتماعية من أطعمة وأدوية الى شعب غزة، بصفة مستمرة، ورغم كل هذا الخراب الذى حدث فى غزة من تحطيم البيوت وقتل المواطنين من أطفال وشباب ونساء وشيوخ، ورجال إلا أن العالم لا يزال يتفرج على الأحداث المأساوية ولا يحرك ساكنا بالرغم من المظاهرات التى تجوب مختلف بلاد العالم، وامام مختلف السفارات الأمريكية والإسرائيلية فى كل مكان وهو ما دعا مصر الى الدعوة لقمة القاهرة  للسلام لقطع الطريق على إسرائيل وإجهاض مخططها الشيطانى بنقل مواطنين غزة الى مصر، وتصفيه القضية الفلسطينية تماما، وهو ما رفضه بالطبع الشعب الفلسطينى نفسه والذى تمسك بأرضه، التى يعتبرها عرضه وشرفه وكرامته، ومن أجلها يموت شهيدا على أرضه !
أكثر من شهر مر على شعب غزة وكأنه ألف سنة من العذاب والخوف والقلق والحرمان والحزن وسرادق العزاءات اليومى، ومشهد الجنائز التى تعرف طريقها الى المقابر، ربما تكون المقابر ارحم لهم من الحياة التى كتب لهم فيها أن يعيشوا فى الظلام وتحت نيران المحتل الإسرائيلى الغاشم البغيض الذى لا يعرف معنى للإنسانية ولا للأخلاق ولا للدين، فجميع الأديان كلها تلفظ قتل النفس بغير حق، ولكن الصهاينة لا يعرفون سوى القتل والإبادة، لدرجة أن وزير التراث الإسرائيلى صرح بأنه يمكن استخدام القنبلة النووية لإبادة الشعب الغزاوى، لأجل الانتهاء تماما من القضية وتحدث الرئيس الأمريكى بايدن عن الهدنة الإنسانية وليس وقف إطلاق النار!.
أكثر من شهر من الدمار عاشته الأسر الفلسطينية فى غزة ولم يذوقوا فيه طعم الراحة ولا النوم الهاديء ولا يرى فيه الاطفال سوى الرعب والخوف ودموع ونحيب الأمهات على ذويهم من الشباب والأطفال، ولم يستطع الاهالى إنقاذ ذويهم من تحت أنقاض العمارات والبيوت التى هدمت بسبب الصواريخ الإسرائيلية والطائرات التى تلقى بالقنابل والرصاص على الشعب الأعزل فى مشهد لم يحدث منذ احتلال فلسطين عام ٤٨ حتى الان !
وكل ما فعله العالم خلال الشهر المنقضى هو الشجب والإدانة والدعوة فقط  إلى ضبط النفس، والمطالبة باحترام الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة والتى لم تحترمها أو تسمع إليها إسرائيل المحمية بأمريكا فى المنطقة، فضلا عن إرسال مساعدات، ولكن اتخاذ موقف أشد قوة بقطع علاقات مثلا، فلم تتخذه سوى بعض دول أمريكا اللاتينية.. كل هذا يدعونا الى أن نقول للشعب الفلسطينى لك الله يا اعظم شعب، تحمل الكثير لأجل القضية العربية وثالث الحرمين الشريفين، المسجد الاقصي.
د. فتحي حسين: أستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة