الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

كيف انعكست توترات مالي على الأوضاع في دول الساحل؟

الاوضاع في مالي
الاوضاع في مالي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تشهد منطقة الساحل الأفريقى اضطرابات داخلية متزايدة، بسبب الانقلابات العسكرية التى مرت بها عدة دول فى المنطقة، بالإضافة إلى التصاعد الملحوظ فى النشاط الإرهابي.

وتشكل الخطوات التصعيدية الراهنة من قبل حركات الأزواد للتمرد على الحكومة المركزية فى مالى نقطة تحول، ولها انعكاسات مباشرة على تفاقم الأوضاع الأمنية فى الساحل الإفريقي، إذ أعلنت هذه الحركات منذ أيام قليلة، سيطرتها على قاعدة عسكرية جديدة للجيش فى شمال مالي، لتشكل بذلك القاعدة الخامسة التى تسيطر عليها فى شمال مالي.

تكتل إقليمى جديد

يؤكد الباحث فى الشأن الدولي، أحمد العناني، فى تصريح لـ«المرجع»، أن هذه التحركات قد تؤدى إلى تكتل إقليمى جديد، قابل للتوسع، يكون ركيزة لتوازنات إقليمية ودولية جديدة فى هذه المنطقة، مشيرًا إلى أنه بالتزامن مع بدء انسحاب قوات بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار فى مالي، حيث سيطر الطوارق على ٥ قواعد عسكرية فى شمال مالي، هى "بامبا" و"ليري" و"ديورا" و"بوريم"، بالإضافة لـ"تاوسا"، حيث تشكل تنسيقية حركات الأزو تحالفًا لجماعات الطوارق والقوميين العرب بشمال مالي، الذين طالما اشتكوا من تعرضهم للإهمال من الحكومة المركزية فى باماكو.

وأضاف أن التوترات بين الحكومة المركزية فى باماكو وحركات الأزواد فى شمال مالى كانت قد اشتعلت بالفعل منذ نهاية العام ٢٠٢٢.

وشهدت وتيرة الصراع اتجاهًا تصاعديًّا بشكل مطرد منذ أغسطس ٢٠٢٣، بالتزامن مع بدء انسحاب قوات حفظ السلام الأممية من قواعدها فى هذه المنطقة، إذ بدأت حركات الطوارق فى شن هجمات متزايدة على القواعد العسكرية للقوات الحكومية، فى الوقت الذى رصدت فيه بعض التقارير الغربية دفع باماكو بتعزيزات عسكرية تجاه الشمال لصد الهجمات المستمرة للطوارق، وهو ما أسفر عن اشتباكات حادة بين الطرفين خلال الأسابيع الأخيرة.

تراجع مقصود للدعم الغربي

وأكد الباحث فى الشأن الدولي، وجود تراجع مقصود للدعم الغربى لجهود مكافحة الإرهاب فى منطقة الساحل، من خلال تقليص الدعم المقدم لجيوش هذه الدول، ردًا على التقارب الراهن للسلطات الانقلابية فى هذه الدول مع روسيا، الأمر الذى ينذر بتفاقم حالة عدم الاستقرار فى منطقة الساحل الإفريقي، واتساع نطاق التهديدات الإرهابية، مع عدم استبعاد حدوث تصدعات داخلية فى هياكل المؤسسات العسكرية لتلك الدول حال حدوث فشل كبير فى جهود مكافحة الإرهاب.

وتوقع أن يتم تفعيل اتفاقية الدفاع المُشترك لتحالف الساحل الجديد، فى إطار تصاعد التوترات فى شمال ووسط مالي، وأن تدفع النيجر وبوركينا فاسو بقواتهما لدعم القوات المالية لمحاولة احتواء تمرد حركات الأزواد، وصد أى تقدم محتمل للمجموعات الإرهابية، وهو ما سيشكل بداية تفعيل اتفاقية الدفاع المشتركة التى وقعتها الدول الثلاث، واختبارًا لمدى التماسك والقدرة الفعلية لهذا التحالف الجديد، الذى يتوقع أن يشهد دعمًا واسعًا من قبل روسيا ومجموعة فاجنر، لكن فى المقابل يمكن أن يتحول المشهد إلى حرب بالوكالة حال عمدت فرنسا نحو دعم فعلى ومتزايد لحركات الأزواد.

كما حذر من احتمالية تمدد النزعة الانفصالية لدى مناطق الطوارق، والتى تمتد فى شمال مالى والنيجر وبوركينا فاسو، وكذا فى جنوب الجزائر وجنوب غرب ليبيا، مؤكدًا أنه فى حالة تصاعد الحرب بين القوات الحكومية فى مالى وحركات الأزواد من الطوارق، يمكن أن يؤدى ذلك إلى تمدد ثورة الطوارق فى هذه الدول، ولا سيما أن ثمة تطلعات تاريخية للطوارق تستهدف تشكيل دولة موحدة لهم تجمع مناطق انتشارهم.