ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، الذي عقد ضمن السيمنار الثاني للآباء كهنة إيبارشيات محافظات القناة والبحر الأحمر وعدد من إيبارشيات الوجه البحري والوجه القبلي، في مبيت زوار دير القديس الأنبا بولا بالبحر الأحمر، والذي بدأ في الخامس من نوفمبر الجاري، في إطار الاهتمام الرعوي والتدبير الداخلي للأب الكاهن، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وافتتح قداسة البابا قبل بدء العظة، المسرح الجديد بمبيت الأنبا بولا مشيدًا بتجهيزاته المتميزة والتي تمت خلال شهرين فقط.. وتناول قداسته في حديثه عمل الأب الكاهن وأبعاد علاقاته، وأشار إلى العلامات المشتركة المفترض أن تتوافر في الآباء الكهنة، وهي:
١- شهود أصحاء: يجب أن يكونوا متمتعين بالصحة الروحية كنموذج حيّ أمام الرعية، وألا توجد فجوة بين القول والفِعل، وأن يصنع الأب الكاهن مناخًا روحيًّا داخل كنيسته، "كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ" (مت ٦: ١٠)، ويكون في تواصل دائم مع البشر وله لمسه روحية مع كل أحد.
٢- معلمون أقوياء: يجب أن يكون معلمًا قويًّا في الفضيلة وفي العقيدة والتاريخ والحاضر، وله رؤية واضحة بتجديد الذهن وبما يُقدمه من تعاليم وافتقاد، وأن يعرف التركيبة الاجتماعية للشعب.
٣- إنسان محب عظيم: يجب أن يكون لديه طاقة حب، لأن المحبة هي رأس مالنا، وأن يقدم حب الله لكل أحد بقلب متسع ونفس نقية، فكلما اقترب من الله كلما كان قلبه حنونًا رحيمًا.
كما أوضح قداسة البابا "ما هو عمل الأب الكاهن؟" كالتالي:
١- مُفتقِد: يقوم بالافتقاد الدائم كأب، فالأبوة هي قمة الرعاية.
٢- يعظ: هو مُعلِّم قوي، ويُقدم قراءاته ومعرفته للشعب بما يناسب لهم حسب أعمارهم وثقافتهم.
٣- مُعرِّف: يأخذ اعترافات الرعية، لأن الاعتراف هو شكل من أشكال الطب الروحي المريح للنفوس، وهذا أصعب عمل يقوم به.
٤- مُعمّر: هو نشيط ويقوم بعمل المشروعات التي تخدم المجتمع والكنيسة، لأن الكنيسة لها دورين: دور روحي خلاصي ودور اجتماعي لخدمة المجتمع بكل وسيلة.
٥- مُصلي: يُسبح ويُرنم من القلب بلسان الشعب، وهو مسؤول أن يشرح للناس الصلوات والألحان وما إلى ذلك.
٦- مُجامل: أن يكون مشاركًا بالقلب في مختلف المواقف، "فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ" (رو ١٢: ١٥).
٧- قدوة: هو نموذج ومثال للرعية كعضو دائم في كل بيت.
وتناول قداسته سبعة أبعاد لعلاقات الكاهن، وهي:
١- علاقته مع نفسه: وتتطلب الصراحة وفحص النفس ومراجعتها باستمرار، لئلا تتسلل إليها عثرة ما، فيقوم بتعديل سلوكه.
٢- علاقته مع أسرته: وتتطلب رعاية زوجته وأولاده، الذين يحتاجون إلى سعادة التواجد، وذلك بتقديم الوقت الجيد لهم.
٣- علاقته مع أخوته الكهنة: وتتطلب اللياقة، والتعامل بوقار الكهنوت، وأن يُقدم التعاون والمودة الأخوية وحفظ السر، وأن يصنع ما يليق مع كل أحد.
٤- علاقته مع أسقفه: وتتطلب الأمانة الكاملة، وأن يكون أمينًا في تقديم المعلومة، وفي الاعتراف بالخطأ، ولديه أمانة في التأديب (القانون)، وفي الأمور المالية بصفة عامة فيما يخص الخدمة، " كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ" (رؤ ٢: ١٠).
٥- علاقته مع الشعب: وتتطلب الأبوة، لأن الله أرسله بمسؤولية الأب الذي يحب ويسامح ويشجع ويتأنى، وأن يسلك بحكمة، وتكون العلاقة فيها شبع روحي ومعرفي وجسدي، وأيضًا فيض المحبة.
٦- علاقته مع كنيسته: وتتطلب شهادة الحق، وأن يُعلّم بتعاليم الكنيسة، ويسلك السلوك المستقيم في حفظ العقيدة وتقديمها، ويهتم بالتراث في الألحان واللغة القبطية، لأن كنيستنا المصرية واحدة من أقدم الكنائس في العالم.
٧- علاقته مع مسيحه: وتتطلب معرفة شخصية وعبادة بالروح، لأن العبادة بالروح هي الأساس، وأن يعيش بالإنجيل، الذي أسماه ذهبي الفم "منجم لآلئ"، وأن يشرح العبادة لشعبه بصورة حية بالصلوات من أجلهم.