حينما سئل "بلينكن" وزير خارجية أمريكا إبان تواجده في العاصمة الأردنية عمان بعد أن انتهى من لقائه مع وزراء الخارجية العرب عن عدد القتلى الذى تنتظره الولايات المتحدة حتى تتحرك لوقف النار فى غزة بعد أن تجاوز الشهداء عشرة آلاف شهيد والجرحى ما يقرب من الثلاثين ألف مصاب؟.. قال بكل غرور: "إن وقف إطلاق النار لن يؤدى إلا إلى إبقاء حماس فى مكانها"!
هذا الرد الغير دبلوماسي إن دل فإنما يدل على صلف وغرور وتبجح وعجرفة كبيرة من وزير خارجية أمريكا راعية الدمار والخراب في منطقة الشرق الأوسط!
إن ما تشهده المنطقه اليوم وقبل اليوم من دمار وخراب يتحمل تبعاته البيت الابيض الذي لم يورث المنطقة غير البغض والكراهيه والعدوان عبر العصور لكل ما يمت لهذا البيت من قرابة أو حتى أدنى صلة !.
حتى جولة "جو بايدن" في المنطقة لم تجدي نفعا ولم يك لها أدنى فائدة بل كانت بالفعل تحركا كبيرًا لمنح الكيان الصهيوني المتغطرس مزيدًا من الضوء الأخضر لمواصلة إبادته للمدنيين في غزة سحقا لهم تحت الأنقاض والنيران وكأنها رسالة إلى البعض تخويفا ورعبا في أفجر عمليات عسكرية شهدها التاريخ!.
وإذا كانت أمريكا هي راعية الإرهاب في العالم فإن إسرائيل هي طفلها المدلل هذا الطفل اللعين المسرطن الذي عاث في الأرض فسادًا والذي أوشكت حياته الحتمية على الانتهاء من هذا الوجود جراء أفعاله الإجرامية وحربه العدوانية ضد القطاع الحزين المتوشح بالسواد والحداد رغم صموده، وعبر ما يواجهه من عربدة وطغيان....!
ورغم ما سبق ولكون أن لإسرائيل جيشا نظاميا فإنها مع ذلك لم تحقق أدنى انتصار على غزة الصامدة رغم كم الشهداء والمصابين والهدم والتخريب وإنها وببساطة باتت تستخدم طريقة "الحقل المهجور" وهذا يعني أنها تريد أن تحول غزة إلى أنقاض من التراب تمهيدًا لتحقيق هدفها الأساسي بالتهجير القسري لسكان القطاع المنكوب إلى خارج الحدود لتنفيذ مخططها السام من النيل حتى الفرات والشرق الأوسط الجديد ولكن هيهات هيهات!واذا كانت إسرائيل مارست داخل القطاع المحتل الغطرسة الحديدية وضربت بجنون يمينًا ويسارًا فمتوقع أن تحدث انقسامات كبيرة داخل الحكومة الإسرائيلية لفشل معركة السيوف الحديدية وفشل اسرائيل في تحقيق أي اهداف سياسية أو استراتيجية جراء حربها التي طال أمدها لا سيما وأن مقتل إسرائيل عبر حروبها يتمثل في أمرين:
الأول:عدم قدرتها على تحمل الخسائر البشرية ولذا فهي تجبن في حروبها عن المواجهة البرية على أرض الواقع
الأمر الثاني:عدم قدرتها على إطالة أمد الحرب لأن ذلك يستلزم منها تجنيد الاحتياطي من العمال والمزارعين والمهندسين وكافة الطبقات المنتجة مما يعني تجمد عجلة الإنتاج ومن ثم إصابة الاقتصاد بالعجز المطلق.
اسرائيل عبر تاريخها اعتادت على الضرب السريع ومن على بعد فلم تعتد على المواجهة الميدانية وطول أمدها وهذا واقع اثبتته تجارب الأيام ورصدته مراكز الرصد والدراسات والتحليلات العسكرية .
مصر هي الدولة الوحيدة التي تقف بالمرصاد إقليميا ودوليا في طريق محاولة إسرائيل تنفيذ أجندتها السامة في المنطقة وبحسب دراسات داخل اللوبي الصهيوني فإن مصر هي حائط السد المنيع الذي يمنع اسرائيل من إعادة رسم وتشكيل خارطة الشرق الأوسط الجديد ....
فلم تكف اسرائيل عن محاولتها الكثيرة بالتعرض لمصر على الدوام ولكن الدولة المصرية مستيقظة جيدًا فلا تغفل ولا تنام.
فهناك في غرفة عملياتها حراس معبدها الأوفياء وحملة كلمة السر يغيرون اللعبة كل مرة ويتحركون في تحقيق غاية الكبيرة مصر نحو مضيها قدما حماية لأمنها القومي والاستراتيجي.
اليوم وبعد رسوخ مصر خارجيًا وتواجدها إقليميًا ودوليا بثقلها السياسي والدبلوماسي وبعد إعادة بناء الدولة المصرية الكبيرة بهيبتها وبعد إعادة تسليح الجيش المصري تسليحا كبيرًا ومتنوعا كان لزامًا على الجميع أن يعيدوا حساباتهم مرة أخرى تجاه الدولة المصرية!
مصر بالفعل دولة كبيرة وقادرة بخطوطها الحمراء على وقف الجميع عند حده وعلى حماية سيادتها وحدودها وأمنها القومي هنا أو خارج هنا.
مصر ذات نفس طويل وأضحت قوة مؤثرة ووضعها اليوم يختلف عن ذي قبل فأصبح صوتها مسموع في كافة المنتديات والمنابر الدولية والإقليمية ويؤخذ برأيها فهو محل دراسة واعتبار، رضي بذلك من رضي وأبى من أبى.
أما اسرائيل فهي إلى مزبلة التاريخ وهي الخنجر المسموم الذي سيفكك الولايات المتحدة الأمريكية إلى دويلات متناحرة.
وختامًا،،،
إلى الكيان الصهيوني اللعين:
أنت تقرأ في كتابك المقدس:
«أجمعك بها يا اسرائيل ثم اذبحك فيها ذبحًا»
مهلا مهلا فكل آت قريب