يدق علماء الاتحاد الأوروبي ناقوس الخطر بشأن ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ، حيث أصدروا تحذيرات قوية تؤكد أن العام الحالي قد يكون الأكثر ارتفاعاً في درجات الحرارة منذ آلاف السنين.
وفقًا لمرصد كوبرنيكوس المعني بتغير المناخ في الاتحاد الأوروبي، أظهرت البيانات أن الشهر الماضي، أكتوبر، شهد ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، حيث كان أعلى معدل حراري خلال تلك الفترة من السنوات السابقة.
وأكدت النقيبة سامانثا بيرجيس، نائبة مدير المرصد، أن الارتفاع كان "شديدًا للغاية"؛ إذ تجاوز الرقم القياسي السابق لشهر أكتوبر من عام 2019 بفارق كبير قدره 0.4 درجة مئوية.
ويعزي سبب هذا الارتفاع، جزئيًا إلى استمرار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن النشاط البشري، وتأثير ظاهرة النينو التي تؤثر على درجات حرارة سطح المياه في شرق المحيط الهادئ.
وفي نطاق عالمي، تشير بيانات المرصد إلى ارتفاع متوسط درجة حرارة الهواء على سطح الأرض في أكتوبر بمقدار 1.7 درجة مئوية مقارنة بالفترة من 1850 إلى 1900، والتي تُعتبر فترة ما قبل الصناعة.
ويحذر علماء المناخ من أن هذه الارتفاعات الكبيرة في درجات الحرارة تؤدي إلى تصاعد الظواهر الجوية المدمرة، مثل الفيضانات والحرائق الغابات والعواصف الشديدة، التي شهدتها العديد من المناطق في جميع أنحاء العالم خلال العام الحالي.
وأكد بيرس فورستر، عالم المناخ في جامعة ليدز، أن هذه الظواهر ليست الوضع الطبيعي الجديد، ويجب اتخاذ إجراءات فورية للحد من تأثيرات تغير المناخ عبر خفض انبعاثات الغازات الضارة.
وعلى الرغم من وضع أهداف لخفض الانبعاثات، فإن التقدم في هذا الاتجاه كان بطيئًا، حيث وصلت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى مستويات قياسية في عام 2022.
وتؤكد التحذيرات العلمية والبيانات الجديدة أن التدابير العاجلة والجادة للتصدي لتغير المناخ وتقليل الآثار السلبية المتوقعة هي الضرورة الملحة في الوقت الحالي.