الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

فلسطينية بمستشفى القدس لـ «البوابة نيوز»: «نعيش أهوال يوم القيامة»

سيدة فلسطينية في
سيدة فلسطينية في غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«لم أتخيل يومًا أن أكون على قيد الحياة لأعيش أهوال يوم القيامة.. فأعيننا لا ترى سوى النار والأشلاء؛ وآذاننا لا تسمع سوء الصراخ والعويل» بتلك الكلمات بدأت السيدة «أم محمد» حديثها مع «البوابة نيوز» عن 30 يومًا قضتها بين التشرد والنزوح من منطقة لأخرى في قطاع غزة؛ جراء قصف غاشم لا يستثني أحدًا من إرهابه الذي يواصل الليل بالنهار.
 

شرق مدينة غزة وتحديدًا في حي الشجاعية؛ كانت السيدة الفلسطينية «أم محمد» تُقيم في منزلها المُتواضع رِفقة أبنائها الـ 3 وزوجها وبقية أسرته؛ إلا أنه في الـ سابع من أكتوبر الماضي تحولت حياتهم المُعتادة إلى كابوسٍ مؤلمٍ؛ جراء تلقي العديد من التهديدات من قبل الاحتلال بضروة إخلاء منزلهم المكون من 3 طوابق لجنوب غزة. 

رفضت العائلة تهديدات الاحتلال؛ بالنزوح عن منزلهم جنوبًا.. متسائلين أين ستذهب عائلة يتخطى عدد أفرادها الـ 13 فردًا بينهم نساء وأطفال؟ ولكن تحذيرات الاحتلال المُرعبة بالنُزوح قسرًا نفذها الاحتلال بعد أقل من 3 ساعات منفذًا أكثر من 150 غارة بالمتفجرات على حي الشجاعة أودت بحياة عشرات الشهداء ومئات الجرحى والمصابين والمنكوبين تحت الأنقاض.  

وتكمل السيدة الفلسطينية رواية أهوال ليلة قصف الاحتلال منزلها؛ قائلة: في لحظة واحدة اهتز المنزل وكأنه زلزال؛ تزامنًا مع أزيز الطائرات التي يُدمر الأعصاب من شدة صوته المقترب جدًا؛ إلا أن الصراخ الذي خرق الآذان جعلنا نخرج من المنزل مهرولين دون حمل أي شيء «خرجنا بملابسنا فقط.. ولكن سلمنا الله من الإبادة». 

تركنا منزلنا بعد قصفه؛ وتوجهنا جنوبًا أملًا في الأمان، حسب تهديدات وتوجيهات الاحتلال وصرنا نازحين نتكفف الناس التي تعاني هي أيضًا من الأوضاع المعيشية والمأساوية الصعبة جدًا؛ إلا أن الاحتلال كان يريد إبادتنا مرة واحدة؛ فبعد يومً واحد من النزوح جنوبًا دكت طائرات الاحتلال المربع السكني الذي نزحنا إليه جنوب غزة. 
للمرة الثالثة أجبرنا الاحتلال على النزوح قسرًا؛ ولم يعد أمامنا مكان للنزوح يحظى بالأمان النسبي سوى مستشفى القدس التابعة للهلال الأحمر بمنطقة تل الهوا بغزة؛ وهي أيضًا ليست ببعيدة عن قصف الاحتلال فمنذ نزوحنا بالمستشفى تلقت إدارة  المستشفى عشرات التهديدات بضرورة الإخلاء الفوري للمستشفى التي تضم آلاف النازحين وتستقبل كل يوم المئات من المرضى؛ كما أن القصف الإسرائيلي لم يرحم الأبينية في محيط المستشفى ولا حتى سيارات الإسعاف التي تقل مصابين القصف إلى المستشفى. 

وتضيف «أم محمد» منذ أكثر من 15 يومًا لا نزال نازحين نحتمي بأرصفة وطرقات مُستشفى القدس برفقة أبنائي الثلاثة أكبرهم 10 سنوات؛ نتكفف الناس طعامًا وشرابًا؛ فكسرة خبرز تكون طعام يومًا كاملًا أما الماء فهو أزمة كبرى تؤزم حياتنا المأساوية التي تنجرع مرارتها ليل نهار، فالأطفال يئنون ليل نهار من شح الطعام وإنعدام الماء وسط تواصل القصف على محيط أبنية المستشفى حتى أن سيارات الإسعاف تواجه أزمة في الدخول أو الخروج من المستشفى بسبب الشوارع التي دمرها قصف الاحتلال. 

وتختتم السيدة الفلسطينية التي تعاني مرارة النزوح والحوجة وآلام الفقد والدمار حديثها مع «البوابة» قائلة: «للأسف الوضع مأساوي وكتير كمان صعب جدا نموت بالرعب وننتظر الاستشهاد كل يوم». 


مُعاناة «أم محمد» والآلاف من النازحين داخل مستشفى  القدس بشأن أزمة شح مياه الشرب جراء القصف والحصار الإسرائيلي وثقها مقطع فيديو نشره الهلال الأحمر الفلسطيني، أثناء مُحاولة النازحين الحصول على مياه الشرب بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بالقرب من مستشفى القدس، فلجؤوا إلى داخل المستشفى بحثاً عن الأمان، في حالة من الرعب والهلع بين الأطفال والنازحين.