يجسد نزار جمعة دور أكرم، في وداعًا جوليا، الصورة التقليدية للرجل الشرقي، فهو رجل غيور، يتحكم في اختيارات زوجته منى في الحياة على الشاكلة التي يجدها مريحة بالنسبة له، تارةً يمنعها من الغناء، وتارة يمنعها من التعرف إلى أناس جدد في حياتها، وأحيانًا أخرى يضغط عليها لتنجب حتى تحقق الحلم الذي يريده هو أكثر من أي شيء آخر.
صورة معتادة ربما تعثر بها المشاهد في العديد من الأعمال الأخرى، ولكن ما يميز الشخصية التي جسدها نزار هي الأبعاد والمشاعر التي أضافها إلى أكرم، صحيح أنه رجل غيور يمنع زوجته من الحياة كما تحب ولكنه في النهاية رجل يحب امرأة، يريدها لنفسه فقط، وعلى جانب آخر فهو أيضًا رجل يحب وطنه، ويرى أن الطريقة التي يحبه بها هي الشكل الصحيح لما يتحتم أن يكون عليه الانتماء للوطن مهما بدى ذلك للآخرين عنصريًا، وهكذا هو الحال مع الدين، إنه فقط رجل يريد أن يحمي دينه بالطريقة التي يراها صائبة.
وعن الفيلم قال نزار جمعة "الفيلم بمثابة صرخة لما يحدث في العالم العربي، وللأسف مجتمعاتنا تمتلىء بالكذب، وشخصية أكرم مشبعة بعاداته، وهي شخصية كنت أخشى من تقديمها لكن السينما يجب أن تخاطب الجميع بصدق شديد، الفن دون الصدق لا معنى له."
ووصف أيضُا نزار الشخصية التي يؤديها في الفيلم "ألعب دور أكرم، نموذج للشخص العنصري وللرجل الشرقي، "سي السيد" بالتعبير باللهجة المصرية، وهي شخصية بها من العيوب وأيضًا تضم الإيجابيات، المشاهدون كرهوا الشخصية للغاية، وبالأخص النساء."
وداعًا جوليا هو أول فيلم سوداني يشارك في مهرجان كان حيث فاز بجائزة الحرية، وهو ممثل السودان في جوائز الأوسكار لعام 2024، وحاصل على 7 جوائز دولية أخرى من بينها جائزة سبتيموس لأفضل فيلم إفريقي، يشارك في بطولة الفيلم إلى جانب نزار جمعة إيمان يوسف وسيران رياك وقير دويني وتتولى MAD Solutions توزيعه عالميًا.