قال مسئولون في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إن عدوا جديدا قد أظهرته لهم الحرب على قطاع غزة، لم تكن إسرائيل تقدر خطورته حق قدرها حتى ذاقت نيرانه.
وذكرت منصة "جلوبز الإخبارية الإسرائيلية"، أن القاذف الصاروخي المضاد للدبابات من طراز "كورنيت" أصبح هو اللعنة الجديدة التي منيت بها العسكرية الإسرائيلية، حيث يعد السلاح الأشد فتكا في أيدي من وصفتهم بـ"المسلحين الفلسطينيين" وعناصر حزب الله، الذين يعقلون عليه آمالهم في إنزال هزيمة كبرى بإسرائيل.
وأشار خبراء عسكريون بالجيش الإسرائيلي في مقابلة مع المنصة الإخبارية إلى أن ما يسعى إليه مخططو العمليات العسكرية في إسرائيل هو دراسة أنسب الطرق لتحييد ذلك "الكورنيت اللعين" الذي أصبح شبحا مخيفا في أذهان راكبي المدرعات وعربات القتال الثقيلة في الجيش الإسرائيلي.
وقال الخبراء إن قذائف الكورنيت تعد هي النسخة الأحدث من صواريخ "ساجر" الروسية الصنع المضادة للدروع والتي أذاقت الجيش الإسرائيلي الويل في حرب السادس من أكتوبر 1973، وبعد 50 عاما حدث نفس الشيء وأذاق الحفيد "كورنيت" إسرائيل من نفس الكأس الذي أذاقه منه جده "ساجر".
وأوضحوا أن الصواريخ "ساجر" هي مقذوفات موجهة يتم التحكم فيها عبر عصا توجيه، أما الكورنيت فيعتمد على شعاع الليزر لتوجيهه صوب الهدف المراد الفتك به واعتمادا على حساسات خاصة للتوجيه، وعادة يتم إطلاق قذائف الكورنيت من حامل ثلاثي الأرجل يجعل المنظومة كلها أشبه بالتليسكوب.
وتصل حمولة مقذوفات "كورنيت" من المواد المتفجرة إلى 5ر4 كجم وهو ما يسمح لمقذوف كورنيت باختراق الصفائح الفولاذية حتى سمك متر وهو بذلك يكون قادرا على خرق المركبات عالية التدريع التي في حوزة الجيش الإسرائيلي، وفضلا عن ذلك يصل المدى المؤثر لقذيفة "كورنيت" إلى 5ر5 كم وهناك طرازات أخرى يصل مداها المؤثر إلى 8 كم.
وبحسب الخبراء الإسرائيليين، أعطت القدرة التدميرية العالية لصواريخ كورنيت "الروسية" إمكانية استخدامها في مهاجمة الدشم والبنايات التمركزية للقوات الإسرائيلية، كما أن بمقدور صواريخ كورنيت إصابة الأهداف الجوية المنخفضة.
ويرى البروفيسير ياهوشو كاليسكي كبير باحثي معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب إن صواريخ كورنيت عالية الدقة وشديدة الفتك هي "اقوى وأخطر سلاح في يد مقاتلي حماس ضد قواتنا ومدرعاتنا لكن إسرائيل على الجانب الآخر لديها القدرة التكتيكية والعملياتية على التعامل مع تهديد ذلك كورنيت اللعين".
من جانبه.. يقول الخبير الدفاعي الإسرائيلي تال اينبار إن الكورنيت هو الآن السلاح الأمضى الذي لا مفر من نيرانه إذا تم إطلاقه على هدف محدد.. إنه مقذوف يعرف هدفه جيدا.. ويعرف طريقه صوب هذا الهدف بدقة متناهية.. ولا سبيل للفكاك منه سوى باتخاذ إجراءات الحماية النشطة والتدريب عليها".
وكان أول استخدام عملياتي لمقذوفات "كورنيت" في حرب الخليج الثانية حيث استخدمها جيش العراق ضد المدرعات الأمريكية، وبعدها واجهت إسرائيل صواريخ الكورنيت للمرة الأولى خلال حرب عام 2006 على لبنان إذ استطاعت مقذوفات الكورنيت اختراق تدريع دبابات القتال الرئيسية الإسرائيلية "ميركافا" بذات القدر من الشراسة التي أوقعت بها خسائر في صفوف الإسرائيليين المتحصنين في دشمهم وملاجئهم الميدانية المنيعة في جنوب لبنان.
على إثر ذلك، سعت شركات تكنولوجيا الدفاع الإسرائيلية إلى تطوير أنظمة دفاعية لمواجهة تهديدات الكورنيت منها نظام "تروفي" لحماية المدرعات ذاتيا ومنها أنظمة تعمل على قطع أو تشتيت مسار خط الليزر الذي يعمل مقذوف الكورنيت على أساسه للتوجيه صوب الأهداف، ومنها من يعتمد على اعتبارات ميدانية كأن يكون ميدان الاشتباك متربا أو ممتلئا بالأدخنة بصورة تؤثر على مسار الليزر بما يخرج مقذوف الكورنيت عن مساره الموجه.. لكن الاشتباكات الأخيرة أظهرت فشل كل تلك الابتداعات الدفاعية الإسرائيلية والتي لم تشكل لها عاصما من لعنة الكورنيت القاتلة.
بوابة العرب
خبراء إسرائيليون: لعنة صاروخ "كورنيت" تلاحق مخططي العمليات الحربية وتفتك بالمدرعات
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق